عندما تفوت صلاة الظهر ويؤذن لصلاة العصر، فهذا يُشير إلى ضياع ثواب أداء الفريضة في وقتها المحدد. حيث تُعتبر الصلاة حبل الوصل بين المؤمن وربه. في هذا المقال، سنلقي الضوء على الحكم الشرعي المرتبط بهذه القضية بالإضافة إلى بعض النقاط المهمة ذات الصلة.
ما يجب فعله إذا فاتتني صلاة الظهر وأذن العصر
- أوصانا الله عز وجل ورسوله الكريم بأهمية أداء الصلوات في أوقاتها.
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين”.
- إذا تجاوز وقت صلاة الظهر واقترب موعد العصر، يجب على المسلم عدم تأخير صلاة الظهر إلى ما بعد أذان العصر.
- فهذا الفعل محرم إلا في حالات وجود عذر شرعي، مثل النسيان أو النوم.
- إذا فاتت صلاة الظهر وحان وقت العصر دون مبرر شرعي، فإن ذلك يُعتبر إثماً ويجب على المسلم التوبة من هذا الذنب.
- تتطلب التوبة الابتعاد عن تأخير الصلاة في المستقبل، والندم على ما حدث، وأداء صلاة الظهر قضاءً قبل أداء صلاة العصر.
- وفِي حالة دخول المسلم إلى المسجد لأداء صلاة الظهر الفائتة، بينما الإمام يُصلي العصر جماعة، يتوجب عليه أن ينوي قضاء صلاة الظهر أولاً، ثم يؤدي صلاة العصر.
هل يجوز قضاء صلاة الظهر بعد العصر؟
- من الثوابت الشرعية أنه عند دخول وقت الصلاة، يتوجب على المسلم أداؤها.
- إذا أداها بعد انتهاء وقتها بدون عذر شرعي، يكون ذلك إثماً وذنباً كبيراً.
- ينصح العديد من الفقهاء المسلمين بأداء الصلاة في أوقاتها.
- قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها”.
- إذا فاتت صلاة الظهر ودخلتك صلاة العصر، يجب على المسلم أداء الصلاة الفائتة بالترتيب.
- ولذلك، عليه أن يؤدي صلاة الظهر أولاً، حيث يعتبر هذا الأمر واجبًا وفقاً للعديد من الفقهاء.
- بعد ذلك، يتم أداء صلاة العصر في الوقت المحدد كما هو مذكور.
- وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خلال غزوة الخندق فاتته أربع صلوات فقام بقضائها مرتبة.
- أي أنه أدّى صلاة الظهر ثم العصر ثم المغرب ثم العشاء.
ما هو آخر وقت لصلاة الظهر؟
- بعد توضيح كيفية التعامل مع فوات صلاة الظهر عند أذان العصر، يجب أن نحدد موعد انتهاء صلاة الظهر.
- يرى أئمة المذاهب الأربعة (الشافعية، المالكية، الحنفية، والحنابلة) أن آخر وقت لأداء صلاة الظهر هو عندما يصبح ظل الشيء كطوله، وذلك عند الزوال.
- فيما روى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله:
- “إذا صليتم الفجر، فإن وقته حتى يطلع قرن الشمس، ثم إذا صليتم الظهر، فإن وقته حتى يحضر العصر. وإذا صليتم العصر، فإن وقته حتى تصفر الشمس، وإذا صليتم المغرب، فإن وقته حتى يسقط الشفق. وإذا صليتم العشاء، فإن وقته حتى نصف الليل”.
- قال أبي قتادة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
- “أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يأتي وقت الصلاة الأخرى”.
- كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر”.
أفضل وقت لصلاة الظهر
- إذا فاتت صلاة الظهر وبدأ وقت العصر، يُفضل للمسلم أن يؤدي صلاة الظهر بسرعة، خاصةً في الأوقات التي لا تُمطر ولا تكون حارة.
- لكن في الأوقات التي تتميز بارتفاع الحرارة، يُستحب تأخير الظهر.
- هذا ما اتفقت عليه المذاهب الأربعة.
- استند هذا الرأي إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال:
- “شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة حتى يروا فيء التلول”.
- وقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم بإبراد الصلاة عندما يكون الجو شديد الحرارة، ويقدم الصلاة في الأوقات الباردة.
ما هي صلاة الظهر؟
- صلاة الظهر هي الصلاة الثانية التي يؤديها المسلم في النهار، وتأتي بعد صلاة الفجر، وتُصلى في السر.
- عدد ركعات هذه الصلاة أربعة، باستثناء صلاة الظهر يوم الجمعة حيث تُصلى ركعتان فقط بصوت مرتفع.
- في هذا اليوم، تُصلى الظهر جهرًا وقد يكون هذا اليوم قد خصص لعدد أقل من الركعات.
- يتوسط المصلي تشهدًا أوسطًا بعد أداء الركعة الثانية، ثم يكمل الصلاة حتى الركعة الرابعة، وبعدها يجلس للتشهد الأخير قبل التسليم.
- يبدأ وقت صلاة الظهر عندما تكون الشمس في منتصف السماء مائلة قليلًا نحو الغرب، ويستمر حتى دخول وقت صلاة العصر.
ماذا يتم قراءته في صلاة الظهر؟
- إذا فاتتك صلاة الظهر وأذن العصر، ورد في كتب الفقهاء ككتاب الإمام النووي “الأذكار من السنة” أن السورة التي تتلى بعد سورة الفاتحة في هذه الصلاة هي السور الأخيرة في المصحف، والمعروفة بطوال المفصل.
- تبدأ هذه السور من سورة الحجرات أو سورة ق بحسب ترتيبها في المفصل.
- وقال أبو هريرة رضي الله عنه: “كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطيل في أول ركعتين من صلاة الظهر ويخفف في آخر ركعتين”.
فضل صلاة الظهر في وقتها
تضمّن أداء صلاة الظهر في موعدها العديد من الفضائل التي يعود نفعها على المسلم في حياته الدنيا والآخرة. ومن بين تلك الفضائل:
- تكون بمثابة مصباح يُضيء للفرد يوم القيامة، كما تُسهم في تسهيل أموره الحياتية.
- ترفع درجات المؤمن عند الله تعالى.
- تعمل على تطهير النفس ومحو الذنوب والخطايا.
- مثل بقيّة الصلوات التي تنقّي العباد من الذنوب التي تحدث بينهم.
- تعد من أفضل الأعمال المُقرِّبة إلى الله تعالى بعد الشهادتين.
- تدخل المؤمنين الجنة، مثل سائر الصلوات بإذن الله.
- إحدى أولى الأمور التي يُسأل عنها العبد يوم القيامة هي أداء الصلوات.
- تُعد سببًا لاستقامة المسلم، وهدايته، وتقربه إلى الله عز وجل.
- تنهي صلاة الظهر عن الفحشاء والمنكر كما هو الحال في بقية الصلوات، مستندًا على قول الله تعالى:
- “وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر”.
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى منه درن؟” قالوا: “لا يبقى منه شيئًا”. قال: “فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا”.
- تحقيق الخيرات والكثير من الأرزاق المباركة.
- تعزز الصلة بين المسلم وربه، مما يُشعره بالراحة والاطمئنان.
التصرف المناسب لمن فاتته صلاة الظهر والعصر معًا
إذا فاتتك صلاة الظهر والعصر سوياً، يجب عليك تقضيتها سريعًا بالترتيب. ولكن إذا كان الوقت المتبقي قبل المغرب لا يكفي إلا لأداء الظهر فقط، عليك أداء صلاة الظهر وحدها أولًا، ثم المغرب ثم العصر، نظرًا لعدم أهمية الترتيب في حال ضياع الوقت.
هل يجب قضاء الصلاة أولاً أم الحاضرة؟
- اتفقت آراء العلماء على أن الترتيب في الصلاة واجب إذا كانت الصلوات الفائتة أقل من ست صلوات.
- الترتيب يُلغى إذا كانت هناك ست صلوات فائتة أو كان الوقت محدودًا ولا يسع لأداء الفائتة، أو إذا نُسيت الصلاة الفائتة وقُدِّمت الحاضرة.
- بينما بعض الفقهاء يرون أنه يجب أداء الصلوات حسب الترتيب بغض النظر عن العدد، والله أعلم.