علامات تدل على الإصابة بسرطان الكبد

الكبد

يعتبر الكبد أحد الأعضاء الداخلية الأساسية في الجسم، حيث يعد الأكبر بين هذه الأعضاء. في الإنسان البالغ، يتراوح وزن الكبد ما بين 1.3 إلى 1.8 كغ، ويقع في الجزء العلوي من البطن، مستقرًا في الجهة اليمنى أسفل الرئة، محميًا بواسطة القفص الصدري. ورغم أهمية الكبد الكبيرة ووجود وظائف متعددة له في عملية الهضم، وإزالة السموم، وتخزين السكريات والدهون، وكذلك قدرته على التجدد بعد التلف، إلا أن العلماء لم يتمكنوا من فهم جميع وظائفه بالكامل. لذلك، ظل الكبد موضوعًا للبحث والدراسة بشكل مستمر.

تتمثل إحدى الوظائف الحيوية للكبد في إنتاج العصارة الصفراوية اللازمة لهضم الدهون، بالإضافة إلى تصنيع عوامل تخثر الدم. كما يلعب الكبد دورًا رئيسيًا في عمليات الأيض والبناء والتخزين في الجسم. وبالتالي، فإن أي مرض يصيب الكبد قد يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض والاختلالات الوظيفية في سائر أنحاء الجسم.

سرطان الكبد

سرطان الكبد ينقسم إلى نوعين رئيسيين: الأول هو سرطان الكبد الأوّلي، والذي يتمثل في نمو خلايا غير طبيعية داخل الكبد؛ بينما الثاني يتمثل في سرطان الكبد الثانوي، والذي يحدث بسبب انتقال خلايا سرطانية من أعضاء أخرى عبر الدم إلى الكبد. يعد سرطان الكبد الثانوي أكثر الأنواع انتشارًا بين حالات سرطان الكبد عمومًا.

تتعدد عوامل الخطر المساهمة في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الكبد، ومنها:

  • الإصابة المزمنة بفيروس التهاب الكبد B أو C، حيث يمكن أن يؤدي كلاهما إلى سرطان الكبد بسبب التليف الكبدي؛ بينما يمكن أن يتسبب فيروس B في السرطان بشكل مباشر.
  • الأشخاص الذين يعانون من تشمع الكبد الناتج عن الإدمان على الكحول هم في خطر أكبر للإصابة بسرطان الكبد، بنسبة تصل إلى خمسة بالمائة.
  • السمنة ومرض السكري يرتبطان بنوع من أنواع مرض الكبد يعرف بالكبد الدهني غير الكحولي، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
  • بعض الأمراض التي تؤثر على عمليات الأيض في الجسم.
  • التعرض لبعض المواد السُمية البيئية مثل الأفلاتوكسين، التي تفرزها أنواع معينة من الفطريات.
  • التعرض لطفيليات تعيش في الكبد وتلحق الضرر بخلاياه مثل دودة الإسكارس.
  • ارتفاع مستويات الحديد في الكبد، كما هو الحال مع مرضى الثلاسيميا، المعروف بأنه يعتبر داء ترسب صبغة الدم.

أعراض الإصابة بسرطان الكبد

سرطان الكبد، كغيره من أنواع السرطان، غالبًا ما يظهر بدون أعراض في المراحل المبكرة، مما يصعب اكتشافه في تلك المرحلة. مع تقدم المرض، تبدأ الأعراض في الظهور، وتشمل ما يلي:

  • ألم في الجزء العلوي من البطن في الجهة اليمنى، وقد يمتد الألم ليشمل الظهر والأكتاف.
  • انتفاخ في منطقة البطن.
  • فقدان الوزن المفاجئ والهزال العام.
  • فقدان الشهية.
  • الإحساس بالتعب والكسل والإعياء الشديد.
  • الشعور بالغثيان والقيء.
  • اصفرار لون البشرة (اليوريا) بسبب ارتفاع مستويات العصارة الصفراوية.
  • حكة في الجلد.
  • تغيير لون البول إلى الداكن.
  • ارتفاع درجة الحرارة بشكل متقطع.
  • براز أبيض شاحب مثل الطباشير.

أنواع سرطان الكبد

تنقسم أنواع سرطان الكبد بناءً على كيفية حدوثها إلى:

  • سرطان الكبد الأوّلي: حيث يبدأ تحول الخلايا الكبدية إلى خلايا سرطانية، وينقسم إلى عدة أنواع تشمل:
    • سرطان الخلايا الكبدية (HCC)، الأكثر شيوعًا بين أنواع السرطانات الأولية.
    • سرطان الأوعية الصفراوية (سرطان قناة المرارة).
    • ساركومة وعائية.
    • ورم أرومي كبدي.
  • سرطان الكبد الثانوي: يحدث عندما تستقبل خلايا الكبد السرطانية القادمة من مناطق أخرى في الجسم، مثل الثدي أو الرحم أو البروستات، ويعتبر الأكثر شيوعًا من بين الأورام في الكبد.

تشخيص سرطان الكبد وعلاجه

لتأكيد تشخيص الإصابة بسرطان الكبد، يتبع الأطباء عدة طرق تتضمن:

  • إجراء مجموعة من التحاليل لاختبار كفاءة إنزيمات الكبد.
  • استخدام الفحوصات بالأمواج فوق الصوتية، وتصوير الرنين المغناطيسي، أو الفحص بالمنظار.
  • استخراج خزعة لفحصها مختبريًا.

بمجرد تأكيد التشخيص، يتم تحديد خطة العلاج بناءً على نوع السرطان ومدى انتشاره، بالإضافة إلى عمر المريض وصحته العامة. فإن كانت الحالة في مراحلها الأولية ولم تنتشر، يمكن استئصال الورم أو معالجته باستخدام العلاج الإشعاعي. وفي الحالات المتقدمة، إذا لم يكن السرطان قد انتشر عبر الكبد، تعتبر زراعة الكبد من الخيارات المتاحة. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج الأطباء إلى استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي في المراحل الأكثر تقدمًا، مع مراعاة الآثار الجانبية المحتملة. هنا تفاصيل العلاج:

  • استئصال الجزء المصاب: يتم ذلك إما باستئصال جزء من الكبد أو الكبد بالكامل في حال انتشاره، مما يتطلب زراعة كبد جديد.
  • معالجة المناطق المصابة باستخدام الحرارة أو المواد الكيميائية، مفيدة للمرضى غير المؤهلين لزراعة الكبد.
  • إغلاق الأوعية الدموية المغذية للورم من خلال حقن مواد في الشريان الكبدي.
  • العلاج بالأشعة باستخدام أشعة قوية تقتل الخلايا السرطانية وتمنع انتشارها.
  • العلاج الكيميائي عبر إدخال الأدوية عن طريق الوريد، حيث تزداد فرص الشفاء عند الكشف المبكر عن المرض.

فيديو أعراض سرطان الكبد

شاهد الفيديو لمعرفة المزيد عن أعراض سرطان الكبد:

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *