يعتبر كتاب الإمام الطبري لتفسير القرآن واحداً من أهم الكتب في التاريخ الإسلامي، ويُعرف باسم “جامع البيان في تأويل القرآن”. يُعد هذا الكتاب من أبرز المراجع التي تعنى بتفسير القرآن الكريم، ويعتبر أحد أبرز كتب العلوم الشرعية، ولا سيما في علم التفسير عند أهل السنة.
في السطور القادمة، سنتناول تفاصيل حول اسم هذا الكتاب وأهم المعلومات المتعلقة به.
اسم كتاب الطبري لتفسير القرآن
- ألف الإمام محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب، المعروف بأبو جعفر الطبري، هذا الكتاب الشهير في أوساط العلماء.
- العنوان الشائع للكتاب هو “تفسير الطبري” أو “جامع البيان عن تأويل القرآن”، كما يُطلق عليه “جامع البيان في تفسير القرآن”.
- يُعد هذا الكتاب مرجعاً أساسياً في علم تفسير القرآن، ويتميز بالاعتماد على مراجع موثوقة من الصحابة والتابعين في تفسير الآيات.
- يستند الكتاب إلى ذكر الآيات القرآنية، يليها استعراض شامل للتفسيرات الواردة عن الصحابة والتابعين مع أسانيدها.
- يشمل الكتاب أيضاً الأحاديث النبوية ويتناول بيان أسانيدها، بالإضافة إلى استعراض للأحكام الفقهية.
- جدير بالذكر أن الكتاب يتضمن ذكر العديد من الإسرائيليات، حيث يروي الكثير من القصص الإسرائيلية.
- لقد لاقى هذا الكتاب إقبالاً واسعاً من الباحثين والعلماء نظراً لقيمته العلمية الرائدة في مجال تفسير القرآن الكريم.
- أشاد عدد كبير من العلماء بهذا الكتاب، حيث وصفه السيوطي بأنه “أجلّ التفاسير وأعظمها”، نظراً لتطرقه إلى توجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض.
- قال ابن خزيمة إنه لم يجد أعلم من الإمام الطبري عند اطلاعه على الكتاب من أوله إلى آخره.
- وأكد الإمام الواحدي أن كتاب الطبري يتبوأ الأولوية بين كتب التفسير.
فترة تأليف كتاب جامع البيان في تفسير القرآن
- كان حلم توثيق تفسير القرآن يؤرق الإمام الطبري منذ صغره، واستمر في استخارة الله سبحانه وتعالى لمدة ثلاث سنوات قبل أن يبدأ في تأليفه.
- يُقال إنه قضى ما يقارب 40 عاماً في كتابة هذا الكتاب، حيث كان يكتب بمعدل أربعين ورقة يومياً.
- في بادئ الأمر، كان عدد صفحات الكتاب متوقعاً أن يصل إلى 30,000 ورقة، إلا أنه اختصر ليصبح 3,000 ورقة فقط.
- عند سؤاله عن مساعدة بعض الأصحاب في الكتابة، أُبلغ بأن الأعمار لن تكفي لإتمامه، فكان رده الشهير: “إن لله ماتت الهمم”، لذلك اختصر الكتاب بناءً على معايير معينة.
- في السنة 270 هـ، قام الإمام الطبري بالإملاء على أبو بكر بن كامل تفسيره.
- بينما كانت الفترة من 283 هـ إلى 290 هـ مخصصة لإملاء التفسير على علي بن بكر بن بالويه.
- ومن المهم الإشارة إلى أن هذا الكتاب قُرئ على الإمام الطبري سنة 306 هـ، وقد ذُكر هذا الأمر في النسخ المطبوعة الحديثة.
- يُعتبر الإمام أبو جعفر الطبري من أوائل العلماء الذين أسسوا علم التفسير وجعلوه تخصصاً يستحق التأليف والبحث.
- يُعتبر ابن ماجه أول من قام بتفسير القرآن الكريم في السنة 273 هـ، لكن للأسف، فإن تفسيره مفقود.
- ولم يتبقَ تفسير للقرآن الكريم على ترتيب المصحف سوى تفسير الإمام الطبري، الذي صدر سنة 310 هـ.
- أُطلق على أبو جعفر الطبري لقب “إمام المفسرين” لكون تفسيره من أقدم الكتب الكاملة التي وصلتنا حتى اليوم.
كما يمكنكم التعرف على:
منهج الطبري في التفسير
- حدد الإمام الطبري تفسير القرآن على أنه توضيح للوجوه المحتملة للآيات القرآنية.
- يستند منهج الطبري إلى ثلاث أوجه رئيسية في تفسير القرآن وتأويله.
- وجه أول: يتناول الآيات الصعبة التي تشكل تحدياً في تفسيرها، والتي اختص الله بعلمها كما في مسألة الروح وقيام الساعة.
- الوجه الثاني: يتعلق بالآيات التي لا يجوز تفسيرها إلا وفق ما ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
- الوجه الثالث: يرتكز على فصاحة اللغة العربية، حيث نزل القرآن بلسان عربي، مما يتطلب إعراب الآيات وفهم تأويلها وفقاً لقواعد اللغة.
- اعتمد الإمام الطبري على منهج التفسير المأثور كأحد الأسس الرئيسية في الكتاب.
- اهتم بعرض أوجه اللغة والقراءات المختلفة، مع إبداء اجتهاداته وآرائه الفقهية.
- استند في تفسيره على أقوال الصحابة والتابعين، بالإضافة إلى الأحاديث الصحيحة عن الرسول.
- أولى الطبري أهمية كبيرة للإجماع في تفسيره، ما جعله محوراً رئيسياً في أسلوبه.
- استعرض العديد من الأسانيد والأحاديث، حيث احتوى تفسيره على الكثير من الآثار المسندة.
- اهتم أيضاً بالقراءات القرآنية، حيث كان يفضل في بعض الأحيان قراءة معينة، وفي أحيان أخرى يساوي بين القراءات.
- لم يتطرق في تفسيره لأشياء تعتبر غير مهمة، كأسماء أصحاب الكهف وغيرها.
- ركز على الأحكام الفقهية، حيث كان يختار من بين الأحكام والآراء الفقهية، نظراً لكونه من أتباع المذاهب الفقهية.
- اعتنى باللغة وعلومها، حيث اعتمد في تفسيره على معرفة المذاهب النحوية وعلوم اللغة، كما درس شعر العرب.
- تعامل مع العديد من المذاهب الفقهية في تفسيره.
نبذة عن الإمام الطبري وأهم مؤلفاته
- الإمام أبو جعفر الطبري هو من أبرز العلماء في عصره، معروف بحبه للعلم والعلماء.
- وُلِد عام 615 هـ، الموافق 27 من شهر جمادى الآخر، لعائلة ذات نسب رفيع.
- نشأ في بيت علم، حيث حرص على حفظ القرآن وطلب العلم، مما أسهم في تشكيل شخصيته العلمية العظيمة.
- لقب بعدة ألقاب، منها شيخ الشافعية، حافظ الحجاز، وشيخ الحرم وغيرها.
- سهلت له قربه من مكة المكرمة الاستماع إلى كثير من الأحاديث.
- تنقل بين عدة بلدان في سبيل طلب العلم، مثل اليمن وبغداد ومصر.
- من أشهر مؤلفاته “اختلاف الفقهاء”، “تهذيب الفقهاء”، و”تاريخ الطبري”.
- ألف أيضاً كتاباً في علوم الدين باسم “المسترشد”.