تعد قضية قصور الدرق عند الرضع من الموضوعات التي تثير اهتمام الكثيرين، لذا سنقوم عبر موقعنا بتسليط الضوء على الأسباب الرئيسية لهذه الحالة، بالإضافة إلى أنواعها والعلاج المناسب لها.
تعريف قصور الدرق عند الرضع
يُمثل قصور الدرق (Hypothyroidism) خللاً في وظيفة الغدة الدرقية في الجسم، والتي تعتبر غدة صماء تؤثر على العديد من الوظائف الحيوية مثل ضغط الدم، تنظيم درجة حرارة الجسم، معدل نبضات القلب، والوزن. تعتمد هذه الوظائف على إنتاج الهرمون الدرقي الذي يساهم في ضبط معدل الاستقلاب. عند حدوث خلل في الغدة الدرقية، يمكن أن تظهر العديد من الأمراض التي تؤثر سلبًا على صحة الجسم. يظهر قصور الدرق لدى الأطفال في نوعين، الأول هو القصير الخلقي، والذي يكون موجودًا منذ الولادة، والثاني هو المكتسب، الذي يحدث بعد الولادة.
أسباب قصور الدرق الخلقي عند الرضع
يشير قصور الدرق الخلقي إلى الحالة التي تكون فيها الغدة الدرقية غير قادرة على إنتاج الهرمونات بشكل كافٍ منذ الولادة. قد ترجع هذه الحالة إلى تشوهات هيكلية في الغدة نتيجة نقص عنصر اليود في النظام الغذائي للأم، حيث تحتاج المرأة الحامل إلى كمية كافية من اليود لضمان النمو السليم للطفل. يعاني الأطفال المصابون بهذا النوع من نقص في الهرمونات الدرقية، مما يتطلب عمومًا العلاج بالهرمونات البديلة لتعويض هذا النقص. وهذا النوع شائع في المناطق التي لا يحصل فيها السكان على كميات كافية من اليود.
أسباب قصور الدرق المكتسب عند الرضع
بينما يظهر قصور الدرق المكتسب في وقت لاحق، ويمكن أن يكون نتيجة لعدة أسباب. يشمل ذلك الالتهاب في الغدة الدرقية (التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي)، حيث يتسبب الجهاز المناعي في التهاب مزمن بالغدة. كما قد يحدث ذلك بسبب إجراء عمليات جراحية لإزالة الغدة الدرقية. لا يظهر هذا النوع عادة في السنوات الأولى من حياة الطفل، إلا أن الإصابة بمتلازمة داون تزيد من مخاطر الإصابة بقصور الدرق في فترة الطفولة المبكرة. العلاج لهذا النوع قد يتطلب تناول الهرمونات الدرقية البديلة لتحقيق التوازن الهرموني في الجسم.
أنواع قصور الدرق
تُعد الغدة الدرقية جزءًا حيويًا من الجهاز الهضمي، حيث تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم وظائف الجسم. يمكن أن يتسبب القصور في الأداء الدرقية في زيادة أو نقص إفراز هرمون الدرق، وهذا يُعرف بحالة قصور الدرق. في التالي، نستعرض أنواع قصور الدرق وأسبابها:
- قصور الدرق الابتدائي: يحدث عندما تكون الغدة الدرقية غير قادرة على إنتاج كميات كافية من الهرمونات. الأسباب قد تكون وراثية أو نتيجة لالتهاب الغدة.
- قصور الدرق الثانوي: يحدث بسبب نقص إفراز هرمون التحفيز الدرقي من الغدة النخامية، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى هرمونات الدرق.
- التهاب الدرق: يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى تلف الأنسجة الدرقية وتقليل قدرتها على الإنتاج.
- التشوهات الخلقية: تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية منذ الولادة.
- التهاب الدرق الناجم عن أمراض أخرى: مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
- تضخم الدرق: يلاحظ عندما يتسبب الكتل أو الأورام في تضخم الغدة.
- التسمم الدرقي: يحدث بسبب إفراز زائد لهرمونات الدرقية.
تشخيص وعلاج الغدة الدرقية
قد تظهر بعض الأعراض في حالات قصور الغدة عند الرضع، مثل ضعف النمو، مشاكل في الإدراك، وسمات وجهية غير طبيعية، بالإضافة إلى تصلب العضلات. وفي البداية، قد لا تكون الأعراض ملحوظة، ولكنها قد تتزايد مع مرور الوقت. تُجرى اختبارات للتحري عن الحالة عند حديثي الولادة، وإذا كانت النتائج إيجابية، تتم متابعة اختبارات قياس مستوى هرمون الغدة الدرقية في الدم. في حال xác nhận قصور الدرق، يتم العلاج على الفور لمنع أي مضاعفات في نمو الطفل. في حالة القصور الخلقي، تُستخدم تقنيات مثل التصوير بالنظائر المشعة أو الأشعة السونار لتقييم حجم وموضع الغدة الدرقية. عادةً ما يُعالج الأطفال بالهرمون الدرقي الصناعي (ليفوثيروكسين)، الذي يتم خلطه مع حليب الأم أو الماء. ويُفضل تجنب المنتجات التي تحتوي على حليب الصويا أو مكملات الحديد والكالسيوم أثناء العلاج. يستمر الطبيب في متابعة حالة الطفل عبر اختبارات دورية لتحديد الجرعات المناسبة ومتابعة تطور المرض.
في الختام، لقد قدمنا في مقالنا شرحاً وافياً حول أسباب قصور الدرق عند الرضيع، والشروط الصحية والتشخيص والعلاج المطلوب في مثل هذه الحالات.