كيف كانت حياة الإنسان في العصور القديمة مقارنةً بحياة الإنسان اليوم؟

يمثل الإنسان القديم والحديث مرحلتين رئيستين في تطور الجنس البشري، حيث يمكننا الاعتماد على مجموعة متنوعة من التخصصات العلمية، مثل علم الوراثة وعلم الأجنة، لفهم كل مرحلة من هذه المراحل. في هذه المقالة، سنتناول كيفية حياة الإنسان القديم ونبرز الفروق الأساسية بين أسلوب حياته وحياة الإنسان المعاصر.

كيف كانت حياة الإنسان القديم؟

لقد كانت حياة الإنسان القديم تختلف تمامًا عن الوضع الحالي، حيث كانت تتسم بملامح رئيسية تتضح فيما يلي:

1- الصيد

اعتمد الإنسان القديم على الصيد وجمع النباتات لتوفير غذائه منذ ما يقارب 2 مليون سنة. كانوا يتنقلون بحثًا عن الحيوانات والنباتات القابلة للأكل، ويبنون الملاجئ في الأماكن التي تتوفر فيها الموارد الغذائية لتلبية احتياجاتهم لفترات طويلة.

استخدموا في بناء الملاجئ قرون الفيلة وغصون الأشجار، بينما كانت الأسقف تُصنع من جلود الحيوانات أو ورق الأشجار. خلال العواصف والأجواء القارسة، لجأوا إلى الكهوف الرطبة المظلمة كملاجئ.

بدأ الإنسان القديم بصيد الحيوانات الصغيرة مثل الطيور والزواحف، ومع تطور الزمن، قام بصناعة أسلحة واستراتيجيات مكنت له من اصطياد الحيوانات المفترسة.

مع نهاية العصر الحجري، انقرضت العديد من الحيوانات التي كانت تُصطاد، وأصبح الإنسان متمكنًا من صيد الأبقار والخنازير البرية، بالإضافة إلى صيد الأسماك والمحار.

2- الملابس

لم يتمكن العلماء بعد من تحديد الفترة الدقيقة التي بدأ فيها البشر استخدام الملابس، نظراً لعدم وجود أدلة كافية من العصر الحجري. ويفترض علماء الأنثروبولوجيا أن القدماء كانوا يستخدمون صوف الحيوانات والجلود والمواد النباتية لتدفئة أنفسهم في المناخ البارد، ويعتقد أيضًا أن الإنسان القديم بدأ في صناعة الملابس البدائية حوالي عام 18000 قبل الميلاد.

3- الأدوات المستخدمة

ابتكر الإنسان القديم أدوات خاصة بصيد وتقطيع الحيوانات، حيث كانت مصنوعة من الحجر والخشب والعظم. استخدموا حجرًا حادًا صغيرًا لتقطيع الأشياء عن طريق ضربه بحجر آخر أو قطعة خشب قوية، مما مكنهم من تجهيز الحيوانات وعلاج جلودها.

تجدر الإشارة إلى أن أول الأدوات التي استخدمها الإنسان القديم كانت تتميز بحواف حادة، مما سهل له عملية تقطيع الحيوانات وكشط جلودها.

تطورت صناعة الأدوات بعد ذلك لتشمل أدوات التقطيع والسواطير، وتمكن الإنسان من صنع الفؤوس اليدوية التي تشبه الساطور، ومع ذلك، فإن غالبية هذه الأدوات لم تحتوي على مقابض.

بعد ذلك، استخدم الشظايا المتكسرة من الحجارة في صناعة أدوات متعددة الوظائف مثل القطع والفرم، وصنع أيضًا نصالاً طويلة ورقيقة لرؤوس الحراب والمناجل، وقد كانت جميع تلك الأدوات تستخدم للصيد والدفاع عن النفس.

4- الدين والفن

ظهر اهتمام الإنسان القديم بالحياة الأخرى، وهذا يتضح من قبور عُثر فيها على عظام بشرية تعود لحوالي 600 ألف سنة. كما برعوا في فن النحت على القرون والعظام والعاج.

استعمل فنانو العصر القديم أربعة ألوان مختلفة للرسم على الصخور، حيث حصلوا على الأبيض من الجير والصلصال، والأسود من مسحوق المنجنيز والفحم، والأصفر والأحمر من دم الحيوانات ومسحوق الحديد. وتم تحضير هذه الألوان على شكل معجون بخلطها مع دهن الحيوان أو دمه.

5- الزراعة

استنتج الباحثون أن الزراعة بدأت كوسيلة للعيش منذ حوالي 8000 عام قبل الميلاد. فقد أدى استقرار العديد من الأشخاص في منطقة واحدة إلى عدم حاجتهم للتنقل بحثاً عن الطعام، مما سمح بإنتاج غذاء وفير عبر الممارسات الزراعية.

تمثلت الخطوة الأولى في الزراعة في التعرف على النباتات والحيوانات القابلة للزراعة، حيث بدأوا تجمع الحبوب وزرعها وتربية الحيوانات الأليفة.

نتج عن ذلك صعود المزارعين الأوائل الذين ركزوا بشكل أساسي على الزراعة، رغم استمرارهم في الصيد وجمع النباتات البرية. وأيضًا، تمكن هؤلاء المزارعون من بناء بيوت طينية وخشبية أمتن بكثير من أكواخ العصر الحجري القديم، مع بناء أسوار حول حقولهم لحمايتها من الحيوانات المفترسة.

الفروق بين حياة الإنسان القديم والحديث

تتجسد الفروق بين حياة الإنسان القديم والحديث في النقاط التالية:

كانت حياة الإنسان القديم بدائية للغاية، حيث كان هدفه الوحيد البحث عن الطعام ومكان ينام فيه، ما يظهر مدى اختلاف أساليب العيش بين الماضي والحاضر.