قصائد حب قصيرة لنزار قباني

حب فريد.. لامرأة فريدة

ما يؤلمني في حبك هو..

أنني لا أستطيع أن أحبك أكثر مما أحببت.

وأكثر ما يزعجني في حواسي الخمس..

أنها لم تتجاوز تلك الحواس الخمس..

امرأة استثنائية مثلك

تستحق مشاعر استثنائية..

وأشواق فريدة..

ودموع لا مثيل لها..

وديانة خاصة بها..

لها تعاليمها، وطقوسها، وجنتها، ونارها.

امرأة استثنائية مثلك..

تتطلب كتبًا تُكتب خصيصًا لها..

وحزنًا مخصصًا لروحها فقط..

وموتًا خاصًا بها وحدها

وزمنًا يتسع لملايين الغرف..

حيث تعيش وحدها..

لكن، للأسف..

لا أستطيع تشكيل الثواني

بصورة خواتم توضع في أصابعك.

فالسنة تخضع لشهورها،

والشهور لشنتها،

والأسابيع ليومها،

وأيامي تتدفق بتعاقب الليل والنهار

في عينيك البنفسجيتين…

حب بلا حدود

عزيزتي،

كنت أهم امرأة في حياتي

قبل انتهاء العام.

وأنت الآن.. أكثر امرأة أهمية

بعد بداية هذا العام..

أنتِ امرأة لا تُحتسب بالساعات أو الأيام.

أنتِ امرأة..

صُنعت من فاكهة الشعر..

ومن ذهب الأحلام..

كنت تسكنين جسدي

قبل ملايين السنين..

عزيزتي:

أنتِ المغزولة من قطن وغيوم.

أنتِ أمطار من ياقوت..

وأنهار من نهوند..

وغابات من رخام..

أنتِ التي تسبحين كمثل الأسماك في مياه القلب..

وتسكنين في العيون كقطيع من الحمام.

لن يتغير شيء في مشاعري..

في إحساسي..

في وجداني.. وإيماني..

سأبقى على دين الإسلام..

عزيزتي:

لا تلتفتي إلى إيقاع الزمن أو أسماء السنوات.

أنتِ امرأة تظلُّ امرأةً.. في كافة الأوقات.

سأحبك..

عند دخول القرن الواحد والعشرين..

وعند دخول القرن الخامس والعشرين..

وعند دخول القرن التاسع والعشرين..

وسأحبك..

حين تجف أمطار البحر..

وتنطفئ الغابات..

أعنف حب عشته

تلومني الحياة لو أحببته

كأنني من أوجدت الحب واخترعته

كأنني رسمت الحب على خدود الورد

كأنني علمت الطير كيف يحلق في السماء

وفي حقول القمح غرسته

وفي مياه البحر ذوبته

كأنني من علق القمر الجميل في السماء

تلومني الحياة إذا

أحببت أو ذكرت من أحب

كأنني أنا الهوى

وأمه وأخته

من حيث لا أتوقعه

مختلف عن كل ما عرفته

مختلف عن كل ما قرأته

وكل ما سمعته

لو كنت أعلم

أنه نوع من الإدمان.. ما أدمنته

لو كنت أدرك أنه

باب مليء بالرياح، ما فتحته

لو كنت أعلم أنه

عود من الكبريت، ما أشعلته

هذا الهوى.. هو أعنف حب عشته

ليتني عندما جاءني فاتحًا

يديه لي.. رددته

ليتني قبل أن يقتلني

كنت قد قتلته

خمس نصوص في الحب

حبك..

هو زمن بين السلم والحرب

أسوأ من حرب الأعصاب.

حبك.. سرداب سحري

فيه ملايين الأبواب.

فإذا ما فتحت باباً..

يغلق باب آخر..

يهطل من شفتي الشهد،

وإذا غازلتك يومًا، يا عزيزتي

سأكون ضحية الأعراب…

حبك.. يطرح ألف سؤال

ليس لها في الشعر جواب.

رسالة حب صغيرة

حبيبتي، لدي الكثير لأقوله،

من أين أبدأ، يا غاليتي؟

كل ما فيكِ.. أميرٌ.. أمير.

أنتِ التي تجعلين أحرفي

شرانقًا للحرير.

هذه أغاني، وهذه كُلماتي

تجمعنا في هذا الكتاب الصغير.

غدًا.. إذا قلبتِ أوراقه

واشتاق مصباحٌ وغنى سرير.

واخضوضرت من شوقها، أحرفٌ

وأوشكت فواصلٌ على الطيران.

فلا تقولي: يا لهذا الفتى

أخبريني عن المنحنى والغدير.

واللوز.. والتوليب حتى أنا

تسير بي الدنيا إذا ما أسير.

وما قالوه فلا نجمةٌ

إلا عليها من عبيري عبير.

غدًا.. سيكتشف الناس في شعري

فمًا نبيذيًا، وشعرًا قصير.

دعي حكايا الناس.. لن تصبحي

كبيرةً.. إلا بحبي الكبير.

ماذا ستصير الأرض لو لم نكن

ولو لم تكن عيناك… ماذا ستصير؟

حب تحت الصفر

أحبك.. كنت أحبك حتى التفكك.. حتى التبعثر..

حتى التبخر.. حتى اقتحام الكواكب، حتى

ارتكاب القصيدة،

أحبك.. كنت قديماً أحبك..

لكن عينيك لا تحملان أي تجديد

أحبك.. يا ليتني أستطيع دخول زمن البنفسج،

لكن فصل الربيع بعيد..

ويا ليتني أستطيع التواجد في زمن القصيدة،

لكن فصل الجنون قد انتهى منذ زمن.

لكن عينيك لا تحملان أي تجديد

أحبك.. يا ليتني أستطيع دخول زمن البنفسج،

لكن فصل الربيع بعيد..

ويا ليتني أستطيع دخول زمن القصيدة،

لكن فصل الجنون قد انتهى منذ زمن.

اقرأيني

اقرأيني.. كلما بحثت في الصحراء عن قطرة ماء

اقرأيني.. كلما أغلقوا أبواب الرجاء في وجه العشاق

أنا لا أكتب عن حزن امرأة واحدة

إنني أكتب تاريخ النساء…

ليس لدي في الحب.. حب أخير

في البداية كان البحر، واليابسة هي الاستثناء

في البداية كان الجسد، والسفح هو الاستثناء

في البداية كنت أنت.. ثم كانت النساء

كل أنثى أحب.. هي أول أنثى..

ليس لدي في الحب.. حب أخير

يوميات رجل مهزوم

لم يحدث أبدًا

أن أحببت بهذا العمق

لم يحدث.. لم يحدث أبدًا

أن سافرت مع امرأة

إلى بلاد الشوق

وضربت شواطئ نهديها

كالرعد الغاضب، أو كالبرق

لم أعشق في الماضي

بل كنت أؤدي دور العشق

لم يحدث أبدًا

أن أوصلني حب امرأة إلى الشنق

لم أعرف قبلك واحدة

غلبتني أخذت أسلحتي

هزمتني.. في مملكتي

نزعت أقنعتي عن وجهي

لم يحدث أبدًا، سيدتي

أن ذقت النار، وذقت الألم

كوني واثقة.. سيدتي

سيحبك آلاف غيري

وستستلمين بريد الشوق

لكن لن تجدي بعدي

رجلاً يحبك بهذا الإخلاص

لن تجدي أبدًا

لا في الغرب

ولا في الشرق.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *