تعد الأسابيع الأولى من الحمل من الفترات الأكثر أهمية في حياة المرأة الحامل، خصوصًا إذا كانت هذه المرة الأولى لها. حيث تترك هذه الفترة آثارًا صحية ونفسية عميقة على الأم والطفل.
الأشهر الأولى من الحمل
- تعتبر هذه الفترة واحدة من المراحل الأكثر حيوية خلال فترة الحمل. على الرغم من أن العديد من النساء لا يشعرن بأي تغييرات حقيقية خلال الأسابيع الأربعة الأولى، إلا أن هذه المرحلة هي التي يتم فيها تحديد معالم الحمل بشكل أساسي.
- تبدأ فترة الحمل علميًا منذ اليوم الأول لانتهاء الدورة الشهرية، حيث يقوم الجسم بعملية التبويض، وفي الأسبوع الثالث تكون البويضة المخصبة قد انتقلت إلى الرحم وتحولت إلى علقة وبدأت عملية الانغراس.
- مع حلول الأسبوع الرابع، تكتمل العلاقات الخارجية التي تحتاجها العلقة للحصول على المغذيات من الأم، فيما تتشكل الخلايا الداخلية إلى ثلاث طبقات تنمو فيما بعد لتشكل أجزاء مختلفة من جسم الجنين.
- تستمر العمليات البيولوجية الداخلية لضمان إمداد الجنين بكل ما يحتاجه من الأم، وتشكيل الأجهزة الحيوية مثل الجهاز الهضمي والتنفسي، مع جميع الأعضاء اللازمة لهذه الأجهزة.
- يبدأ الأسبوع الخامس مع تكوين الجهاز العصبي للجنين والقلب، حيث تظهر الأوعية الدموية التي ستنقل الدم داخل جسمه، بالإضافة إلى الأوعية التي تربط الجنين بأمه.
- تلك الأوعية التي تربط الجنين بالأم تسمى الحبل السري لاحقًا.
أعراض وعلامات الحمل الأولية
- تبدأ النساء في التفكير في احتمال حدوث الحمل عند تأخر الدورة الشهرية، والتي قد تكون قد بلغت الأسبوع الثامن من الحمل. إلا أن بعض النساء قد يدركن حملهن في الأسبوع الخامس أو حتى في أوقات سابقة.
- هناك علامات واضحة تشير إلى حدوث الحمل، مثل التعب والإرهاق والشعور بالغثيان، خصوصًا في الصباح. وفي الأسبوع الثامن، يزداد حجم الرحم بشكل طفيف ولكنه ملحوظ.
- يمكن أن تواجه النساء أيضًا نزيف بدء الحمل، بالإضافة إلى زيادة التبول والشعور بالتهاب في الثدي.
- عند ملاحظة هذه الأعراض، يُفضل إجراء اختبار الحمل المنزلي، ولكن من المفضل زيارة الطبيب لإجراء فحوصات شاملة والتأكد من صحة الحمل والالتزام بالمراجعات الدورية.
- هناك أعراض أخرى تنتج عن تغيرات هرمونية مثل تقلبات المزاج أو الإمساك الناتج عن تأثير تلك التغيرات على الجهاز الهضمي، أو سيلان الأنف بسبب تغيرات في الأغشية المخاطية.
التغذية في الأشهر الأولى من الحمل
- كما تم ذكره، تلعب الأشهر الأولى دورًا كبيرًا في تشكيل جسم الطفل. إذ يبدأ الطفل في أخذ جميع المغذيات التي يحتاجها من الأم، ولهذا فإن التغذية الجيدة للصحة العامة للأم تؤثر بشكل كبير في هذه المرحلة.
- قد أظهرت الدراسات العلمية أن الأم التي تعاني من فقر الدم أو نقص الكالسيوم خلال فترة الحمل قد تواجه مشكلات خطيرة، حيث يستمد الطفل تلك العناصر الضرورية من جسمها، مما يعرضهما لمضاعفات أكبر.
- لذلك، فإن الالتزام بنظام غذائي متوازن مع عدم الإفراط أو التفريط مهم لتعويض الأم عن العناصر التي تفقدها، ويوفر للطفل العناصر اللازمة لتطوره المثالي.
الأطعمة الممنوعة في الأشهر الأولى من الحمل
هناك أنواع محددة من الأطعمة يُنصح بالامتناع عن تناولها، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل، وأبرزها الأطعمة المعلبة والمصنعة نظرًا لما تحتويه من مواد حافظة:
- الأطعمة الغنية بالزئبق، مثل بعض أنواع الأسماك، يُفضل تجنبها لتفادي مخاطر التسمم بالزئبق. كما أن الإفراط في تناول الأوميجا-3 قد يشكل خطرًا أيضًا.
- يُنصح بتجنب تناول الأناناس، لأنه قد يسبب استرخاء العضلات مما يُحتمل أن يؤدي إلى الإجهاض.
- يجب الحذر من تناول اللحوم غير المطبوخة جيدًا، نظرًا لاحتوائها على بكتيريا تتطلب درجات حرارة مرتفعة للقضاء عليها. كما يُفضل تقليل تناول الكافيين والمنبهات بشكل عام.
أسماء الفيتامينات في الأشهر الأولى من الحمل
- بما أن من الصعب اتباع نظام غذائي متوازن تمامًا، فإنه من الضروري على الأم تناول بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية لضمان تلبية احتياجاتها واحتياجات الجنين.
