يُعتبر الظلم من أخطر الكبائر التي حذر الله سبحانه وتعالى منها. يتعدد أنواعه، ومع أنه يغفر الذنوب جميعًا، إلا أن هناك نوعًا من الظلم لا يغفره الله. من خلال هذا الموقع سنستكشف ما هو الظلم الذي لا يقبل الله مغفرته.
ما هو الظلم الذي لا يغفره الله؟
الظلم الذي لا يغفره الله هو الشرك، والذي يعد أقسى صوره. كما أوضح الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام: “الظلم ينقسم إلى ثلاثة أنواع: ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره، وظلم لا يتركه الله. فالظلم الذي لا يغفر هو الشرك، والظلم المسموح به هو الذي يرتكبه المرء في حق نفسه فيما بينه وبين الله، أما الظلم الذي لا يتركه الله فهو المعاملات المجحفة بين الناس.”
أنواع الظلم
يعد الظلم من الكبائر المحرمة من قبل الله سبحانه وتعالى، وله العديد من الأنواع. نستعرض فيما يلي أبرز هذه الأنواع:
1- ظلم الفرد لنفسه
يُشير ظلم الشخص لنفسه إلى الأفعال أو الأقوال التي تتعارض مع الشرع، وتأخذ أشكالًا عدة منها:
- الشرك بالله: يُعتبر من أكبر أشكال ظلم الإنسان لنفسه.
- التجاوز عن حدود الله: حيث يُحذر الله تعالى من انتهاك حدوده، كما ذكر في قوله: “تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فأولئك هُمُ الظَّالِمُونَ” [سورة البقرة، آية 229].
- الصد عن مساجد الله: وقد وبخ الله الذين يصدون عن عبادته بقوله: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وسعى فِي خَرَابِهَا أولئك مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” [سورة البقرة، آية 114].
- الإعراض عن آيات الله: وهذا يُعرض النفس للعقاب، حيث قال تعالى: “وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى” [سورة طه، آية 124].
- الكذب على الله: يُعتبر من أخطر أنواع الكذب، إذ من كذب على الله فقد جنى على نفسه، كما يقول تعالى: “فَمَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَرى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النّاسَ بِغَيرِ عِلمٍ إِنَّ اللَّـهَ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ” [سورة الأنعام، آية 144].
2- ظلم الفرد للآخرين
يتجلى ظلم الإنسان للآخرين في إيذائهم أو تعريضهم للخطر. ومن صور ذلك، ما يلي:
- أخذ مال اليتيم.
- التمييز بين الأبناء.
- استيلاء على الأراضي والعقارات بغير حق.
- قتل النفس التي حرم الله قتلها.
- نقص الأمانة في أداء الأعمال.
- التلاعب بالمكاييل والموازين.
- عدم منح الأفراد حقوقهم.
- التحدث في الأعراض.
- ظلم الجيران.
- ظلم الزوجة.
عواقب الظلم
حذر الله تعالى من العواقب السلبية التي تصيب الظالم في الدنيا والآخرة، وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا لذلك، ومن هذه العواقب:
- الظلم يعتبر سببًا لنزول البلاء والمحن.
- دعوة المظلوم تصيب الظالم.
- الظالم يحل عليه لعنة الله، وفقًا لقوله: “يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ” [سورة غافر، آية 52].
- الظالم يُحرَم من شفاعة الله يوم القيامة.
إن الظلم يعد من الأخطاء الكبيرة التي حذر الله من عواقبها الوخيمة، وقد تحدثنا عن الأنواع التي يُمكن أن يغفرها الله وتلك التي لا يغفرها. من خلال المقال السابق، استعرضنا ما هو الظلم الذي لا يغفره الله.
