ما هي متلازمة توريت وكيف يمكن علاجها؟

هناك عدة متلازمات نادرة لا تُشاهد بشكل شائع بين الناس، وغالبًا ما تكون هذه المتلازمات نتيجة لعوامل وراثية أو نشوء بعض الأمراض المناعية. في هذه المقالة، سنستعرض متلازمة توريت وكيفية التعامل معها.

تعريف متلازمة توريت

تعتبر متلازمة توريت إحدى الاضطرابات العصبية التي تتميز بظهور حركات لاإرادية وتشنجات، إضافة إلى أصوات فجائية يقوم بها المصاب. تصيب هذه المتلازمة الأطفال عادةً في مرحلة العمر ما بين 12 إلى 14 عاماً.

على الرغم من ذلك، فإن أعراضها قد تخف تدريجيًا أو تختفي بالكامل لدى معظم الأطفال عند بلوغهم. وفي حالات نادرة، قد تستمر الأعراض حتى مرحلة البلوغ، وقد يواجه المصاب بمتلازمة توريت احتمالية أكبر للإصابة بفرط الحركة، وتشتت الانتباه، وصعوبات التعلم، أو الوسواس القهري.

طرق تشخيص متلازمة توريت

توجد طرق متعددة للكشف عن متلازمة توريت، ومنها:

  • إجراء فحص تخطيط كهربية الدماغ.
  • تنفيذ اختبارات تصويرية للدماغ، مثل الرنين المغناطيسي MRI، لاكتشاف أي علامات على الأضرار أو التشوهات.
  • إجراء اختبارات جينية.
  • تحليل عينات من الدم والبول والسائل المحيط بالحبل الشوكي للكشف عن الاضطرابات التي قد تؤدي إلى تشنجات، مثل الاضطرابات الاستقلالية.

علاجات متلازمة توريت

لا يوجد علاج قطعي لمتلازمة توريت، وقد لا يحتاج بعض المرضى إلى أي علاج على الإطلاق. ومع ذلك، قد تتطلب حالات معينة استخدام علاجات معينة للتحكم في الأعراض، ومنها:

1- العلاج السلوكي

يركز العلاج السلوكي على إدارة الأعراض المرتبطة بالمتلازمة والتشنجات اللاإرادية، من خلال تعزيز العادات الصحية وإيجاد بدائل تقلل من الأعراض.

2- العلاج الدوائي

قد يقوم الأطباء بوصف أدوية مثل باسط العضلات أو أدوية ضغط الدم، وكذلك بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الذهان نظرًا لتأثيرها على مستوى الدوبامين في الدماغ، مما يساهم في تخفيف شدة الأعراض.

3- العمليات الجراحية

تعتبر العمليات الجراحية خيارًا متقدمًا قد يلجأ إليه الأطباء في حالة تفاقم الأعراض بشكل كبير، بحيث لا تكون العلاجات السلوكية أو الدوائية فعالة.

أعراض متلازمة توريت

تبدأ أعراض متلازمة توريت بالظهور في مرحلة الطفولة، تحديدًا بين 3 إلى 9 سنوات، وقد تتفاوت حدتها. يشعر المصاب بشعور غريب يدفعه إلى حك الجلد، مما يسبق ظهور الأعراض الأخرى.

تختلف الأعراض من شخص لآخر، كما يمكن أن تتغير عند نفس المريض في أوقات مختلفة. وعلى عكس الاضطرابات الحركية الأخرى، يمكن للمصاب كبح الحركات غير الطبيعية لفترة قصيرة، مما قد يؤدي إلى شعوره بالإرهاق والضغط النفسي.

تشمل التشنجات الجسدية اللاإرادية ما يلي:

  • ترميش العينين.
  • دوران العينين.
  • حركات في عضلات الوجه.
  • الاستنشاق أو صوت الاختناق.
  • هز الأكتاف.
  • القفز والدوران.
  • اهتزاز الرأس والأطراف.

أما بالنسبة للتشنجات الصوتية اللاإرادية، فتشمل:

  • الشخير.
  • الغرغرة.
  • السعال.
  • النقر باللسان.
  • تكرار الأصوات.
  • تقليد أصوات الحيوانات.

أسباب متلازمة توريت

لا تزال الأسباب الدقيقة للإصابة بمتلازمة توريت غير واضحة. أظهرت بعض الدراسات أن المتلازمة قد تكون ناتجة عن وجود تشوهات في مناطق معينة من الدماغ تؤثر على الناقلات العصبية، مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تلعب دورًا حيويًا في التواصل بين الخلايا العصبية.

مع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة توريت، ومنها:

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
  • الإصابة بأمراض مثل باركنسون وهنتنجتون، أو بعض الأمراض العصبية الأخرى.
  • الولادة المبكرة، التي قد تؤدي إلى زيادة المخاطر.
  • التعرض لعدوى بكتيرية، مثل المكورات العقدية، التي تؤثر على أنسجة المخ.

في ختام هذا المقال، تم استعراض متلازمة توريت وعلاجها. في حال شعرت بأي تغييرات جسدية أو ظهور أعراض مشابهة، يفضل استشارة طبيب متخصص للحصول على التشخيص المناسب ومساعدتك في إدارة الأعراض.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *