تعتبر التهاب جدار المثانة حالة طبية تستدعي الانتباه، حيث يعتمد هذا الجزء من الجهاز البولي على استرخاء العضلات عند امتلائه، وفي المقابل، تنقبض لتساعد في排 البول أثناء التبول. تعود العديد من المشاكل إلى أسباب مختلفة قد تؤدي إلى الإحساس بالألم، وأبرز هذه الأسباب تتضمن التهاب المثانة الخلالي، التهاب المسالك البولية، وسرطان المثانة.
ما هي المثانة؟
المثانة البولية هي عبارة عن كيس عضلي يقع في منطقة الحوض، تحديدًا أعلى عظمة العانة. عندما تكون المثانة فارغة، تأخذ شكلًا وحجمًا قريبًا من الكمثرى.
يتكون البول في الكلى ثم ينتقل إلى المثانة عبر الحالبين، حيث يتم تخزينه حتى يحدث التبول بشكل منظم.
ما هو التهاب جدار المثانة؟
- يعرف التهاب جدار المثانة، المعروف أيضاً بـ”متلازمة المثانة المؤلمة”، بأنه حالة التهابية تؤدي إلى الألم والتقرحات والنزيف في بطانة المثانة، ويتميز برغبة متكررة في التبول تُصاحبها آلام أو ضغط، مع العلم أن الألم غالباً ما يخف بعد التبول.
- في العديد من الحالات، يحدث التهاب جدار المثانة نتيجة عدوى بكتيرية، حيث يمكن أن تكون العدوى مؤلمة ومزعجة، وقد تصبح خطيرة إذا انتشرت إلى الكلية.
- بعض الحالات النادرة قد تُعزى إلى ردود فعل للأدوية، أو نتيجة للعلاج الإشعاعي أو التعرض لمهيجات، مثل الاستخدام المزمن للقسطرة، وقد تكون كذلك كمضاعفات لحالات أخرى.
- العلاج الرئيسي لالتهاب جدار المثانة هو استخدام المضادات الحيوية، إلا أن نوع العلاج يعتمد على السبب الأساسي للحالة.
أعراض التهاب المثانة
تشمل أعراض التهاب المثانة ما يلي:
- ألم أو شعور بحرقان أثناء التبول.
- رغبة ملحة ومتكررة للتبول.
- ألم في منطقة البطن.
- ضغط مستمر في أسفل البطن.
- بول داكن أو يظهر به دم، أو ذو رائحة كريهة.
- حمى خفيفة.
- وجود دم في البول.
- انزعاج في منطقة الحوض.
أسباب التهاب جدار المثانة
- يشمل الجهاز البولي الكلى، الحالب، الإحليل، والمثانة، وكلها تلعب دورًا في طرد المخلفات من الجسم، حيث تتميز المثانة بكونها عضوًا مجوفًا في أسفل البطن يقوم بتخزين البول ويتمد عندما يملأ.
- عند تمرير البول، قد تلتهب جدران المثانة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث العدوى.
- يمكن أن تتعدد أسباب التهاب جدار المثانة، ومنها قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية، مما يزيد من خطر الإصابة، كما أن حبس البول لفترات طويلة أو ممارسة الجنس لفترات ممتدة قد يسهمان في حدوث التهابات.
- بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث، فإن انخفاض مستوى هرمون الاستروجين قد يؤدي إلى ضعف بطانة مجرى البول وتغير توازن البكتيريا في المهبل، مما يزيد من احتمالية العدوى.
أنواع التهاب المثانة
1. التهاب المثانة البكتيري
عادةً ما تحدث عدوى المسالك البولية عندما تدخل بكتيريا من خارج الجسم إلى مجرى البول وتبدأ بالانتشار، حيث تمثل بكتيريا الإشريكية القولونية غالبية حالات التهاب المثانة.
تحدث هذه التهابات في كثير من الأحيان عند النساء نتيجة الجماع، ولكن حتى الفتيات والنساء غير النشطات جنسياً معرضات لخطر الإصابة بسبب وجود البكتيريا في المنطقة التناسلية.
2. التهاب المثانة غير المعدي
على الرغم من أن الالتهابات البكتيرية هي السبب الأكثر شيوعًا، إلا أن عدداً من العوامل غير المعدية قد تؤدي أيضًا إلى التهاب المثانة.
3. التهاب المثانة الخلالي
هذا الالتهاب المزمن الذي يُعرف أيضًا بمتلازمة المثانة المؤلمة يحدث غالبًا عند النساء وقد يكون تشخيصه وعلاجه صعبين في بعض الحالات.
4. التهاب المثانة الناتج عن الأدوية
بعض العلاجات، خاصة العلاج الكيميائي مثل السيكلوفوسفاميد، قد تُسبب التهاب المثانة بسبب المكونات المكسورة التي تُخرج من الجسم.
5. التهاب المثانة الإشعاعي
العلاج الإشعاعي في منطقة الحوض قد يؤدي إلى تغيرات التهابية في أنسجة المثانة.
6. التهاب المثانة الكيميائي
قد تتسبب بعض المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات معينة بتحفيز الالتهاب لدى بعض الأفراد الذين لديهم حساسية عالية لهذه المواد.
7. التهاب المثانة المرتبط بظروف صحية أخرى
يمكن أن يحدث التهاب جدار المثانة كأحد مضاعفات حالات أخرى مثل السكري أو حصى الكلى أو التهاب البروستاتا.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب طلب الرعاية الصحية الفورية إذا ظهرت لديك علامات تدل على عدوى الكلى مثل:
- آلام شديدة في الجزء السفلي من الظهر أو الجانبين.
- في حال وجود حمى خفيفة مع قشعريرة.
- القيء.
اذا كنت تعاني من الحاجة الملحة للتبول بشكل متكرر ومؤلم، وظهور دم في البول، فيجب عليك الاتصال بالطبيب على الفور، خاصة إذا كنت قد تشخصت سابقًا بعدوى في المسالك البولية.
كذلك، يجب عليك زيارة الطبيب إذا عادت أعراض التهاب المثانة بعد انتهاء دورة العلاج بالمضادات الحيوية، فقد تحتاج إلى علاج مختلف.
نصائح للوقاية من التهاب المثانة
في أغلب الحالات، يتطلب العلاج استخدام الأدوية، لكن هناك أيضاً بعض البدائل الطبيعية التي يمكن اعتمادها للمساعدة في التحكم بالحالة.
بعض الأطعمة والمشروبات يمكن أن تؤدي إلى زيادة التبول والالتهابات، لذلك يُستحسن تجنب الأطعمة الحامضية أو التي تحتوي على تيرامين، ومن هذه الأطعمة:
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الغازية مثل القهوة أو الصودا.
- النبيذ.
- البيرة.
- الجبن.
- الزبادي.
- الموز.
- صلصة الصويا.
- الزبيب.
- اللحوم الباردة.
- الشوكولاتة.
عوامل الخطر
توجد عدة عوامل خطر تستدعي الانتباه، بما في ذلك إمكانية انتقال العدوى إلى الكلى مما قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.
من أبرز مضاعفات التهاب جدار المثانة هو ظهور دم في البول، والذي عادة ما يكون داكن اللون ورائحته كريهة، لكن مع العلاج المناسب، غالبًا ما تختفي هذه الأعراض.