ترتيب أفضل أنواع الأضاحي المتاحة

ترتيب أفضل الأضاحي

اتفق العلماء على أن الأضحية لا تُقبل إلا من الأنعام (كالإبل، والبقر، والغنم)، إلا أن الآراء اختلفت حول أفضل أنواعها، وتم تصنيف هذه الآراء إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية، التي سنعرضها فيما يلي:

الاتجاه الأول: الضأن أولاً ثم البقر ثم الإبل

يذهب المالكية إلى أن أفضل الأضاحي هي الأغنام، تليها الإبل ثم الأبقار. وقد استندوا إلى أن لحم الأغنام طيب، مستشهدين بالآية الكريمة: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)، حيث يُفسّر الذبح العظيم بأنه الكبش، الذي يتميز بحجمه وسمنه. يذكر أن النبي محمد –صلى الله عليه وسلم– اختار الأغنام كأضاحي، مما يعكس تفضيلها. كما استندوا إلى حديثه عندما قال: (خير الكفن الحلة، وخير الأضحية الكبش الأقرن). وقد واظب النبي على التضحية بالأغنام عاماً تلو الآخر، مما يدل على تفضيله له على أنواع الأنعام الأخرى.

الاتجاه الثاني: الإبل أولاً ثم البقر ثم الضأن والمعز

بهذا الرأي يتبنى الشافعية والحنابلة وبعض المالكية، حيث يرون أن الإبل تُعتبر الأفضل بسبب كميتها العالية من اللحم التي تعود بالنفع على الفقراء. وقد استدلوا بقول النبي –صلى الله عليه وسلم– في الحديث: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح فكأنما قرب بدنة…)، مما يشير إلى أن البدنة أفضل. كما استندوا إلى الآية القرآنية: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ). يتضح من ذلك أن الإبل تأتي قبل البقر في تفضيل الأضاحي.

الاتجاه الثالث: أفضلها الأكثر لحماً والأطيب

يرى الحنفية أن الشاة تُفضل على السُبع من البقرة، وإن كان السُبع يحتوي على لحوم أكثر، يُعتبر هو الأفضل. وإذا تساوت القيمتان اللحمية والمعنوية، فالأفضل هو الأكثر طيبة. إذا اختلفت الأضاحي في الطعم، فيكون الخيار للفاضل. استدل الحنفية بحديث ضعيف يُنسب إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم– قائلاً: (إن أحب الضحايا إلى الله أغلاها وأسمنها).

معايير اختيار الأضحية

يتعلق الأمر بعدد من الميزات التي يستند إليها الفقهاء في تحديد أفضل الأضاحي، ومن هذه المعايير ما يلي:

  • الكبش يعتبر أفضل الأغنام.

وقد أشار الرسول –صلى الله عليه وسلم– إلى ذلك بقوله: (نِعْمَ أو نِعْمَتِ الأُضحيَةُ الجذَعُ من الضأْنِ).

  • الذكر يُفضل على الأنثى حسب رأي الشافعية.
  • السمينة تُفضل على غير السمينة.

ويدل على ذلك قول الله –تعالى–: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، حيث يشير تعظيم الشعائر إلى أهمية التسمين والتحسين.

  • الأبيض يُفضل على الأسود والغبراء.

ويدلل على ذلك أن الرسول –صلى الله عليه وسلم– قد ضحى بكبشين أملحين، حيث يُعتبر الأملح دلالة على اللون الأبيض.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *