أعرب ابن خلدون عن وجهة نظره بشأن العرب في مقدمته، والتي أثارت جدلًا واسعًا بسبب الطريقة السلبية التي تم بها تصويرهم، مع التركيز على ميلهم للحكم والسلطة وغيرها من الصفات.
ابن خلدون والعرب
فيما يلي نستعرض ملخصًا عن علاقة ابن خلدون بالعرب:
- بدأ ابن خلدون في مقدمة كتابه بالتحدث عن العرب وسلبياتهم، مستعرضًا أحوالهم بشكل عام.
- تميز وصفه للعرب بالحدة وبممارسات سلبية.
- ومن أبرز ما قاله عنهم:
- العرب هم أساس تدهور الأوطان.
- يميل العرب إلى الشغف بالسلطة.
من هو ابن خلدون
إليكم مجموعة من النقاط التي تسلط الضوء على هذا العالم الذي أسهم بشكل كبير في العديد من المجالات العلمية، ولا يزال تأثيره قائمًا حتى وقتنا الحاضر:
- الاسم الكامل لابن خلدون هو: عبد الرحمن بن محمد أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي.
- وُلد في تونس، وهو من أصول أندلسية.
- يُعتبر ابن خلدون أحد أبرز المؤرخين المعروفين.
- اشتهر بكثرة ترحاله، حيث تخرج من جامعة الزيتونة وعاش في العديد من المدن بشمال إفريقيا مثل تلمسان، وغرناطة، وبسكرة، وبجاية.
- انتقل إلى مصر وتولى ولاية قضاء المالكية، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته في عام 1406 ميلادي.
- ترك وراءه إرثًا ثقافيًا واسعًا لا يزال تأثيره قائمًا حتى يومنا هذا.
- يُعزى لابن خلدون كونه مؤسس علم الاجتماع الحديث.
- وكذلك يُعرف بأنه واحد من أشهر العلماء في مجالي التاريخ والاقتصاد.
العرب وخراب الأوطان
سنستعرض فيما يلي وجهة نظر ابن خلدون ومن أيدوه حول مسألة العرب وخراب الأوطان:
- تناول ابن خلدون هذا الموضوع في أحد كتبه، وبالتحديد في الفصل السادس والعشرين.
- ورأى بعض النقاد ما ذهب إليه ابن خلدون، واستشهدوا بأن الآثار القديمة ليست دليلاً على أن المصريين هم من أنشأوها.
- توجد آثار يونانية ورومانية لا زالت قائمة، وتتميز بدقة الصنع النسبي وقوة التركيب.
- وأشاروا إلى أنه لا يوجد سوى مدينة البتراء التي يمكن اعتبارها نتاج لمجهودات العرب في التعمير.
- توجد آراء تشكك في أصل الأنباط الذين بنوا المدينة.
- قال ابن خلدون أن سبب هذا يعود إلى طبيعة العرب العنيفة، وأنهم لا يخضعون للسلطات، وهذه الصفة تتعارض مع ما يمكن أن ينتجوه من عمران.
- كانت أهداف العرب تتمثل في الترحال، وكانوا يستخدمون الحجارة لإقامة الأثافي، مما يرتبط بتخريب المباني واستخدامها لأغراضهم.
- وتشير بعض الآراء أيضًا إلى أن طبيعة شخصية العرب تميل إلى نهب ثروات الآخرين.
- إذا كان بمقدور العرب القيام بذلك، فهذا يعني أن السياسية التي تتطلب منهم الحفاظ على الأموال غير فعّالة.
السلطة وارتباط العرب بها
سنتناول فيما يلي ما قاله ابن خلدون في مسألة السلطة وعلاقة العرب بها:
- برزت هذه الصفة في قوله: “هم يتنافسون في الرئاسة وقلّما يسلم أحدهم الأمر لغيره، حتى لو كان أباه أو أحد أفراد عائلته، إلا في حالات نادرة وعلى مضض”.
- ووجد ابن خلدون أن العرب مرتبطون بالسلطة، يسعون لتحقيقها، ويعتبرونها إحدى مراتب التشريف لا التكليف.
- قد يتسبب الزعيم في زيادة عبء الدولة بمتطلباته واحتياجاته.
- يتعين على من هم دون درجة السلطة تلبية تلك المطالب دون مناقشة أو مراجعة لسياسة الحكم.
رأي ابن خلدون في العلاقة بين العرب والدين
سنستعرض في ما يلي رأي ابن خلدون حول العلاقة بين العرب والدين وتأثير ذلك عليهم:
- تناول ابن خلدون في مقدمة كتابه بعض النظريات الاجتماعية والفلسفية المتعلقة بخضوع العرب للدين.
- أشار إلى أنهم لا يحصلون على المكانة المرموقة إلا من خلال الدعوات الدينية الملهمة كالدعوة للأديان.
- وقال في كتابه: “لا يحوز العرب الملك إلا بصبغة دينية كالنبوة أو الولاية”.
- رأى ابن خلدون أن إنجازات العرب تعود لدعواتهم الدينية التي دفعتهم نحو الإنجاز العظيم.
- ومن الأمثلة على ذلك معاركهم الهامة، ومساهماتهم عبر الحضارات، والدعوة الملكية التي تأسست على أساس ديني بُنيت على طاعة.
رأي الشيخ محمد الفاضل في مقدمة ابن خلدون
سنقوم هنا بعرض رأي الشيخ محمد الفاضل بن عاشور حول ابن خلدون وأفكاره بشكل نصي:
- “حالة المجتمع الذي نشأ فيه ابن خلدون مع موهبة التحليل والاستنتاج هي التي شكلت فلسفته الاجتماعية التي تتضمنها المقدمة.
- من المهم أن ننظر إلى المجتمع التونسي المتحضر الذي واجه هجمات البدو المتوحشين، مما أدى إلى نظرية ابن خلدون في نقص الشجاعة في الحضر وقوتها في البدو.
- كما أن ما زاد من استسلام المجتمع التونسي للظلم أدى إلى نظرته بأن معاناة الحكم في الحضر تفسد قدراتهم وتقضي على قوتهم.
- أن ضعف تونس في مقاومة بني هلال يولد رأيه أن الأمم البدائية أكثر قدرة على التغلب من غيرها.
- إن انعدام الأمل في خلاص المجتمع التونسي يتجلى في قوله أن الأمة إذا تغلبت تسارع إلى الفناء.
- أليس من الواضح أن الانتقادات التي وجهها للعرب تعكس الواقع الذي ظهر به العرب في عصره، وهو ما يتمثل بمظاهر عجزهم”.
