تتواجد دولة بوركينا فاسو في قلب غرب إفريقيا، وهي دولة غير ساحلية تتميز بجغرافيتها المتنوعة التي تشمل السافانا والأعشاب في الشمال، بينما تتدرج نحو الغابات المتناثرة في الجنوب. في هذه المقالة، سنتناول الموقع الجغرافي لهذه الدولة.
تاريخ بوركينا فاسو
استقلت بوركينا فاسو، التي كانت مستعمرة فرنسية سابقة، باسم فولتا العليا في عام 1960، وتم اعتماد الاسم الحالي “بوركينا فاسو” في عام 1984، والذي يعني “أرض النقاء”. عاصمتها هي واغادوغو، وتقع في وسط البلاد على بُعد حوالي 800 كيلومتر (500 ميل) من ساحل المحيط الأطلسي.
موقع بوركينا فاسو
- تحاط بوركينا فاسو من الجهة الشمالية والجهة الغربية بدولة مالي، ومن الشمال الشرقي بالنيجر، بينما تحدها بنين من الجنوب الشرقي، وكوت ديفوار وغانا وتوغو من الجنوب.
- تشغل الدولة هضبة متسعة، تميل نحو الجنوب. كما أن الصخور البلورية الأساسية被覆 تشکیل طبقة صخرية تم شقها بعمق بواسطة الأنهار، والتي تشمل الأنهر المهمة الثلاثة: الأسود فولتا (موهون)، والفولت الأحمر (نازينون)، وفولتا وايت (ناكامبي)، حيث تلتقي جميعها في غانا لتشكل نهر فولتا.
- تتميز البلاد بتباين موسمي ملحوظ في تدفق الأنهار، إذ تجف بعض الأنهار خلال موسم الجفاف. الإثني عشر من هضبات الحجر الرملي في الجنوب الغربي محاطة بجرف Bandora الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 150 مترًا، في حين تعاني معظم التربة هنا من العقم.
مناخ بوركينا فاسو
- يتميز مناخ بوركينا فاسو بشكل عام بأنه مشمس وحار وجاف، ويمكن تقسيمه إلى منطقتين رئيسيتين. المنطقة الشمالية (الساحل) تعاني من هطول أمطار شبه قاحلة تمتد من ثلاثة إلى خمسة أشهر في العام، وغالبًا ما تكون غير منتظمة.
- أما في الجنوب، فتتحول الأجواء إلى مناخ استوائي رطب مع تباين أكبر في درجات الحرارة وهطول الأمطار، وزيادة كم الأمطار مقارنة بالشمال.
- يمكن تقسيم المواسم إلى أربعة: موسم جاف وبارد من منتصف نوفمبر إلى منتصف فبراير، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى حوالي 16 درجة مئوية في الليل.
- يتبع ذلك موسم ساخن من منتصف فبراير إلى يونيو مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية، ويصاحب ذلك تيارات هواء جافة محملة بالغبار.
- يستمر موسم الأمطار من يونيو إلى سبتمبر، بينما يمتد الموسم الانتقالي من سبتمبر إلى منتصف نوفمبر، حيث تتراوح كميات الأمطار سنويًا بين 1000 مم في الجنوب وأقل من 250 ملم في الشمال.
الحياة النباتية والحيوانية
- يغلب على الجزء الشمالي من البلاد السافانا، حيث تكثر الشجيرات والأشجار القليلة التي تنمو خلال موسم الأمطار. أما في الجنوب، فتفسح الشجيرات المجال للغابات المتناثرة، وتصبح أكثر كثافة قرب ضفاف الأنهار.
- تشمل الحياة البرية الحيوانات مثل الجاموس، الظباء، الأسود، أفراس النهر، الفيلة، التماسيح، والقردة، إضافة إلى تنوع الحياة الطيورية والحشرية والكائنات المائية في الأنهار.
- تحتضن بوركينا فاسو العديد من المنتزهات الوطنية، منها بو في الجنوب الأوسط، وآرلي في الجنوب الشرقي، ومنتزه “W” في الشرق، على الحدود مع النيجر.
العرقيات واللغات
- العرق الرئيسي في بوركينا فاسو هو مجموعة موسي، حيث يتحدثون لغة النيجر والكونغو في فرع غور، وقد ارتبطوا بالمنطقة لفترة طويلة. وقد تم استيعاب مجموعة من الشعوب مثل جورما والكرسي.
