تعتبر إجراءات الخلع في القانون المصري آلية قانونية تلجأ إليها الزوجة عندما يتعذر التوافق بينها وبين الزوج بشأن الطلاق. وفي هذه الحالة، تتنازل الزوجة عن كافة حقوقها المالية الشرعية.
إجراءات رفع دعوى الخلع
1- تقديم طلب تسوية إلى مكتب شؤون الأسرة
- تقوم الزوجة بتقديم طلب تسوية إلى مكتب شؤون الأسرة وفقًا للمادة 6 من قانون محكمة الأسرة.
- بعد تقديم الطلب، سيتم إعلام الزوج من قبل المكتب بموعد محدد لحضور جلسة التسوية، حيث سيتم محاولة التوافق بين الطرفين.
- إذا توصلت التسوية إلى قبول الزوج للخلع، يتم تحرير اتفاق رسمي، مما ينهي إجراءات التقاضي.
- في حالة رفض الزوج ولم تتراجع الزوجة عن طلبها، يتم رفع القضية إلى المحكمة للنظر فيها.
2- تسجيل عريضة الدعوى بجدول محكمة الأسرة
- تُرفع دعاوى الطلاق من خلال صحيفة تودع لدى قلم كتاب محكمة الأسرة، وفقًا للإجراءات المحددة في المادة 63/1 من قانون الإجراءات، والتي يجب أن تحتوي على كافة البيانات المطلوبة.
- يجب على الزوجة إثبات كراهيتها لاستمرار الحياة الزوجية وخوفها من عدم الالتزام بحدود الله بسبب هذه الكراهية.
- تشير إلى تنازلها عن جميع حقوقها المالية، مع إرجاع مقدم الصداق الذي تسلمته.
- يجب أن تتضمن عريضة الدعوى رقم التسوية التي أقامتها الزوجة، مع طلب الحكم بتطليقها على زوجها خلعًا.
3- رد ما قبضته الزوجة لزوجها
- حالما تدخل الدعوى المحكمة، يتعين على الزوجة تقديم عرض قانوني لإعادة مقدم الصداق للزوج.
- يجب أن يتم هذا العرض قبل رفع الدعوى وقبل اللجوء إلى المكتب، أو أثناء تبادل المرافعات، ويكون مقيدًا بضرورة تقديمه قبل انتهاء باب المرافعة.
- تسعى المحكمة جاهدًا لتحقيق تسوية بين الطرفين، ويجب أن تكون الاقتراحات المقدمة جدية، مع مراعاة وجود أطفال.
- إذا تأخرت المحاكم في تحقيق التوافق، يجب عليها إدخال حكمين لمتابعة محاولة الصلح، وفقاً لحد زمني لا يتجاوز ثلاثة أشهر.
- إذا فشلت المحكمة في التوصل إلى اتفاق، فهي ملزمة بالحكم بالخلع.
المستندات المطلوبة والصيغ المتعارف عليها وإجراءات سيرها
- شهادة الزواج.
- شهادات ميلاد الأطفال (إذا وجدت).
- إنذار يقدم لإعادة المقدم الثابت.
- التوجه إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية لتقديم طلب تسوية.
- بعد جلسة الاستماع، تقام الدعوى بعد 15 يومًا في محكمة الأسرة، وتحدد لها جلسة لاحقة.
التأجيلات المتتابعة
- تحدد المحكمة عددًا من التأجيلات المعتادة للبحث عن تسوية، وقد يتطلب الأمر تأجيل الدعوى في حالة وجود أطفال.
- تتم المراجعة لتقديم تقارير من الحكّام الاجتماعيين والنيابة، وأخيرًا يُحكم بتطليق المدعية خلعًا، ويكون الحكم نهائيًا.
المشاكل العملية التي قد تثور أثناء تداول دعوى الخلع
- يمكن أن تُظهر الزوجة بعض الخلافات مثل الشجار أو قلة النفقة أثناء جلسة المحكمة، مما قد يؤثر على موقفها.
- قد تُعيد المحكمة النظر في الدعوى وتحويلها إلى دعوى للطلاق للضرر.
- في حالة عدم حصول الزوجة على حكم، يمكنها طلب تعيين حكم من قبل المحكمة.
طبيعة الحكم الذي يصدر بالخلع
- يعتبر حكم الخلع حكم تطليق بينونة صغرى، فلا يمكن للزوجين العودة إلا بعقد جديد ومهر جديد إذا انتهت العلاقة.
- إذا كان هناك ثلاث طلقات، يصبح الخلع بينونة كبرى، ولا يمكن العودة إلا بعد الزواج مجددًا.
الأسباب الموجبة للخلع
يعود الضرر من استمرار الحياة الزوجية بين الزوجين، ويمكن أن تتضمن الأسباب:
- وجود عيوب خفية، مثل العقم أو سوء الأخلاق، مما يمنع الزوجة من الاستمرار.
- عدم القدرة على التعايش سوياً، مع وجود مخاوف من عدم الالتزام بالحقوق الزوجية.
- إذا كان الزوج عنيدًا ويضغط على الزوجة للحصول على تعويض مالي مقابل تركه، يمكنها اللجوء للخلع.
- تعدد الزوجات الذي قد يتسبب بضرر للزوجة وزيادة في الضغوط عليها.
- قد تجد الزوجة نفسها في وضع قانوني لا يتيح لها الاستقرار، مما يؤثر سلبًا على حياتها.
- سوء معاملة الزوج وعدم الالتزام بواجباته تجاه الزوجة.
كيفية احتساب عدة المختلعة
- إذا تم الخلع بالتراضي، تبدأ عدة الزوجة من يوم الخلع.
- أما إذا كان الخلع قضائيًا، فتبدأ العدة من اليوم التالي لصدور حكم الخلع.
حكم طلب الخلع وشروطه
1- مباح
- يمكن أن يكون الخلع مباحًا إذا كانت الزوجة تكره زوجها بسبب أخلاقه أو نقص معتقداته الدينية أو سوء المعاشرة.
- يجوز لها طلب الطلاق مقابل تعويض.
- يدل على ذلك قوله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ به تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا).
2- مكروه
إذا أرادت الزوجة الانفصال رغم وجود علاقة جيدة، يعد هذا النوع من الخلع مكروهًا.
3- حرام
- يكون الطلب محرمًا إذا كانت الزوجة ترغب في الطلاق دون وجود سبب قوي يدفعها لذلك.
- إذا كان الطلب خاليًا من الأسباب المشروعة، تُحرم المرأة من نعيم الجنة.