اضطرابات فرط الحركة والانتباه لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة

يُعتبر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) من الحالات التي تؤثر على ملايين الأطفال، وغالبًا ما تستمر آثارها حتى سن البلوغ. يظهر هذا الاضطراب عادةً خلال سنوات الدراسة الابتدائية، ولكن قد يتسنى تشخيصه في وقت مبكر عندما لا يزال الطفل صغيرًا.

تدور تساؤلاتٌ عديدة حول متى يبدأ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومدى إمكانية ظهور أعراضه لدى الرضع والأطفال الصغار.

تعريف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو حالة طبية تؤثر على شريحة واسعة من الأطفال، وقد تستمر معهم حتى مرحلة البلوغ. تتجلى هذه الحالة في مجموعة من المشكلات مثل النشاط المفرط والاندفاع.
  • يميل الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى مواجهة صعوبات في الانتباه، رئيساً إلى سلوكيات مفرطة النشاط وسلوكيات اندفاعية، مما يؤثر سلباً على علاقاتهم مع الأسرة والأصدقاء والمعلمين.
  • قد يواجه الأطفال المصابون بـ ADHD مشاكل في تدني احترام الذات، واضطرابات في العلاقات، وأداء ضعيف في المدرسة. ومع تقدمهم في العمر، قد تخف حدة الأعراض لدى البعض، بينما قد لا يتمكن الآخرون من التخلص من الأعراض بشكل كامل، إلا أنهم يمكنهم تعلم استراتيجيات لتجاوز التحديات.
  • بينما لا يوجد علاج نهائي لهذا الاضطراب، إلا أن العلاج يتضمن عادةً استخدام الأدوية والتدخلات السلوكية، مما يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في نتائج العلاج إذا تم تشخيص الحالة ومعالجتها مبكرًا.

وفي هذا السياق، نستعرض:

الأعراض لدى الأطفال الصغار

  • يمكن أن يكون من الصعب تمييز أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال تحت سن 4 سنوات، حيث تعتبر فترة الانتباه القصيرة، والاندفاع، ونوبات الغضب، ومستويات النشاط المرتفعة أعراضًا شائعة تحقق خلال مراحل تطور معينة.
  • يمر معظم الأطفال بمرحلة “سِنّ العامين المزعج”، ولا تعني جميعها وجود اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • قد يتمتع الأطفال النشيطون للغاية بقدر كبير من الطاقة – دون أن يعني ذلك أنهم مصابون بـ ADHD – ويتمكنون من التركيز لفترات محدودة مثل الاستماع للقصص أو تفحص الكتب؛ ويمكنهم أيضًا ترتيب ألعابهم أو الجلوس لحل الألغاز.
  • في المقابل، الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يتسمون بالقدرة المنخفضة على القيام بهذه الأنشطة، وقد يصدرون سلوكيات متطرفة تعطل الأنشطة والعلاقات.
  • لتشخيص اضطراب حركة ونقص الانتباه، يجب على الطفل إظهار هذه السلوكيات لمدة تناهز 6 أشهر على الأقل في أكثر من بيئة، مثل المنزل والحضانة.

الأطفال الصغار الذين يعانون من ADHD قد:

  • يشعرون بالقلق.
  • يركضون ويق climbsون ويقفزون في كل مكان.
  • يكونون مستمرين في الحركة وكأنهم مدفوعون بمحرك.
  • يتحدثون بلا انقطاع.
  • لا يمكنهم التركيز أو متابعة الاستماع لفترات طويلة.
  • يواجهون صعوبة في الاستقرار وأخذ قيلولة والجلوس لتناول وجبة.

ومع ذلك، قد يركز بعض الأطفال المصابين بـ ADHD بشكل جيد على الأنشطة التي تهمهم، مثل الألعاب المحددة.

إذا كان أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية يعتقد أن طفلهم يظهر سلوكًا مفرطًا ومكثفًا يؤثر على الحياة الأسرية، يجب عليهم استشارة طبيب الأطفال لتقييم الحالة.

تشخيص الحالة

لا تشمل إرشادات تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، رغم أن هناك دلائل على أن الأطباء يمكنهم تشخيص هذه الحالة في الأطفال الصغار. تشمل العوامل التي قد تدفع الأطباء للاشتباه في الإصابة بالاضطراب في هذا العمر:

  • العوامل الوراثية.
  • تدخين الأم أثناء الحمل.
  • تعرض الأم للسموم البيئية أثناء فترة الحمل.
  • الولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة.
  • مشكلات عصبية مركزية during critical developmental moments.
  • تأخر في التطور الحركي أو اللغوي.
  • صعوبات سلوكية.
  • تاريخ عائلي للاضطراب.

كيف يشخص الأطباء اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال الأكبر سناً، قد يقوم الطبيب بما يلي:

  • إجراء فحص طبي شامل.
  • مراجعة التاريخ الطبي الشخصي والعائلي.
  • التحقق من السجلات المدرسية.
  • طلب ملء استبيانات من أفراد العائلة والمعلمين وجليسات الأطفال والمدربين.
  • مقارنة الأعراض والسلوك بمعايير اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

لتشخيص الاضطراب لدى الأطفال الأكبر سناً والبالغين، سيراقب الطبيب أيضاً ويسأل عن بعض الخصائص مثل:

  • عدم اهتمام الأطفال بالتفاصيل عند أداء المهام.
  • صعوبة في التركيز على المهام.
  • يبدو عليهم عدم الاستماع عند الحديث إليهم.
  • عدم تتبعهم التعليمات.
  • صعوبات في تنظيم الأعمال المنزلية.
  • كثيرًا ما يفقدون الأشياء وينسون القيام بها.
  • التململ وصعوبة البقاء جالسين.
  • الجري أو التسلق في أماكن غير ملائمة.
  • الكلام المفرط.
  • عدم القدرة على القيام بإنجازات بمستوى هادئ.
  • الصعوبة في انتظار الأدوار.

تشخيص الأطفال الصغار

بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانوا يستوفون المعايير أم لا؛ أحياناً قد تؤدي مشكلات في التطور، مثل تأخر لغة، إلى تشخيص خاطئ. كما أن الحالات الطبية الأخرى قد تسبب أعراضًا مشابهة، بما في ذلك:

  • إصابات في الدماغ.
  • مشاكل التعلم أو اللغة.
  • اضطرابات المزاج، كالاكتئاب والقلق.
  • اضطرابات نفسية أو تطورية أخرى.
  • النوبات.
  • مشكلات النوم.
  • مشكلات الغدة الدرقية.
  • مشكلات في الرؤية أو السمع.

يجب على الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة أو الرضع الذين تظهر عليهم أعراض مرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مراجعة أخصائي للتقييم.

والاختصاصي قد يكون أخصائي أمراض النطق، أو طبيب أطفال تنموي، أو أخصائي نفسانية؛ حيث يمكنهم تقديم الدعم في إجراء تشخيص دقيق.

العلاج

  • توجد إرشادات لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 4 سنوات وما فوق، ولكن لا توجد إرشادات حالياً للعلاج لدى الأطفال الصغار.

في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، قد يوصي الطبيب بما يلي:

  • العلاج السلوكي: يمكن للأهل أو المعلمين تقديم هذا العلاج.
  • الأدوية: إذا لم تتحسن الأعراض بمساعدة العلاج السلوكي، وخاصة في الحالات المعتدلة إلى الشديدة، فقد يوصي الطبيب بمثيل فينيدات هيدروكلوريد (ريتالين) وأدوية منشطة أخرى.
  • سيتابع الطبيب الجرعات ويقوم بتعديلها إذا لزم الأمر، لضمان تحقيق أقصى فائدة بأقل آثار جانبية ممكنة.
  • من المهم ملاحظة أن بعض إدارة الغذاء والدواء قد لا توافق على استخدام هذا الدواء للأطفال دون سن 6 سنوات بسبب نقص الأدلة على أمانه وفاعليته، حيث لوحظ أيضاً أن الأدوية المنشطة يمكن أن تؤثر سلبًا على نمو الطفل.

العلاج المبكر للأطفال الصغار

يوصي مركز السيطرة على الأمراض بتدريب الوالدين وتطبيق العلاج السلوكي للأطفال الصغار؛ كخيار أول، يشير المركز إلى أن العلاج السلوكي:

  • يعلم الآباء كيفية إدارة سلوك أطفالهم.
  • يظهر فعالية مماثلة لتلك التي تحققها الأدوية لدى الأطفال الصغار.
  • يحد من الآثار الجانبية التي قد تنتج عن استخدام الأدوية.

سيعمل المعالج مع الطفل لمساعدته في تعلم:

  • وسائل جديدة في السلوك لا تؤدي إلى المشكلات.
  • أساليب جديدة للتعبير عن أنفسهم بشكل إيجابي.

عندما يكبر الطفل بما يكفي للذهاب إلى رياض الأطفال أو المدرسة، يجب على الوالدين أو مقدمي الرعاية أن يسألوا المدرسة عن إمكانية الدعم التعليمي المتاح.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *