تُعَدّ مصر من الدول التي تمتلك عددًا كبيرًا من الموارد البشرية، مما يجعلها ثروة قومية إذا تم استغلالها بشكل فعّال في مختلف المؤسسات.
لذا، يُعتبر من الضروري إدارة هذه القوة البشرية بصورة متميزة وفعّالة لتحقيق التنمية المطلوبة على مستوى المؤسسة والمجتمع بشكل عام. في هذا المقال، نستعرض الموارد البشرية واستراتيجيات إدارتها في مصر.
ما هي الموارد البشرية؟
يمكن تعريف الموارد البشرية بطرق متعددة، منها:
- وفقًا لتعريف فرنش، فإنها تمثل العملية التي يتم من خلالها اختيار واستخدام وتطوير الموردين البشر في المنظمة لتحقيق كفاءة العمل.
- حسب تعريف جلويك، هي الوظيفة التي تختص بتنظيم مهام الموارد البشرية وتزويدها بالقوى البشرية اللازمة.
- يرى شرودن وشيرمان بي أن الموارد البشرية هي مجموعة من العمليات الأساسية التي يجب تنفيذها وفق قواعد مبرمجة، حيث تبرز أهمية دور المدير في مساعدة الموظفين وتزويدهم بكل ما يحتاجونه من معلومات وخبرات مما يعزز الأداء داخل المؤسسة.
يتضح من التعريفات السابقة أن إدارة الموارد البشرية أصبحت وظيفة غاية في الأهمية في الوقت الحاضر، خاصة فيما يتعلق بتنوع الموارد البشرية.
ما هي إدارة الموارد البشرية؟
تعني إدارة القوى البشرية في المؤسسات، حيث تركز على الجوانب المتعلقة بالعنصر البشري من حيث التوظيف، اختيار الكفاءات، تدريبهم، وكذلك تقييم الأداء ومكافأة المتفوقين.
كما تشمل متابعة تنظيم مؤسسة العمل والتأكد من التزامها بتطبيق قوانين العمل المعتمدة.
تقوم إدارة الموارد البشرية بدور هام باعتبارها حلقة وصل بين الإدارة والموظفين خلال المناقشات والمفاوضات الجماعية، مما يساعد على اتخاذ قرارات تتماشى مع سياسات المؤسسة.
الوظائف الأساسية للموارد البشرية
يمكن للموارد البشرية:
- تنفيذ عمليات الإدارة بفعالية وإيجابية.
- تقديم الحوافز والتعويضات المطلوبة للموظفين ذوي الكفاءة من خلال تقييم دقيق لأداء كل موظف.
- تعزيز الأداء الوظيفي والتنظيمي من أجل تطوير مهارات وكفاءات الموظفين.
- تشجيع الابتكار والإبداع، مما يخلق بيئة تنافسية مميزة بين أعضاء الفريق.
- التحسين المستمر لأداء الموظفين ليتماشى مع الأساليب الحديثة التي تعتمدها المؤسسة.
- تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجالات العمل المختلفة وتدريب الموظفين على استخدامها بفاعلية لتحقيق أهداف المؤسسة.
أهداف إدارة الموارد البشرية
التدريب والتطوير:
تُعتبر عملية تقديم الموارد البشرية فرصة لتحقيق التنمية في مختلف المؤسسات، حيث تساهم في تحديد احتياجات المؤسسة خلال مرحلة التدريب.
بناءً على ذلك، تتولى إدارة الموارد البشرية وضع خطط لبرامج تدريبية ملائمة لكافة متطلبات المؤسسة سواء الخاصة أو العامة.
التوظيف:
يتلخص دور إدارة الموارد البشرية في تحقيق أهداف عملية التوظيف المؤسسية بكفاءة.
حيث يسعى كل فرد لتولي الدور المناسب الذي يتناسب مع قدراته، مما يحتم على قسم الموارد البشرية توفير معلومات شاملة عن المرشحين للحصول على الوظائف واختيار الأنسب وفقًا لمعايير الكفاءة والخبرة.
كما تقوم الإدارة بتوفير فرص عمل للباحثين عن وظائف من خلال الإعلان عن الاحتياجات عبر الإنترنت أو المعارض الوظيفية.
بعد اختيار المرشحين، من الضروري إجراء تقييم شامل لمهاراتهم وخبراتهم لضمان اختيار الأكثر كفاءة.
تعزيز العلاقات بين الموظفين:
يُعنى ذلك بوجود قوانين تحدد علاقات الموظفين والتزامهم بقوانين المؤسسة، مما يساهم في تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص.
لكل موظف واجبات محددة تجاه الشركة، وفي المقابل حقوق تضمن عدم ضياع جهوده.
تقديم الدعم للموظفين:
تقوم إدارة الموارد البشرية بإشراف وتنفيذ برامج تعاون للموظفين، مما يسهم في تحقيق التوازن بين حياتهم الشخصية والمهنية.
كما تلعب دورًا في توفير المرتبات وتبني سياسات ادخار تساعد في دعم الموظف ومكافأته بناءً على جهوده.
تخطيط الموارد البشرية
تخطيط الموارد البشرية هو عملية تهدف لضمان وجود العدد المناسب من الموظفين المؤهلين في الأدوار المناسبة، بما يلبي الاحتياجات الوظيفية.
يعتمد تخطيط الموارد البشرية على تحليل الموارد المتاحة وتوقع الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل.
أيضًا، يساهم التخطيط الفعّال في إدارة الموارد البشرية وتحقيق التوازن المطلوب وفقًا لقوانين العرض والطلب.
يمتاز تخطيط الموارد البشرية باستخدام نوعين من البيانات:
البيانات الخارجية:
تتعلق بالبيئة المحيطة ولا تقتصر على الشركة نفسها.
ومن أهم تلك البيانات:
- العوامل الاقتصادية العامة: حيث تؤثر الكثافة السكانية بشكل مباشر في احتياجات السوق للموظفين، حيث تزداد فرص العمل في المناطق ذات الكثافة العالية، بينما تقل في المناطق الأقل كثافة.
- التطور التكنولوجي: يؤثر بشكل مباشر على نوعية الوظائف والموارد البشرية المطلوبة، مما قد يُلزم بعض الشركات بتقليص عدد موظفيها أو إعادة هيكلة خدماتها.
- التنافس بين الشركات: يعد من العوامل الأساسية التي تؤثر على عملية التوظيف لنفس القطاع.
البيانات الداخلية:
تركز على ما يحدث داخل الشركة.
ومن أهم تلك البيانات:
- خطط الشركة: تتابع إدارة الموارد البشرية تنفيذ خطط العمل الخاصة بمؤسستها، مما يُمكّنها من زيادة عدد الموظفين الأكفاء عند الحاجة.
- تطورات الهيكل التنظيمي: يشمل ذلك التغيرات على سوق العمل وتأثيرها على طبيعة وعدد الوظائف المتاحة.
- التنظيم الداخلي: يتعلق بكيفية إدارة الأعمال داخل الشركة، سواء بشكل مركزي أو لامركزي.