يتناول هذا المقال موضوع أكل الطاووس وموضع حكمه في الإسلام، حيث يُعرف طائر الطاووس، الذي يُكتب أيضًا بالتخفيف “الطاووس”، بأنه ينتمي إلى فصيلة الطيور التدرجية من رتبة الدجاجيات.
حكم أكل الطاووس في “الشيعة”
- أجمع فقهاء الإمامية على تحريم تناول لحم الطاووس، حيث إن هذا التحريم مستند إلى عدد من الروايات المتعددة، التي تشير إلى أن الطاووس يُعتبر من المخلوقات المحرمة عند الشيعة.
- لذلك، يُحظر أكل لحم الطاووس وبيضه، كما أنه يُمنع ارتداء جلوده خلال الصلاة، وكذلك في الاستخدامات الأخرى التي تتطلب الطهارة.
- يرجع سبب تحريم أكل لحم الطاووس إلى تلك النصوص الشيعية التي تحظر أكل كل ما هو من المسوخ، إذ يُعتبر الطاووس من هذه الفئة. وقد ورد في الفقه الشيعي الرضوي ما يشير إلى أن هذه الكائنات تسبب أضرارًا لصحة الإنسان.
- بالإضافة إلى ذلك، هناك نصوص خاصة تشير إلى حرمة تناول لحم الطاووس.
وقد وردت في وسائل الشيعة روايتان تتعلقان بهذا الشأن:
الرواية الأولى
- وقعت على لسان أحد الأئمة الكبار، الإمام أبي الحسن الرضا، حيث قال: “لا يحل أكل الطاووس ولا بيضه”.
الرواية الثانية
- الرواية الأخرى عن الإمام أبي الحسن الرضا أيضًا، تشير إلى أن الطاووس هو مسخ، إذ كان هناك رجل يتمتع بجمال، ونشأ بينه وبين امرأة مؤمنة، ثم وقعت حادثة أدت إلى تحولهما إلى طاووسين: ذكر وأنثى، وبالتالي يُحظر أكل لحم الطاووس وبيضه.
- بينما قال رجل الدين الشيعي، السيستاني، بجواز أكل لحم الطاووس، إلا أن الرأي الشائع بين الشيعة يعتبر وجهة نظره هذه مخالفة للروايات والإجماع.
- فقد اعتبر الباحثون أن اجتهاد السيستاني في هذا الشأن غير ملزم، ولا يُفيد تقليده لأنه يعتبر تشريعًا لما هو محرم.
- بناءً على ما سبق، يُستنتج أن حكم تحريم أكل لحم الطاووس متفق عليه بين فقهاء الشيعة منذ القِدم.
- كما يتضح من الروايات أنه لا يُقبل الاجتهاد في هذا الأمر على الإطلاق.
ملحوظة
ما ذُكر أعلاه يعكس آراء الشيعة بشأن التحليل والتحريم، ونؤكد على أهمية عدم الانسياق وراء الأقاويل بغير علم، ونسعى لتقديم المحتوى بشكل شفاف – نسأل الله تعالى أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
حكم أكل لحم الطاووس في “الإسلام”
- بينما في الإسلام، يُعتبر الطاووس من الطيور التي يُباح أكل لحمها، حيث إن الأصل هو الإباحة.
- ويدل على ذلك ما جاء في القرآن الكريم: “هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً” [البقرة: 29].
- وأيضًا يُعتبر الأصل في الطيور الإباحة، إلا ما تم التحذير منه، كما يُروى عن ابن عباس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى عن أكل كل ذي نابٍ من السباع، وكل ما له مخلب من الطير [رواه مسلم: 3574].
- المقصود بالمخلب هو الأداة التي يستخدمها الطير في الصيد، وبالتالي فإن الطاووس لا يُعد من الطيور الجارحة.
- كما يُعتبر تناول الطاووس مباحًا، لأنه لا ينتمي إلى فئة الطيور الجارحة، ويجدر بالذكر أنه يُمكن تناول الهدهد والخطاف.
تابع أيضًا:
ما يجوز أكله وما لا يجوز أكله في “الإسلام”
- يمتلك تناول الأطعمة النظيفة آثارًا إيجابية على الروح والجسد، بينما تحتوي الأطعمة المحرمة على آثار سلبية مؤذية على النفوس والعقول والأخلاق.
- لذا، فإن الأطعمة التي أباحتها الشريعة الإسلامية تُعتبر خيارًا صحيًا ومفيدًا.