يُعتبر رمي الجمرات من الطقوس الأساسية التي يمارسها الحجاج خلال مناسك الحج. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل بدء رمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر، بالإضافة إلى قصة هذا الحدث.
متى يبدأ رمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر
يتم رمي جمرة العقبة الكبرى في النصف الثاني من ليلة النحر، والأفضل هو أن يتم ذلك في فترة الضحى، مع الاستمرار في الرمي حتى غروب الشمس. وفي حال نسي الحاج الرمي، يمكنه القيام به بعد غروب الشمس ليلاً في يوم العيد. يجب على الحاج رمي الجمرات واحدة تلو الأخرى والتكبير مع كل جمرة يتم رميها.
ما هي قصة هذا الحدث؟
تتعلق هذه القصة بسيدنا إبراهيم عليه السلام وإبليس. يُحكى أنه عندما قرر سيدنا إبراهيم تنفيذ رؤياه المتعلقة بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، اعترضه إبليس في ثلاث محطات مختلفة لمنعه من ذلك. وقد قام سيدنا إبراهيم برمي إبليس بسبع حصوات في هذه المواضع، التي تتسم برمي الجمرات اليوم. وقد ذكرت هذه القصة من قبل الإمام الحاكم في المستدرك والإمام ابن خزيمة في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: “عندما أتى إبراهيم خليل الله صلوات الله عليه وسلامه المناسك، عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض.”
ووفقاً لأصحاب كتب السنن الأربعة، يتوافق هذا مع ما روي عن عمرو بن عبد الله بن صفوان حين قال: “إني رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليكم، يقول كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم عليه السلام”.
متى يبدأ رمي جمرة العقبة الكبرى في أيام التشريق؟
في أيام التشريق، يتم رمي الجمرة بعد زوال الشمس. حيث يقوم الحاج برمي الأولى التي تلي مسجد الخيف بسبع حصوات، مع تكرار “الله أكبر” مع كل جمرة. ثم يستمر برمي الوسطى بسبع جمرات، والأخيرة بسبع حصوات في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر لمن لم يتعجل.
من السنة أن يقف الحاج بعد الرمي الأولى والثانية حيث يستقبل القبلة، ويجعل الجمرة عن يساره، ويدعو الله كثيراً. وبعد الرمي الثانية يدعو ويجعلها عن يمينه. وفي الأيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، يرمى الحاج الجمرة التي تلي مكة ولا يقف عندها، اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يقف عندها.
ما هي أحكام رمي الجمرات؟
وفقاً للسُنة، يبدأ الحاج برمي الجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى (جمرة العقبة)، ويرمي كل واحدة بسبع حصوات، مع قول: “بسم الله، والله أكبر”. بعد كل جمرة، يدعو الحاج ما عدا جمرة العقبة الكبرى، ويرفع يديه مستقبلاً الكعبة، ويصلي على النبي ويدعو، قائلاً: “اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً وعملًا صالحاً مقبولاً، وتجارة لن تبور”.
يكون وقت الرمي من زوال الشمس وقت الظهر حتى فجر اليوم التالي، والسنة هي بين زوال الشمس والغروب. ويجب على الحاج أن يرمي جمرة العقبة وهو مستقبل الجمرة، مع اعتبار منى عن يمينه وطريق مكة عن يساره.
أما الرمي من فوق الجسر، فيكون من أي جهة، بينما الجمرة الصغرى والوسطى يمكن رميها من جميع الجهات.
ختاماً، تناولنا في هذا المقال بدء رمي جمرة العقبة الكبرى يوم النحر، وسردنا قصة هذا الحدث. رمي الجمرات يمثل جزءاً أساسياً من مناسك الحج لدى المسلمين، حيث يُمارس خلال أيام التشريق الثلاثة بدءاً من الجمرة الصغرى ثم الوسطى، وصولاً إلى الكبرى.