تعتبر صلاة الاستخارة واحدة من أبرز الصلوات التي يحتاجها المسلم بشكل مستمر، وذلك نظرًا لتكرار حالات الحيرة والقلق التي قد تواجه الأفراد في اتخاذ قراراتهم. وفي هذا السياق، يتزايد البحث عن كيفية أداء صلاة الاستخارة وفقًا للمذهب الشيعي، إذ تعد هذه الصلاة وسيلة فعالة للتوجه إلى الله في الأمور التي تحتمل الخيارات المختلفة. هنا، نقدم لكم كيفية أداء صلاة الاستخارة عند الشيعة بخطوات واضحة ومفصلة.
خطوات صلاة الاستخارة عند الشيعة
يسعى الكثيرون لمعرفة طريقة صلاة الاستخارة بالطريقة الشيعية، وتجدر الإشارة إلى أن هناك عدة طرق يمكن اتباعها لأداء صلاة الاستخارة. ومن أبرز الطرق المتبعة هي أن يقوم الشخص بإقامة ركعتين من الصلاة غير الفريضة مع نية الاستخارة.
في الركعة الأولى، يقرأ المصلّي سورة الفاتحة مع سورة الكافرون، بينما في الركعة الثانية يقرأ سورة الفاتحة وسورة الإخلاص، ثم يتوجه إلى الله بالدعاء متسائلًا عن الخير في أمره. وفي السجود، يُستحب تكرار العبارة “استخير الله برحمته خيرة في عافية” مائة مرة.
بعد الانتهاء، يجلس للدعاء ويقول: “اللهم خر لي واختر لي في جميع أموري في يسر منك وعافية”، ثم يُكمل المستخير مسيرته في الأمر الذي استخار الله فيه، حيث يعينه الله في اتخاذ القرار، سواء بالسماح له أو بتعطيله، فالمؤمن يدرك أن الخير فيما يختاره الله له.
دعاء الاستخارة الكامل
من المهم أن يكون المسلم على دراية كاملة بدعاء الاستخارة، وقد وردت الأحاديث النبوية التي توضح هذا الدعاء، والذي يأتي على النحو التالي:
“اللّهُمَّ إنّي أستخِيركَ بعِلْمِكَ، وأستقدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسأَلُكَ مِن فضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أَقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأنتَ عَلّامُ الغُيُوبِ، اللّهُمَّ إنْ كُنتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أو قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لي، وإنْ كُنتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أو قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنّي واصْرِفْني عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ، ثُمَّ رَضّني به، ويُسَمّي حاجته” [رواه: جابر بن عبد الله].
هل يمكن تكرار صلاة الاستخارة؟
يتساءل العديد من الأشخاص الذين أتموا صلاة الاستخارة عن إمكانية تكرارها، وتجدر الإشارة إلى أن الفقهاء من المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية قد أكدوا على جواز تكرار صلاة الاستخارة حتى سبع مرات إذا لم تظهر نتيجة واضحة.
أما إذا ما انشرح صدر المستخير، فلا داعي لتكرار الصلاة. وقد لا يكون هناك نصوص واضحة من الفقه الحنبلي في هذا الشأن. وبالنسبة للأحلام بعد صلاة الاستخارة، فلا يمكن اعتبارها إشارة على صحة الصلاة، حيث إن الرؤى قد لا ترتبط بالقرار الذي استخاره الشخص.
أوقات عدم قبول صلاة الاستخارة
يسعى الكثير من المسلمين لفهم الموانع التي قد تبطل صلاة الاستخارة، حيث إن هناك أوقاتًا معينة لا يُستحب فيه الصلاة. ومن بين هذه الأوقات هي وقت النهي، الذي يتضمن الفترة حين تشرق الشمس، وحين تكون الشمس في كبد السماء خلال الظهيرة، وكذلك أثناء غروب الشمس. وبناءً عليه، اتفق العلماء على أن أداء صلاة الاستخارة بعد العصر أو بعد الفجر يعتبر أمرًا مكروهًا.
مشروعية صلاة الاستخارة
يلجأ الكثير من المسلمين إلى صلاة الاستخارة تبعًا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان جابر بن عبد الله يقول: “كانَ رَسولُ اللَّهِ يُعَلِّمُنَا الاستخارة في الأمور كلِّها، كما يُعَلِّمُنَا السورة من القرآن”. فالمسلم يؤدي صلاة الاستخارة ليعتمد على الله ويفوض إليه أموره، وعليه أن يرضى بقضاء الله، حيث تعد هذه الصلاة تعويضًا عن بعض الممارسات التي كانت شائعة في الجاهلية.
أهمية صلاة الاستخارة
تعد صلاة الاستخارة من الصلوات المحببة للغاية، حيث يجب على المسلم الالتجاء إليها عند الاقتراب من قرار جديد. وأهمية صلاة الاستخارة تكمن في النقاط التالية:
- تساعد على صرف القلب عن الالتزام بشيء إلا بالله، مما يعزز التوحيد في القلب.
- توجه الشخص لاتخاذ الأسباب الصحيحة، مما ينعكس إيجابيًا على حياته ويحقق النجاح.
- تعمل على تعزيز الطمأنينة والرضا بقضاء الله، مما يساهم في تخفيف الضغوط النفسية الناتجة عن اتخاذ القرارات.
الاستخارة بدون صلاة
يمكن للشخص أداء الاستخارة دون الحاجة لأداء الصلاة، حيث يُنصح بالدعاء مباشرة. هذا الأمر يتيح للمسلم الاستخارة في الحالات المستعجلة أو حتى في حالات مثل الحيض، إلا أن الأفضل هو الجمع بين الصلاة والدعاء. وبذلك، يمكن للشخص أن يدعو الله في أي وقت دون قيود.
صلاة الاستخارة هي من أشهر الصلوات التي يفضلها العديد، لما تحمله من أهمية خاصة في حياة المسلمين الذين يبحثون عن استراتيجية للتوجه في الأمور المهمة، ومن هنا تأتي دائماً الحاجة لفهم خطوات صلاة الاستخارة عند الشيعة.
