نقص sleep
يستغرق الإنسان حوالي ثلث حياته في النوم. وفقًا لبعض الدراسات، يحتاج البالغون إلى نحو (7-9) ساعات من النوم يوميًا. تعتبر مشكلة نقص النوم من القضايا الشائعة في العصر الحديث، حيث يعاني منها العديد من الأفراد في مراحل مختلفة من حياتهم. تحدث هذه المشكلة عندما يحصل الشخص على أقل من عدد ساعات النوم اللازمة ليشعر بالنشاط واليقظة. في حين أن بعض الأشخاص، مثل كبار السن، قد يتأثرون بشكل أقل بآثار نقص النوم، فإن الفئات الأخرى، كالطفل والمراهقين، تتعرض بشكل أكبر لمخاطر نقص النوم.
آثاره السلبية
تصاحب نقص النوم العديد من الأضرار لكافة أجزاء جسم الإنسان، وفيما يلي بعض من هذه التأثيرات السلبية:
- تأثير نقص النوم على الجهاز العصبي المركزي: يُعرف الجهاز العصبي المركزي (بالإنجليزية: Central Nervous System) بأنه الوسيلة الأساسية لنقل البيانات في الجسم. يعتبر النوم ضروريًا لتمكين هذا الجهاز من أدائه الوظيفي بشكل سليم. أثناء النوم، تتشكل الاتصالات العصبية بين خلايا الدماغ، مما يسهم في تحسين الذاكرة. يؤثر نقص النوم سلبًا في وظائف الدماغ، ويؤدي إلى صعوبة في التركيز وتعلم المعلومات الجديدة. كما يؤدي أيضًا إلى بطء في نقل الرسائل العصبية، مما يضعف التنسيق الجسدي، ويزيد من احتمالية حدوث الحوادث. من الجدير بالذكر أن نقص النوم يؤثر على القدرات العقلية والعاطفية للشخص، مما يجعله أقل صبرًا ومعرضًا لتغيرات المزاج، إضافةً إلى تفاقم مخاطر القلق والاكتئاب.
- تأثير نقص النوم على الجهاز المناعي: يلعب جهاز المناعة (بالإنجليزية: Immune System) دورًا حيويًا في إنتاج مواد تحارب العدوى خلال فترات النوم، تعرف بالسايتوكينات (بالإنجليزية: Cytokines). هذه المواد ضرورية لهزيمة الفيروسات والبكتيريا، كما تساعد في توفير الطاقة اللازمة لجهاز المناعة لمواجهة الأمراض. وبالتالي، فإن نقص النوم يعيق قوة جهاز المناعة ويزيد من مدة التعافي من الأمراض.
- تأثير نقص النوم على الجهاز التنفسي: يؤثر نقص النوم على أداء الجهاز التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory System) وكذلك تتأثر جودة النوم بشكل سلبي نتيجة لأمراض الجهاز التنفسي. على سبيل المثال، يؤدي انقطاع النفس الانسدادي النومي (بالإنجليزية: Obstructive Sleep Apnea) إلى تقطع النوم. كما تزيد قلة النوم من مخاطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا والزكام، وتفاقم الأمراض التنفسية المزمنة.
- تأثير نقص النوم على الجهاز الهضمي: يعزز نقص النوم من فرص الإصابة بالسمنة، حيث يؤثر بشكل مباشر على هرموني الجريلين (بالإنجليزية: Ghrelin) واللبتين (بالإنجليزية: Leptin) اللذان ينظمان الشعور بالجوع والشبع. نقص النوم يؤدي إلى زيادة إفراز الجريلين وتقليل إفراز اللبتين، مما يتسبب في زيادة الشهية والشعور بالتعب وانخفاض مستوى النشاط.
- تأثير نقص النوم على الغدد الصماء: يعتمد إنتاج الهرمونات في الجسم على مدة النوم، حيث يحتاج إنتاج هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) إلى ثلاث ساعات على الأقل من النوم المتواصل. يؤثر نقص النوم سلبًا على مستويات هذا الهرمون وأيضًا هرمونات النمو، خاصةً عند الأطفال والمراهقين، والتي تعد ضرورية لنمو العظام وبناء العضلات. تشجع ممارسة الرياضة والنوم الصحي على إفراز هذه الهرمونات.
- تأثير نقص النوم على نظام القلب والأوعية الدموية: يصب نقص النوم في مصلحة صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يؤثر على مستويات السكر في الدم، وضغط الدم، ومعدلات الالتهاب. يلعب النوم دورًا أساسيًا في شفاء الجسم وتحسين حالة القلب، لذلك فإن نقص النوم المزمن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمِنة مثل السكري وأمراض القلب.
أسباب نقص النوم
تتعدد أسباب نقص النوم، ومن أهمها ما يلي:
- الإصابة باضطرابات النوم: مثل الأرق (بالإنجليزية: Insomnia)، والنوم القهري (بالإنجليزية: Narcolepsy)، ومتلازمة الساقين المتململة (بالإنجليزية: Restless Legs Syndrome)، وانقطاع النفس النومي (بالإنجليزية: Sleep Apnea).
- التقدم في العمر: غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا صعوبات في النوم بسبب التغيرات الطبيعية المرتبطة بالعمر، أو الأدوية التي يتناولونها، أو وجود حالات صحية معينة.
- الإصابة بحالات صحية معينة: يعاني الأفراد المصابون بالاكتئاب أو السرطان أو أمراض القلب أو مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson Disease) بشكل شائع من نقص النوم.
- السهر لأسباب شخصية: قد يُهمل بعض الأشخاص أهمية النوم ويختارون السهر لأوقات متأخرة نتيجة لممارسة النشاطات الاجتماعية، أو مشاهدة التلفاز، أو القراءة.
- تناول بعض الأدوية: تشمل الأدوية التي تسبب الأرق بعض أدوية الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy) أو أدوية اضطراب نقص الانتباه (بالإنجليزية: Attention Deficit Hyperactivity Disorder ADHD).
- أسباب أخرى: قد يعود نقص النوم إلى عوامل مثل التوتر، أو التغييرات في الروتين اليومي، أو وجود طفل رضيع يؤثر على نوم الوالدين، أو تناول الكافيين والمشروبات المنشطة، أو الالتزام بساعات العمل في بعض المهن.