أنواع المبتدأ
المبتدأ هو الاسم الذي لا يحتوي على عوامل لفظية زائدة، ويعمل على الإخبار عنه أو يتمثل في صفة تستغني عن غيرها. يُعتبر المبتدأ الجزء الأساسي لجملة الاسم، إذ يُستخدم في صياغته مع خبرٍ، مما ينشئ التركيبة الأساسية للجملة التي تتشكل من المبتدأ والخبر. في هذا المقال، سنتناول الأنواع المختلفة للمبتدأ.
أولاً: المبتدأ المحتاج إلى خبر
يمكن أن يأتي المبتدأ في ثلاثة أشكال مختلفة، وهي:
- الاسم الصريح المرفوع، مثل: الحق أبلج. فهنا يأتي “الحق” كمبتدأ صريح.
الحق: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أبلج: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- المصدر المؤول: يتكون المصدر المؤول من (أن + الفعل المضارع)، وفي هذه الحالة يكون مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ، مثل: أن تجتهد خير لك.
في هذه الجملة، يكون المبتدأ من المصدر المؤول وهو (أن تجتهد).
بالنسبة للإعراب، نقول: أن: حرف نصب، تجتهد: فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. المصدر المؤول (أن تجتهد) في محل رفع مبتدأ.
خير: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- الضمير المنفصل: تشمل الضمائر المنفصلة (أنا، نحن، أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتن، هو، هي، هما، هم، هن).
مثل: أنتَ مبدع. في إعراب هذه الجملة نقول:
أنتَ: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.
مبدع: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ثانياً: المبتدأ المستغني عن الخبر
في هذه الحالة، يأتي المبتدأ كصفة، بمعنى أنه قد يكون اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو صفة مشبهة، أو صيغة مبالغة، ويعتمد غالباً على الأسئلة أو النفي، مما يسمح له بالاكتفاء برفعه بصرف النظر عن كونه فاعلاً أو نائب فاعل يسد مسد الخبر.
مثال: أنائمٌ عليٌ؟ في إعراب هذه الجملة، نقول:
الهمزة: حرف استفهام مبني لا محل له من الإعراب.
نائمٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
عليٌ: فاعل لاسم الفاعل (نائمٌ) مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره، ويسد مسد الخبر.
مثال آخر: ما محمودةٌ الخيانة. في إعراب هذه الجملة نقول:
ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
محمودةٌ: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
الخيانة: نائب فاعل لاسم المفعول (محمودةٌ) مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ويسد مسد الخبر.
المجرور لفظاً المرفوع محلاً
مجرور (ربّ)
يُعَدّ “رب” حرف جر شبيه بالزائد، يُنطَق بأشكال مختلفة، منها ما هو مخفف، ويفيد المعنى حسب السياق. كما أنه لا يتعلق بشيء ما، ويأتي في بداية الجملة.
عندما نقول “شبيه بالزائد”، نعني أنه يضفي معنىً جديدًا للجملة، إذ عند حذفه تفقد الجملة المعنى المستقل الذي نحتاجه.
الاسم الذي يأتي بعد (ربّ) يختلف في إعرابه حسب الجملة، ومن ضمن الأساليب للتعبير عن الاسم بعد (ربّ): أن يُعرب مبتدأ.
كمثال: رب أخ لك لم تلده أمك. عند إعراب هذه الجملة، نقول:
رب: حرف جر شبيه بالزائد.
أخ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، فهو مجرور لفظاً بـ (ربّ).
وخبره هو الجملة الفعلية (لم تلده أمك).
المجرور بـ (من) الزائدة
في هذه الحالة، يأتي حرف الجر (من) زائداً، مما يعني أنه يمكن الاستغناء عنه، ويُعرب الاسم الذي يأتي بعد (من) الزائدة كمبتدأ.
مثل: ما في الدار من رجل. في هذه الجملة، تكون (من) زائدة، إذ يمكننا أن نقول: ما في الدار رجل.
في الإعراب نقول:
من: حرف جر زائد.
رجل: اسم مجرور لفظاً، مرفوع محلاً على أنه مبتدأ مؤخر.
المجرور بالباء الزائدة
تشبه هذه الحالة السابقة، مع اختلاف حرف الجر، حيث يُستخدم هنا الباء الزائدة مع المبتدأ إذا كان (حسب).
مثل: بحسبك درهم. أي: حسبك درهم.
عند الإعراب نقول:
الباء: حرف جر زائد.
حسبك: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة مناسبة، وهو مضاف. الكاف: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
درهم: خبر مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.