تُعتبر الكتابة وسيلة فعّالة للتواصل بين الأفراد، وتتطلب إلمامًا بعلامات الترقيم وأشكال استخدامها. كما أن الحديث المنطوق يتضمن نغمة وطريقة تعبير تساعد المستمع على استيعاب ما يقصده المتحدث، فإن الكتابة تحتوي على علامات توضح للقارئ نية الكاتب وغرضه. من خلال هذا المقال، سيتم التعرف على علامات الترقيم، تعريفاتها، وأماكن استخدامها.
تعريف علامات الترقيم
تعرف علامات الترقيم في اللغة كما ورد في القاموس المحيط بأنها: “علامات اصطلاحية تُكتب أثناء الحديث وفي نهايته”.
أما في المعنى الاصطلاحي، فهي عبارة عن علامات محددة تُستخدم لتحديد أماكن الفصل، الوصل، والوقف في النص، كما تعبر عن نغمة الصوت عند القراءة، وتساعد على فهم مقصد الكاتب بشكل مختصر.
علامات الترقيم واستخداماتها
تظهر أهمية علامات الترقيم بشكل واضح عند قراءة الجملتين التاليتين: “جاء أحمد.” و”جاء أحمد؟”، حيث يتغير المعنى اختلافًا واضحًا بناءً على علامة الترقيم المستخدمة. وفيما يلي أبرز علامات الترقيم الشائعة:
1- النقطة (.)
تُستخدم النقطة في مواضع عدة منها:
- تستعمل في نهاية الجمل المكتملة معنًى وإعرابًا.
- توضع بعد القوس الثاني أو علامة التنصيص الثانية للإشارة إلى انتهاء الجزء الذي وُضع بين علامات التنصيص، سواء كان جملة كاملة أم لا.
- في نهاية الفقرات المرقمة التي تبدأ بسطر جديد.
- تُستخدم بعد الأحرف أو الأسماء المختصرة مثل: (ق.م) للدلالة على “قبل الميلاد”.
2- الفاصلة (،)
تُرسم الفاصلة بهذا الشكل (،) وتدل على انتهاء فقرة قصيرة. وتستعمل في عدة مواضع منها:
- تُستخدم بين مجموعة من الجمل التي تتكامل لتكوين معنى واحد، مثال: (هذه المدرسة مميزة بين المدارس، طلابها متفوقون ومجتهدون).
- تأتي بين الشيء وأقسامه أو أنواعه مثل: (من علامات الترقيم: الفاصلة، النقطة، الفاصلة المنقوطة…).
- تُستخدم بعد المنادى، مثل: (يا أحمد، افتح الباب).
3- الفاصلة المنقوطة (؛)
تُكتب الفاصلة المنقوطة بهذا الشكل (؛) وتُستخدم في المواضع التالية:
- تستعمل بين جملتين مرتبطتين حيث توضح الثانية الأولى، مثل: (لا أُنتقدك لأني لا أحبك؛ بل من خوفي عليك.).
- تُستخدم بعد جملتين حيث تكون الثانية سببًا للأولى مثل: (اعمل الخير؛ لتحصل على الأجر).
- أو تكون الجملة الثانية نتيجة للأولى مثل: (لا تلبس ملابس خفيفة في الشتاء؛ حتى لا تمرض).
4- النقطتان الرأسيتان (:)
تُستخدم النقطتان الرأسيتان بهذا الشكل (:) ولها عدة استعمالات، منها:
- توضع بين القائل وما يقوله، مثال: (قال أحمد: سأذهب سريعًا).
- تُستخدم بين الشيء وأجزائه، مثل: (عدد أيام الأسبوع سبعة: السبت، الأحد…).
- تُستخدم قبل ذكر الأمثلة التي توضح القاعدة، مثل: (الأفعال ثلاثة: الماضي مثل: جاء، المضارع مثل: يذهب، والأمر مثل: قل).
5- الأقواس وعلامات التنصيص
توجد أنواع مختلفة من الأقواس، منها:
- القوس الهلالي (): لتوضيح فكرة أو عبارة احترازية، مثل: زرت ثالث الحرمين (المسجد الأقصى).
- الأقواس القرآنية: تستخدم للإشارة إلى آية من القرآن الكريم بدلاً من علامات التنصيص.
- الأقواس المعكوفة [ ]: تُستخدم عند كتابة معلومات لا تتعلق بالسياق، وتُستخدم عادة من قبل الباحثين لتجنب الارتباك.
- علامات التنصيص (“ ”): تُستخدم عند الاقتباس نصيًا أو حرفيًا، مثل: (الأخلاق علامة الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن من سلم المؤمنين من لسانه ويده.”).
6- علامتا التعجب والاستفهام
يميل الكثيرون إلى الخلط بين استخدام هاتين العلامتين، وسنوضح استعمالاتهما هنا:
- علامة التعجب (!): تُعرف أيضًا بعلامة الانفعال، وتأتي في الجمل الانفعالية، مثال: (ما أجمل السماء اليوم!)، (هذا الأمر مؤسف جدًا!).
- علامة الاستفهام (؟): تستخدم في نهاية الجملة الاستفهامية، سواء كانت أداة استفهام موجودة أو محذوفة، مثال: (أمطرت اليوم؟) أو (أأمطرت اليوم؟).
في الختام، تم استعراض أهم علامات الترقيم المستخدمة في الكتابة، والتي لا تقتصر فوائدها على اللغة العربية بل تُستخدم في مختلف اللغات، لما لها من أهمية في إيضاح المعاني بطريقة سلسة ومختصرة. لذا، يُنصح بالحرص على استخدامها بشكل صحيح.