- تحمل المجموعة الأخيرة جذورًا مندي، لكنهم يعتبرون جزءًا من موسى، ولهم لغتهم الخاصة المعروفة باسم مور، بالإضافة إلى شعوب مثل الجوروسي، والسنونو، والبوا، ولوبي.
- توجد لغات المند، التي تشكل جزءًا من عائلة النيجر والكونغو، ويتحدثها مجموعة مثل سامو والماركا وبوسان شي ودي لا. تشكل الشعوب الأخرى مثل الهوسا والطوارق جزءًا من التركيبة اللغوية في البلاد، حيث تُصنف لغاتهم ضمن الأنظمة الأفرو آسيوية.
نسب المسلمين في بوركينا فاسو
يمثل المسلمون أكثر من نصف السكان، بينما يشكل الروم الكاثوليك حوالي خمس السكان، ويتبع السدس الديانات التقليدية، في حين يشكل البروتستانت وغير المتدينين النسبة الباقية. يوجد مقر أسقفية الروم الكاثوليك في واغادوغو، مع العديد من الأساقفة في أنحاء البلاد.
الاتجاهات الديموغرافية
في أوائل القرن الحادي والعشرين، سجلت بوركينا فاسو معدل نمو سكاني سنوي يبلغ حوالي 3 في المائة، حيث كان نحو نصف السكان أقل من 15 عامًا، مع متوسط عمر متوقع يزيد قليلاً عن 50 عامًا، وهو أقل من المتوسط العالمي ولكنه مشابه لدول الجوار.
اقتصاد بوركينا فاسو
- يعمل حوالي 90% من السكان في الزراعة الكفاف وتربية الماشية. أدت الظروف الاقتصادية الصعبة، المحفوفة بالجفاف المتقطع، إلى هجرة واسعة من المناطق الريفية نحو الحضر، بما في ذلك كوت ديفوار وغانا.
- وصل عدد المهاجرين إلى 1.5 مليون شخص، أي حوالي ثلث قوة العمل في البلاد. ولكن في أوائل القرن الواحد والعشرين، أدت الاضطرابات في الدول المجاورة، خاصة كوت ديفوار، إلى صعوبة الحصول على فرص العمل في بوركينا فاسو.
- يعيق تطور الصناعات ببوركينا فاسو حجم الاقتصاد الصغير وغياب منفذ مباشر نحو البحر. ومنذ أواخر التسعينيات، بدأت الحكومة بخصخصة بعض الكيانات الحكومية واجتذاب الاستثمارات الأجنبية.
1. الزراعة
يندرج إنتاج المواد الزراعية ضمن المنتجات الغذائية الأساسية، فيما تُباع المحاصيل الفائضة كمزروعات نقدية. يتم تصدير فائض القطن، وجوز الشيا، والسمسم، وقصب السكر، بينما تُزرع الذرة الرفيعة، والدخن، والذرة، والفول السوداني، والأرز للاستهلاك المحلي.
تُعد تربية الماشية واحدة من المصادر الرئيسية للإيرادات، حيث تشمل المواشي والأغنام والماعز والخيول والبقر والطيور والدواجن.
2. التعدين
تمثل المعادن، مثل المنغنيز والذهب، المصادر الرئيسية للثروة في البلاد. هناك مناجم الذهب في بورا، جنوب غرب كودوغو، وتوجد رواسب أصغر للذهب بالقرب من سبأ ودوري يا لوغو شمالًا.
كما تحوي البلاد على احتياطيات من النيكل، والبوكسيت، والزنك، والرصاص، والفضة، وتعتبر رواسب المنغنيز الموجودة في شمال شرق بوركينا فاسو من أهم الموارد وأحد أغنى مصادر هذا المعدن.
3. التصنيع
تقتصر الصناعات على عدد من المصانع المنتشرة بشكل رئيسي في المدن الكبيرة، وتشتمل المنتجات الرئيسية على المواد الغذائية، والمشروبات، والمنسوجات، والأحذية، وقطع غيار الدراجات.
عملة بوركينا فاسو
عملة بوركينا فاسو الرسمية هي الفرنك، الذي يرتبط رسميًا باليورو. يتم إصدارها من قبل البنك المركزي لدول غرب إفريقيا، التابع للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا، والذي يضم ثماني دول سابقة كانت جزءًا من الاستعمار الفرنسي في إفريقيا.
توجد فروع البنك المركزي في واغادوغو وبوبو ديولاسو، ومن بين البنوك التجارية المملوكة جزئيًا أو كليًا، يُعتبر بنك بوركينا الدولي في واغادوغو أبرزها.