يُعتبر ابن تيمية الحراني واحدًا من أبرز علماء الدين الذين ساهموا بشكل كبير في الدفاع عن وطنه، ومع ذلك، فإن الكثير من الأفراد لا يزالون غير مدركين لحقيقة حياة ابن تيمية وما مر به.
ابن تيمية الحراني
يُعتبر ابن تيمية من أهم الشيوخ الذين أثروا في تاريخ الفكر الإسلامي، ولكن هناك جوانب من حياته الشخصية لم تُستكشف بالكامل. إليكم بعض المعلومات الأساسية عن سيرته:
- عُرف أحمد ابن تيمية بلقب شيخ الإسلام، وذلك بفضل البيئة الدينية التي نشأ فيها منذ الصغر.
- تميّز هذا الشيخ بكرمه وعطائه الوفير، وكان يُفضل قراءة القرآن في جميع الأوقات.
- كما عُرف بالعديد من الصفات الحميدة، مثل التواضع والقدرة على التحمل والصبر.
- وُلِد ابن تيمية عام 661 هجريًا في بلدة حران التي تقع على الحدود بين سوريا وتركيا.
- انتقل إلى دمشق بعد غزو المغول لبلدته الأصلية.
- اختار المذهب الحنبلي وكرّس جهوده للدفاع عنه.
- نال شهرة واسعة في مجالات متعددة مثل الحديث والعقيدة والمنطق والفقه، فضلاً عن الفلسفة وعلم الفلك.
- شجع سكان دمشق على الجهاد في سبيل الله خلال عام 1303، حينما واجهوا تحديات المغول، وكان ذلك في فترة حكم المماليك.
- شارك أيضًا في المعارك التي خاضها أهل دمشق ضد المغول، تحت قيادة محمد بن قلاوون والخليفة المستكفي بالله.
- نجحت دمشق في تحقيق انتصار كبير خلال معركة استمرت يومين ضد المغول.
شيوخ وتلاميذ ابن تيمية
تلقى ابن تيمية العلم على يد عدد من الشيوخ البارزين، منهم:
- كان الشيخ عبد الحليم بن تيمية، والده، من بين الأوائل الذين غرسوا في ابن تيمية قيم العلم.
- درس أيضًا على يد شيخ يُدعى مجد الدين ابن عساكر والشيخ زين الدين.
- من أبرز تلاميذه كان شمس الدين ابن قيم، الذي أمضى معه 16 عامًا.
- أحد تلاميذه الآخرين، محمد الذهبي أبو عبد الله، والزميل زين الدين عمر المعروف بابن الوردي.
- أيضًا، كان هناك محمد بن عبد الهادي المقدسي، والعديد من الطلاب الذين تتلمذوا على يديه.
أهم مؤلفات ابن تيمية
أنتج ابن تيمية الحراني مجموعة واسعة من المؤلفات التي تجاوز عددها 330 مؤلفًا، ومن بين أعماله:
- بيان الهدى من الضلال، ورسالة في علم الباطن والظاهر.
- منهاج السنة النبوية، وبيان تلبيس الجهمية، وبيان الفرقة الناجية.
- الإيمان الأوسط، والفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
- اقتضاء الصراط المستقيم، والاستقامة، والإيمان الكبير.
- كما كتب الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي، وحياة ابن تيمية للبيطار، والأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للبزاز.
رأي علماء السنة في ابن تيمية
عبر عدد من العلماء عن آرائهم بشأن المنهج الذي اتبعه ابن تيمية، وقد تباينت وجهات نظرهم كما يلي:
- يرى بعض علماء السنة أن ابن تيمية من بين المؤثرين الذين يدعون إلى نشر الانحراف بين الناس.
- ورد عن أحد العلماء أن “كفاك لعنة اقتدائك بالشقي ابن تيمية، فقد أجمع علماء عصره على ضلاله وحبسه، وعُلق من كان على عقيدة ابن تيمية أن يُحل ماله ودمه”.
- رفض العديد من العلماء المذهب الذي اتبعه، مثل الإمام أبو حيان وكمال الدين الزماكاني.
- كما كان لدى الإمام تقي الدين الشافعي والإمام شهاب الدين أحمد بن حجر الشافعي وجهات نظر مشابهة.
- ووجه بعض العلماء تهمة التكفير لابن تيمية، بينهم علاء الدين البخاري والشيخ زين الدين الحنبلي والإمام السبكي.
- بالإضافة إلى ذلك، ذُكرت آراء تُشير إلى أن ابن تيمية كان يتبع مذهب الخوارج.
وفاة ابن تيمية
كرّس ابن تيمية حياته في الدفاع عن وطنه، لكن اعتقاله جراء معارضته للحكام أدى إلى:
- فرض الحكم بسجنه لعدة سنوات.
- تعرّضه للمرض الشديد الأسبوع الأخير من حياته خلال فترة اعتقاله.
- توفي بسبب المرض في الحبس عام 728 هجريًا.
- حضر جنازته حشود كبيرة من الناس، شملت علماء الدين، جنودًا، وأمراء.