تُعَدُّ بلاد الرافدين، وخاصة مدينة الناصرية في العراق، مهد أحد أقدم الحضارات في العالم. فقد استمرت الحياة هنا لآلاف السنين، حيث تمتد جذور الحضارة السومرية إلى أعماق التاريخ. تعتبر الحضارة السومرية التي نشأت في جنوب بلاد وادي الرافدين، أقدم الحضارات البشرية.
الحضارة السومرية: أقدم حضارة في بلاد الرافدين
- تُعتبر الحضارة السومرية قد ظهرت حوالي 3500 ق.م، وهي الحضارة الأولى التي أثارت العديد من التساؤلات لدى العلماء.
- إلا أن هذه الحضارة لم تظهر فجأة، بل تطورت من تجمعات ثقافية ومدن استعدت لظهورها، مما يشير إلى أن تلك المجتمعات قامت بتطوير قوانينها وأساليب الحكم والحياة العامة فيها.
خصائص الحضارة السومرية
- ظهرت ثقافة العبيد في بلاد سومر منذ 5000 سنة ق.م، كما وُجدت الكتابة على الألواح الطينية لأول مرة كوسيلة للتواصل بين المجتمعات.
- تضمنت المدن السومرية الشهيرة مثل أريدو وأور، حيث كانت اللغة السومارية القديمة هي السائدة، وهي لغة فريدة لا تنتمي إلى عائلات اللغات السامية أو الهندوأوربية.
- كانت المستنقعات المحيطة بنهري دجلة والفرات تفصل بين هذه المدن، مما شكل معًا حضارة سومرية مشتركة تجمعها الثقافة واللغة.
- استند حكم المدن السومرية إلى سلطة ملك واحد، حيث اعتقد السومريون أن الحكم يُنزل من السماء على مدينتهم.
فترات تطور الحضارة السومرية
- فترة مدينة أوروك (4000 ق.م إلى 3100 ق.م) التي كانت الأكثر قوة في تلك الفترة، تلتها فترة مدينة جمدة نصر (3100 ق.م إلى 2900 ق.م).
- ثم جاء عصر السلالات الحاكمة من (2900 ق.م إلى 2335 ق.م) والتي شهدت ازدهار الحضارة السومرية قبل أن يدمرها سرجون الأكادي، الذي غزا المدن السومرية وضمها للإمبراطورية الأكادية.
- بعد السيطرة الأكادية، حدث امتزاج بين اللغتين السومرية والأكادية، مع استمرار تأثير اللغة الأكادية على الثقافة.
نشر الديانة السومارية
- انتشرت الديانة السومارية وآلهتها المتعددة، حيث بدأ عبادة الآلهة بطريقة أكادية، مما أدى إلى انحسار اللغة السومارية مع بقاء الأكادية
- استمر حكم الإمبراطورية الأكادية على السومريين لحوالي قرنين، قبل أن تبدأ بالانحلال في حوالي 2150 سنة ق.م بيد شعب الجوتي.
- هذا الشعب، الذي يعتقد أنه جزء من أصول الأكراد، هاجم المدن الأكادية، لكنها فشلت في حكم البلاد. واستطاع حاكم مدينة أور طردهم وإعادة إحياء الحضارة السومرية.
- لكن عودة الحضارة السومرية لم تستمر طويلاً، إذ انتهت على يد حضارة عيلام في حوالي 1940 ق.م.
تسميات الحضارة السومرية
- كان السوماريون يسمون بلادهم بـ”كن-جير” ولغتهم بـ”أم-جير”، أما مصطلح سومر فمشتق من كلمة أكادية هي “شومر”، والتي تعني جنوب ما بين النهرين.
- حتى الآن، لا توجد أدلة دقيقة تربط اللغة السومارية بأي من العائلات اللغوية المعروفة، مما يجعلها لغة فريدة.
1- أصل السومريين
- لا يزال أصل السومريين لغزًا للباحثين، فلغتهم تُظهر أنهم مختلفون عن جيرانهم الساميين والعيلاميين. هناك العديد من النظريات حول أصولهم، لكن لا يوجد دليل حاسم يدعم أي منها.
- إحدى النظريات تشير إلى أن منشأهم كان في بلاد الرافدين بينما تقول نظرية أخرى أنهم من آسيا الوسطى ودخلوا بلاد الرافدين.
2- أسرار الحضارة السومرية
- يعتبر السومريون أول من استخدم الدورة القمرية لتحديد الشهور، وابتكروا أنظمة قياس الزمن والزوايا بناءً على نظام الستين.
- تعتبر الكتابة المسمارية من إنجازاتهم، حيث تمثل الرموز والنقوش المكتوبة التي استخدمت للتعبير عن جمل كاملة وهي أول حضارة بشرية تظهر مثل هذه الكتابات.
- قدموا أول قانون معروف تُعَدُّه البشرية وهو قانون أورنمو، بالإضافة إلى إنشاء أول زقورة، وهو معبد مرتفع يُعتبر من المعالم السياحية الحديثة.
- تجذب المناطق الأثرية العديد من البعثات الاستكشافية التي تسعى للتنقيب عن الآثار ودراسة المواقع، كما أدرجت منظمة اليونسكو المنطقة ضمن قائمة التراث العالمي في يوليو 2016.
- استخدم السومريون أسطوانات منقوشة للطباعة على الألواح الطينية، وقد تم العثور على أكثر من ثلاثين ألف لوح طيني في مكتبة آشور بانيبال الشهيرة.
- بالإضافة إلى تماثيل الآلهة المعروفة بالأنوناكي، تمكنا من خلال الأنقاض من فهم العديد من جوانب الحياة السومرية.
- ابتكر السومريون العجلة والزجاج، وصنعوا السفن لأول مرة، كما طوروا أنظمة الزراعة.
- كانوا روادًا في إنشاء قنوات للصرف الصحي والري، وأيضًا رسم الخرائط لتعزيز عمليات التجارة والتبادل الثقافي.
- ابتكروا العقود القانونية لحماية تجاراتهم، وأيضًا كانوا أوائل من استخدموا المساحيق والمجوهرات.
- كانوا يعتقدون أن معرفتهم تعود إلى مخلوقات غير بشرية تُعرف بالأنوناكي، مما أثار العديد من النظريات حول وجود حياة فضائية.
- كتب السومريون عن قصة الطوفان، التي ظهرت في العديد من الحضارات العالمية، وقد سجلوا هذه الأحداث بعد حدوثها بأكثر من 6000 عام.
- أظهر السومريون معرفة مذهلة بالنظام الشمسي، إذ عرفوا بمدار الكواكب حول الشمس قبل اكتشاف التلسكوب بآلاف السنين، ولم يعتقدوا في نظرية الأرض المسطحة التي اعتنقها الآخرون آنذاك.
- دعمت معرفتهم بعلم الفلك اكتشاف الأبراج وتقسيم السنة إلى اثني عشر شهرًا، مما يُظهر خطوات متقدمة في علم الفلك.
- لم يحتاج السومريون إلى التعليم التقليدي، حيث اعترفوا بأن معرفتهم أتت لهم من الأنوناكي.
