كيف تم تمثيل القطب الشمالي في الخرائط القديمة؟ لقد كانت الخرائط القديمة مصدر اهتمام كبير للعديد من علماء الخرائط والمستكشفين والباحثين عن الآثار والكنوز. من خلال هذا المقال، نستعرض أبرز الخرائط التي تمثل القطب الشمالي، والألغاز التي كان صانعو الخرائط في العصور القديمة والحديثة يسعون لاستكشافها.
تمثيل القطب الشمالي في الخرائط القديمة
تتواجد العديد من الخرائط القديمة التي تمثل القطب الشمالي؛ حيث سعى الأوروبيون في العصور القديمة لاكتشاف طرق تربطهم بآسيا عبر القطب الشمالي. ومن بين هذه الخرائط:
1- خريطة مركاتور
قام الرسام الفلمنكي مركاتور برسم هذه الخريطة عام 1595م، وهي تُعتبر من أوائل الخرائط التي تتناول المسارات المائية في الجزء الشمالي من أمريكا الشمالية. كما توضح أشكال الصخور المغناطيسية المحيطة بأربع جزر في القطب الشمالي، وقد اعتُقد في تلك الفترة أن المياه بين هذه الجزر تتدفق نحو مركز الأرض شمالًا.
2- خريطة بارنتس
في عام 1599م، رسم رسام الخرائط الهولندي ويليم بارنتس خريطة تضمنت لأول مرة جزيرة سبيتسبيرجين، التي تُعتبر واحدة من الجزر الرئيسية في أرخبيل سفالبارد النرويجي. وقد أُطلق على هذه الجزيرة اسم الأرض الجديدة، بيد أن الفايكنج كانوا قد اكتشفوها قبل 400 عام من وصول بارنتس إليها، مما دفع لتسمية بحر شمال النرويج باسم بحر بارنتس.
3- خريطة بيت
رسم الفنان موسى بيت هذه الخريطة عام 1680م، وتُظهر التفاصيل الدقيقة عن منطقة شمال كندا، والتي لم تتناولها الخرائط السابقة. وقد نُشرت في الأطلس الإنجليزي، مُفصِّلة كل معالم غرب خليج بافن وخليج هدسون.
4- خريطة دي فيت
في عام 1715م، قام الرسام الهولندي فريدريك دي فيت برسم خريطة شهيرة تم نشرها عام 1668م بعد إصدار خريطة العالم. تحتوي هذه الخريطة على رسوم ملونة تُظهر المناطق الجنوبية والشمالية، بالإضافة إلى توضيح صناعات صيد الحيتان.
5- خريطة وجوندي وديرو
ظهرت هذه الخريطة بعد أن أعادت عائلة الرسام الفرنسي روبرت دي فوغوندي رسمها لتتناول شمال غرب أمريكا الشمالية في عام 1772م، حيث تم تضمينها في موسوعة ديدرو. تُظهر الخريطة أحد الممرات الأسطورية في الشمال الغربي.
الخرائط التي أثارت الشكوك حول وجود القطب الشمالي
بعض الخرائط أثارت شكوكًا حول وجود القطب الشمالي نتيجة لبعض الرحلات الاستكشافية. ومن بين هذه الخرائط:
1- خريطة طومسون
في عام 1814م، قام رسام الخرائط الإسكتلندي جون طومسون بحذف الممر الشمالي الغربي من خريطته، لكنه قدم تفاصيل جغرافية سياسية دقيقة لنصف الكرة الأرضية بشكل مذهل، مُشيرًا إلى عدم وجود القطب الشمالي الكندي.
2- خريطة باري
في عام 1820م، تطرق المست explorer ويليام باري للقطب الشمالي خلال رحلته البحثية عن الممر الشمالي الغربي. تعرض طاقم بعثته للتجمد في جزيرة ميلفيل لمدة 10 أيام، وأطلق باري على الممر المائي الطبيعي الموجود في القطب الشمالي الكندي هذا الاسم.
3- خريطة ستانفورد
قام إدوارد ستانفورد برسم خريطة توضح الخط الساحلي للقطب الشمالي عام 1876م، حيث قام بتلوينه باللون الأزرق. لكن الحكومة البريطانية تخلت في عام 1880م عن أملها في العثور على ممر شمالي غربي للشحن ونقل السيادة على جزر القطب الشمالي.
تتباين الروايات حول وجود القطب الشمالي الكندي، لكننا حاولنا تسليط الضوء على كيفية تمثيل الخرائط القديمة للقطب الشمالي، وذلك من خلال استكشاف الخرائط المختلفة في تلك العصور.