- من أهم الفيتامينات هو الأوميجا-3، حيث يلعب دورًا حيويًا في نمو دماغ الجنين. وقد أشارت الدراسات إلى أن النساء اللواتي يتناولن الأوميجا-3 أثناء الحمل يقل لديهن معدل إصابة أطفالهن بالربو والحساسية.
- تعمل الأوميجا-3 أيضًا على تقليل احتمالات الولادة المبكرة. يجب عدم تناول الأوميجا-3 خلال فترة الرضاعة، لذا يجب استشارة الطبيب حول الجرعات المناسبة في فترة الحمل.
- فيتامين C يعد من الفيتامينات المهمة أيضًا، حيث يقوي الجهاز المناعي ويحتوي على مضادات أكسدة تحافظ على صحة الجلد والأنسجة.
- حمض الفوليك يعتبر ضمن المكملات الغذائية الأساسية، حيث يحمي الجنين من التشوهات والعيوب الخلقية، ويعمل على دعم صحة الجهاز العصبي للجنين.
- يساعد حمض الفوليك أيضًا في نمو الحبل الشوكي ويقلل من مخاطر الولادة المبكرة. يجب استشارة الطبيب للحصول على الجرعات المناسبة في كل فترة من الحمل.
- الحديد يعد عنصرًا غذائيًا هامًا لكل من الأم والطفل، حيث يحمي الطفل من الأنيميا في المستقبل ويخفض من مستويات التعب والإرهاق التي قد تعاني منها الأم خلال فترة الحمل.
- كما أن الكالسيوم له دور كبير في بناء وتقوية عظام الطفل، ويساهم أيضًا في الحفاظ على صحة عظام الأم.
أهمية تناول فيتامين E للمرأة الحامل
- فيتامين E يُعتبر من الفيتامينات الحيوية التي يجب أن تحصل عليها المرأة، حيث يعزز فرصة الحمل من خلال زيادة المخاط في الرحم.
- خلال فترة الحمل، يحمي فيتامين E الجنين من مشاكل التشوهات، كما يحمي الأم من التعرض لأي مخاطر مثل الإجهاض وفقدان الجنين. كما يقوي مناعة الجسم ويقلل من مخاطر العدوى.
- يساعد في حماية القلب والأوعية الدموية من الأمراض المحتملة خلال هذه المرحلة.
- يدعم الجهاز الهضمي في أداء وظائفه بكفاءة، مما يقلل من فرص الإصابة بالإمساك، وهو عرض شائع خلال الأشهر الأولى من الحمل.
- يساهم أيضاً في الحد من تقلبات المزاج، أحد الأعراض النفسية الشائعة خلال الحمل.
أضرار عدم تناول الفيتامينات للمرأة الحامل
- يمكن أن يكون هناك العديد من الأضرار المرتبطة بعدم تناول الفيتامينات، مثل زيادة خطر الإجهاض أو حدوث بعض التشوهات لدى الجنين.
- نقص الفيتامينات يمكن أن يؤثر سلبًا على النمو الطبيعي للحبل الشوكي والدماغ. كما قد تؤدي نقص بعض الفيتامينات إلى مخاطر أكبر على صحة العظام، مما يزيد من احتمال تعرض الطفل لمشاكل مثل لين العظام.
نصائح للمرأة الحامل في الأشهر الأولى
تعتبر الأشهر الأولى من الحمل فترة حاسمة، لذا يجب اتباع بعض التعليمات والنصائح لضمان سير رحلة الحمل بسلاسة وأمان للأم والطفل:
- الالتزام بنظام غذائي صحي يحتوي على جميع العناصر الغذائية والفيتامينات اللازمة، ويفضل استشارة الطبيب بشأن الفيتامينات والمكملات الغذائية المطلوبة خلال الحمل.
- شرب كميات كافية من الماء يوميًا، بما لا يقل عن لترين ولا يزيد عن ثلاثة لترات، لتعويض السوائل المفقودة نتيجة التبول المتكرر.
- يجب الإقلاع تمامًا عن التدخين، حيث أن له آثار سلبية عديدة على الجنين، تبدأ من حدوث تشوهات في الشفاه إلى التأثير المباشر على نموه، وقد تنتهي بالإجهاض أو ولادة طفل ميت.
تنبيهات للمرأة الحامل في الأشهر الأولى
- الخضوع للفحوصات اللازمة التي يحددها الطبيب في الأشهر الأولى للكشف عن أي مشكلات جينية مثل متلازمة داون أو عيوب خلقية.
- ممارسة تمارين المشي الخفيف يوميًا لمدة لا تقل عن نصف ساعة، والتعرض لأشعة الشمس في الفترات من الثامنة إلى العاشرة صباحًا أو من الرابعة حتى غروب الشمس للحصول على الكمية المطلوبة من فيتامين D.
- مراقبة درجة الحرارة بشكل مستمر، حيث إن ارتفاعها قد يعرض الجنين لمخاطر. لذلك، يُفضل عدم الاستحمام بماء ساخن.
- إذا كان من الضروري استخدام الماء الساخن، يجب ألا تزيد مدة الاستحمام عن عشر دقائق لتفادي ارتفاع حرارة الجسم.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، بما لا يقل عن ثماني ساعات يوميًا. يُفضل النوم ليلاً والاستيقاظ في الصباح، حيث أن الكثير من الناس اليوم يفضلون النوم في الصباح مما يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة.
