اتساع حوض الكلى
يُعرف اتساع حوض الكلى (بالإنجليزية: Hydronephrosis) أيضاً بمصطلح موه الكلية، والذي يعني حرفياً تجمع السوائل داخل الكلية. وتحدث هذه الحالة نتيجة عجز الكلية عن التخلص من البول، مما يؤدي إلى انسداد المسالك البولية الممتدة من الكلية إلى المثانة، ما يسبب تجمع السوائل في الكلية. من المهم الإشارة إلى أن اتساع حوض الكلى هو حالة ثانوية وليست مرضاً أولياً، حيث غالباً ما ينتج عن أمراض أخرى. عادةً ما يُصيب هذه الحالة كلية واحدة، ولكن في بعض الحالات قد تصاب الكليتان معاً. تشير الإحصائيات إلى أن هذه الحالة تصيب ما يقارب طفل من كل مئة طفل. تُعتبر الوظيفة الأساسية للمسالك البولية هي التخلص من الفضلات والسوائل في الجسم، حيث تنقسم هذه المسالك إلى أربعة أجزاء رئيسية: الكلية، والحالب، والمثانة، والإحليل. يتم إنتاج البول عندما تقوم الكلية بترشيح الدم وإزالة الفضلات والسوائل الزائدة، ثم يتجمع البول في حوض الكلية قبل أن ينتقل عبر الحالب إلى المثانة، حيث يُخزن ببطء حتى يتم التخلص منه عبر الإحليل. يحدث اتساع حوض الكلى نتيجة انسداد تدفق البول أو عودة البول إلى الكلية.
أعراض اتساع حوض الكلى
عادةً ما تتم عملية تدفق البول عبر المسالك البولية بضغط خفيف، لكن هذا الضغط قد يزداد في حال وجود انسداد في مجرى البول. إذا تُرك البول ليتجمع لفترة طويلة في حوض الكلية، فقد يتسبب ذلك في تضخمها، والذي قد يبدأ بالضغط على الأعضاء المجاورة. في حال لم يتم معالجة هذه الحالة لفترة طويلة، فإنها قد تؤدي إلى فقدان دائم لوظيفة الكلية. من الأعراض البسيطة التي يمكن أن تظهر زيادة الشعور برغبة التبول، والتبول المتكرر. ويمكن أن تشمل الأعراض الأكثر حدة ما يلي:
- ألم في البطن أو الجانبين.
- الغثيان والقيء.
- ألم أثناء التبول.
- عدم إفراغ المثانة بالكامل.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم مصحوباً بالحمى.
- ظهور دم في البول.
- شعور عام بالتعب والضعف.
- الإصابة بسلس البول.
- معاناة الأطفال من تأخر النمو أو فشل الازدهار، وهذا يُلاحظ بشكل خاص عند الرضع.
- ظهور انتفاخ الكلية عند التحسس باليد أو الرؤية، وذلك في الحالات الشديدة.
أسباب اتساع حوض الكلى
توجد عدة أسباب تؤدي إلى اتساع حوض الكلى، وتختلف بحسب عمر المصاب وجنسه. ومن أبرز الأسباب ما يلي:
- حصى الكلى: (بالإنجليزية: kidney stone)، حيث إن الأملاح والمعادن الموجودة في البول يمكن أن تتكتل لتشكل أحجاراً صغيرة تسد مجرى المسالك البولية.
- السرطان: قد تسبب الأورام في المثانة أو البروستات أو الرحم أو الأعضاء الأخرى المجاورة انسدادات تعيق تدفق البول.
- تضخم البروستات الحميد: (بالإنجليزية: Benign prostatic hyperplasia)، والذي قد يؤدي إلى ضغط على الإحليل عند الرجال، مما يعيق تدفق البول.
- تضيق في المسالك البولية: قد يحدث بسبب إصابات، أو عدوى، أو عيوب خلقية، أو جراحة سابقة.
- احتباس البول: وهذا نتيجة عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل.
- الجزر المثاني الحالبي: (بالإنجليزية: Vesicoureteral reflux)، وهي حالة يرتد فيها البول من المثانة إلى الكلية.
- القيلة الحالبية: (بالإنجليزية: Ureterocele)، والتي تحدث عندما يبرز الجزء السفلي من الحالب في المثانة.
- الحمل: يحدث ذلك عندما يتوسع الرحم ويضغط على الحالب مما يعوق تدفق البول.
- هبوط المهبل أو هبوط الرحم: (بالإنجليزية: Uterine prolapse)، وهي حالة تسقط فيها الرحم عن موضعه الطبيعي.
- الفقاقيع المثانية: (بالإنجليزية: Cystocele)، وهي نتيجة ضعف الجدار الفاصل بين المثانة والمهبل مما يؤدي إلى تسرب البول إلى المهبل.
- أسباب أخرى: مثل تشكل جلطة دموية في الكلية أو الحالب، ومشكلات في الأعصاب أو العضلات المحيطة بالكلية أو الحالب.
تشخيص اتساع حوض الكلى
يتم التشخيص من خلال إجراء مجموعة من الفحوصات، وهي كالتالي:
- فحص الدم: لتقييم وظيفة الكلى.
- فحص البول: للتحقق من وجود علامات العدوى أو الحصى التي قد تسبب انسداد المسالك البولية.
- فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية: يمكن الأطباء من رؤية صورة عن الكلية والمثانة وغيرها من الأعضاء البولية لتحديد المشاكل المحتملة.
- فحص تصوير المثانة والإحليل أثناء التبول (بالإنجليزية: Voiding cystourethrogram – VCUG)، وهو فحص شعاعي يستخدم صبغة خاصة لتوضيح الكلى والمثانة، ويتم أخذ صورة أثناء التبول.
- فحوصات أخرى: بناءً على نتائج الفحوصات السابقة، قد يوصي الطبيب بإجراءات تصوير أكثر دقة مثل التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computerized Tomography)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging)، أو التصوير الومضي (بالإنجليزية: MAG3 scan) لتقييم وظيفة الكلى وكميات السوائل التي تخرج منها.
علاج اتساع حوض الكلى
تهدف استراتيجيات العلاج إلى تقليل تراكم البول وبالتالي تقليل الضغط على الكلى، وكذلك علاج السبب الكامن وراء اتساع حوض الكلى. ينبغي على الأفراد الذين لديهم كلية واحدة أو الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز المناعي مثل السكري أو الإيدز أن يتلقوا العلاج فور ظهور علامات اتساع حوض الكلى. المرضى الذين يعانون من هذه الحالة لفترات طويلة قد يحتاجون أيضاً إلى تناول مضادات حيوية بجرعة وقائية للتقليل من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية. يعتمد العلاج على السبب وراء المرض، ومن الخيارات المتاحة:
- وضع أنبوب من المثانة إلى الحالب للسماح بتدفق البول.
- تركيب أنبوب في الكلية يمتد للخارج، مما يسمح للبول بالخروج في كيس بول خارجي.
- استخدام المضادات الحيوية في حال حدوث عدوى.
- إجراء العمليات الجراحية اللازمة لتصحيح انسداد مجرى البول.
- إزالة أي حصوات كلوية مسببة للانسداد.
مضاعفات اتساع حوض الكلى
تجدر الإشارة إلى أن البول المتجمع يمكن أن يزيد من فرص الإصابة بعدوى المسالك البولية، وهو أحد أخطر مضاعفات اتساع حوض الكلى. تشمل أعراض عدوى المسالك البولية البول العكر، والشعور بألم وحرقة أثناء التبول، وضعف تدفق البول، وآلام في الظهر والمثانة، بالإضافة للحمى والقشعريرة.
إذا لم تُعالج الحالة، يمكن أن تُسبب ضغطاً كبيراً على الكليتين مما قد يؤدي إلى تلف دائم أو فشل كلوي. في حالة الفشل الكلوي، لا تستطيع الكلى القيام بوظائفها، مما يتطلب اللجوء إما إلى غسيل الكلى الذي يفحص الدم خارج الجسم، أو زراعة كلية جديدة.
فيديو: ما هي أسباب تضخم الكلى؟
تتعدد أمراض الكلى وتتنوع، وتختلف في شدتها وأسبابها. فما هي الأسباب التي تؤدي إلى تضخم الكلى؟