تعد الغزوة الأولى في الإسلام، التي تتكون من سبعة أحرف، من الأحداث البارزة في سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وقعت هذه الغزوة في السنة الثانية من الهجرة، خلال شهر صفر. وميزت تلك الغزوة عدم وقوع أي صدامات أو اشتباكات، حيث تم التوصل إلى اتفاق بين الرسول وبين بني ضمرة من قبيلة كنانة، مما أسفر عن عدم حدوث معارك في تلك الغزوة.
الغزوة الأولى المكونة من سبعة أحرف
-
الغزوة الأولى، التي تتكون من سبعة أحرف، تُعرف بمعركة الأبواء أو غزوة ودان.
- كانت هذه الغزوة هي الأولى للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قادها بنفسه.
- تم التوصل إلى تعهد بين الرسول وبني ضمرة بعدم التعرض له من قبل أي عدو وألا يقوموا بمهاجمته.
- كما تعهد بني ضمرة، بأنه إذا وجه الرسول دعوة لهم لمساندته ضد أي من الأعداء، فسوف يستجيبوا له.
-
وإذا احتاجه الآخرون لمساعدتهم ضد أي ظلما، سيكون حاضرًا لدعمهم.
- وقد أُطلق هذا الاسم على الغزوة نسبةً لقربها من منطقة الأبواء.
- كما سُميت أيضًا بودان بسبب قربها من تلك المنطقة.
سبب حدوث معركة الأبواء
-
نشأت الحاجة إلى هذه المعركة عندما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بوجود قافلة قريش التي كانت ستعبر تلك المنطقة.
- توجهت القافلة برفقة المسلمين لملاقاة قريش في هذا المكان.
- رافق الرسول في هذه الغزوة نحو سبعين من المهاجرين.
- وكان سعد بن عبادة رضي الله عنه موكلًا بشأن المدينة المنورة أثناء غياب الرسول.
-
قبل مغادرتهم تلك الغزوة، ترك المهاجرون ممتلكاتهم وأزواجهم وبيوتهم للقيام بالجهاد في سبيل الله.
- وذلك امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
-
رافق الرسول أيضًا في الغزوة عمّه حمزة بن عبد المطلب.
- حيث كان يحمل لواء المعركة بنفسه.
- وعندما وصل المسلمون إلى بني ضمرة، تم إبرام الصلح وفق شروط لحماية المسلمين.
الأهداف الأساسية لمعركة الأبواء
في السنة الثانية الهجرية، خرج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى بني ضمرة مع المهاجرين لتحقيق أهداف متعددة لدعم الإسلام وحماية المسلمين ومواجهة قريش. ومن أبرز أهداف معركة الأبواء:
- منع قريش من إيذاء المسلمين والتصدي لهم، وتيسير فرص نشر الدعوة الإسلامية.
- ضمان سلامة الرسول محمد خلال رحلاته التبليغية.
- إيصال رسالة لجعل قريش تدرك قوة الجيش الإسلامي.
- حصول تعاون من القبائل اليهودية.
-
توقيع اتفاقيات مع جميع القبائل المجاورة للمدينة المنورة.
- وكان من بين هذه الاتفاقيات تلك التي أُبرمت مع بني ضمرة.
- حيث نص الاتفاق على حماية المسلمين وضرورة الحفاظ على الأمن بين الجانبين.
- رغبة الرسول في اكتشاف طرق تؤدي إلى مكة المكرمة، وهو أمر كان له أثر كبير في نشر دعوته.
عليه، يمكن القول أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين قد نجحوا في تحقيق الأهداف المنشودة من العملية، مما أسهم في تقليل الأذى الذي جلبته قريش والقبائل الأخرى دون الحاجة لخوض معارك أو فقدان المزيد من الأرواح.
ضرورة إبرام الصلح مع بني ضمرة
-
تلقى الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الأذى والمعاناة أثناء دعوته للإسلام.
- وبنتيجة ذلك، كان عدد المهاجرين المؤمنين به قليلًا جدًا في المدينة المنورة.
-
كان من الضروري للرسول أن يوجه رسالته إلى جميع القبائل، ليتركوا عبادة الأصنام.
- وظهرت العديد من المضايقات من قريش وغيرها بهدف منعه من نشر تعاليم الإسلام.
- لذا، كانت هناك حاجة ماسة لمواجهة قريش أو عقد صلح معهم لمساعدة الرسول في تحقيق رسالته.
تابع معنا:
أوضاع المسلمين في المدينة قبل وبعد معركة الأبواء
-
قبل المعركة، واجه المسلمون أشكالًا مختلفة من التعذيب، في المال والأرواح والنساء من قِبل قريش والقبائل اليهودية.
- وبعد إبرام الصلح، تغيرت الأوضاع تمامًا.
- حصل المسلمون على الأمان الكامل من قريش والقبائل الأخرى، حيث اتفقوا على حماية بعضهم البعض.
- وبذلك تمكّن الرسول من التعرف على طرق متعددة تؤدي إلى مكة بعد إبرام هذا الصلح، وتمكن من نشر رسالته بيسر ودون تعرّض لأي أذى.
أوضاع المسلمين في المدينة قبل وبعد معركة الأبواء
-
بهذا يتضح فضل المولى عز وجل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في أول غزوة له.
- فالصلح الذي تم بين المسلمين والمشركين يمثل تأكيدًا إلهيًا لرساله.
- ويُظهر له أنه دائماً معه وسينصره على أعدائه.
- واستطاع الرسول في النهاية تحقيق الرسالة التي بُعث لأجلها على الرغم من التحديات التي واجهها.
- ظل الرسول وأصحابه يواجهون التحديات، لكن بحكمة الرسالة والصلح، استطاعوا متابعة دعوتهم.