تُعتبر الموسيقى من العناصر الأساسية في حياة العديد من الأفراد، مما يدفع الكثيرين إلى التساؤل عن تأثيرها على الإنسان وأهم الآراء حول هذا الموضوع. يأتي ذلك في إطار السعي للاستفادة من الأبحاث العلمية، والتوجيهات الدينية، وحكمة العُلماء. في هذا المقال، سنستعرض تأثير الموسيقى على الإنسان من زوايا متعددة.
دراسة من كلية الطب بجامعة بيتسبرغ
سنستعرض هنا نتائج دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة بيتسبرغ، من خلال النقاط التالية:
- تشير الدراسة إلى أن العديد من المراهقين الذين يمضون وقتًا طويلًا في استماع الموسيقى يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بغيرهم.
- شارك في التجربة 106 أشخاص على مدار شهرين، وأظهرت النتائج أن أكثر من 8% منهم معرضون للاكتئاب، مقارنةً بنسبة 1% لدى الذين يميلون إلى قراءة الكتب في أوقات فراغهم.
- أوضح الدكتور بريان بريماك، الأستاذ المساعد الذي أشرف على الدراسة، أنه لا يوجد إجابة قاطعة تتعلق بما إذا كان المكتئبون يلجأون إلى الموسيقى كوسيلة للهروب من واقعهم، أم أن الاستماع المستمر لها يؤدي إلى تفاقم حالات الاكتئاب.
- بالمجمل، تبيّن أن الموسيقى قد تساهم في الوصول إلى مرحلة الاكتئاب أو تزيد من حدته، لكنها لا تساهم في العلاج.
دراسة من جامعة جنوب كاليفورنيا حول تأثير الموسيقى
فيما يلي نستعرض نتائج دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا حول تأثير الموسيقى:
- شارك في هذه الدراسة 40 متطوعًا استمعوا إلى ثلاث مقاطع موسيقية متنوعة لمدة تتراوح بين 168 إلى 515 ثانية، حيث كانت الموسيقى unfamiliar لهم، بما في ذلك مقاطع حزينة وأخرى سعيدة. قام الباحثون بإجراء تصوير رنين مغناطيسي لدماغ المشاركين لتحليل تأثير الموسيقى عليهم.
- كما شارك 60 متطوعًا في تجربة مماثلة، مع متابعة نشاط القلب والتغيرات الكهربائية الخاصة به، لدراسة التأثيرات العاطفية.
- أظهرت نتائج الدراسة أن للموسيقى تأثيراً واضحاً على نشاط الدماغ والقلب، حيث تزداد هذه التأثيرات كلما اختلفت الآلات وتنوعت أنماط الصوت والإيقاع، وخاصة في الحالات الصاخبة.
- بالفعل، للموسيقى القدرة على إحداث مشاعر الفرح أو الحزن وفقًا لنوع الموسيقى المسموعة، مما ينقل الشخص إلى حالة عاطفية مختلفة عن حالته الطبيعية.
تأثير الموسيقى على قلب المستمع
لنستعرض تأثير الموسيقى على قلب الإنسان من خلال النقاط التالية:
- تُعتبر الموسيقى من العوامل البارزة التي قد تؤدي إلى انعدام الإيمان في القلب.
- قد تساهم الموسيقى أحيانًا في إبعاد الشخص عن سبيل الله بشكل غير ملحوظ، مما ينتج عنه صعوبة في ممارسة العبادة، قراءة القرآن، الخشوع في الصلاة، والإنكار لرؤية المنكر.
- للموسيقى تأثيرات كيميائية على المخ، رغم أن بعض هذه التأثيرات قد تكون مفيدة، إلا أن الأضرار تفوق النفع بكثير. لذلك، تم تحريم الخمر والميسر رغم فوائدهما، لأن الضرر الناتج عنهما أكبر. الموسيقى بدورها قد تسفر عن آثار سلبية، لذا من المهم أن ننظر إلى عواقبها، مستندين إلى كلمات العلماء وتجارب الناس.
- اسأل من تاب عن سماع الموسيقى واستفاد من ذلك، فهو يكون شاهدًا حيًّا على تأثيرها. بينما يجب الحذر من الاستماع لشهادة من غارق في بحر الموسيقى، لأنه قد لا يكون بوسعه التعبير عن تجربته بموضوعية. كما قال الله تعالى: “واتبع سبيل من أناب إليك” (سورة لقمان).
في ختام مقالنا حول تأثير الموسيقى على الإنسان وأهم الآراء المتعلقة به، استعرضنا مجموعة من المعلومات والنصائح المفيدة في هذا الشأن. نسأل الله تعالى الهداية للجميع وأن يجعلنا من الذين يستمعون للقول ويتبعون أحسنه.
