وُلِد ابن رشد، الذي يُعَدّ واحدًا من أبرز الفلاسفة في الحضارة العربية الإسلامية، باسم محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد، ويشتهر بلقب “ابن رشد”.
ترعرع ابن رشد في عائلة تُعَدُّ من أبرز العائلات في الأندلس، حيث كانت تتبع المذهب المالكي.
مكان ولادة ابن رشد
تجدر الإشارة إلى أن ابن رشد وُلِد في مدينة قرطبة بالأندلس في الرابع عشر من شهر أبريل عام 1126 ميلاديًا، الذي يوافق عام 520 هجريًا. ومن المعروف عنه ما يلي:
- كان قاضيًا وفيلسوفًا وفقيهًا وطبيبًا وفلكيًا وفيزيائيًا.
- يُعتبر من أروع الفلاسفة الإسلاميين، حيث قام بحفظ ديوان المتنبي.
- تم تعيينه قاضيًا في مدينة أشبيليه، ومن ثم انتقل إلى قرطبة حيث أصبح قاضيًا بها.
- أُطلِق عليه لقب الشارح الأفضل نظرًا لما قدمه من شروحات مهمة لأعمال أرسطو.
- ألف العديد من الكتب في مجالات متنوعة مثل الطب والفلسفة واللغة والأدب والفقه.
أهم مؤلفات ابن رشد
لقد قدم ابن رشد عددًا كبيرًا من المؤلفات المتنوعة، حيث قام جمال الدين العلوي بحصر 108 مؤلفات له، ولكن لم يصلنا سوى 58 منها بسبب حرق البقية. ومن أبرز مؤلفاته:
- تهافت التهافت، الذي يُعَد ردًا على كتاب الغزالي “تهافت الفلاسفة”.
- شرح أرجوزة ابن سيناء في الطب.
- مناهج الأدلة في الفقه والأصول.
- جواميع كتب أرسطو في الطبيعيّات والإلهيّات.
- أحد أعماله الشهيرة في الفقه “بداية المجتهد”.
- كتاب الحيوان.
- كتاب الكليات.
- كتاب المسائل في الحكمة.
- مؤلف “الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة”.
مكانة ابن رشد في العالم الغربي
نَالَ ابن رشد مكانة بارزة في الغرب بفضل مؤلفاته وشروحاتها التي ساعدت في فهم العديد من المفاهيم. وتظهر هذه المكانة من خلال النقاط التالية:
- اكتسب ابن رشد شهرة في الغرب بفضل الشروحات التي قدمها لأرسطو، حيث كانت هذه الشروحات غير متاحة لأوروبا اللاتينية في تلك الفترة؛ إذ تم ترجمة القليل منها باللغة اللاتينية على يد الفيلسوف المسيحي بوتيوس رغم معرفة جميع مؤلفات أرسطو في بيزنطة.
- درس طلاب جامعة باريس وبعض الجامعات في العصور الوسطى كتاباته رغم هجماته من بعض رجال الدين، سواء كانوا مسيحيين أو يهود.
- أسس المدرسة الرشدية، التي استمرت في التأثير على الفكر الأوروبي الغربي حتى القرن السادس عشر.
- أثرت أفكاره على العديد من الشخصيات مثل جرسونيدوس وموسى بن ميمون من اليهود، وتوما الأكويني من المسيحيين.
التأثير الثقافي لابن رشد
ظهر العديد من مظاهر التأثير الثقافي لابن رشد بعد التعرف على إنجازاته ومؤلفاته، وقد تجلى هذا التأثير في الجوانب التالية:
- كان شخصية محورية في فيلم “المصير” الذي أُنتِج عام 1997 وأخرجه يوسف شاهين.
- سُمِّيَت أول كلية تربية في بغداد باسمه.
- ذُكِر اسم ابن رشد في قصة قصيرة كتبها خورخي لويس بورخيس بعنوان “بحث ابن رشد”.
- ورد اسم ابن رشد في “الكوميديا الإلهية” لدانتي، مما يوضح مدى حب واحترام علماء أوروبا له.
- تَحدث عنه بإيجاز في رواية “يوليسيس” للكاتب جيمس جويس، بالإضافة إلى الشاعر ألامجير هاشمي وموسى بن ميمون.
- ذُكِر دوره أيضًا في مسرحية للكاتب محمد الغزي، التي حصلت لاحقًا على جائزة أولى في مهرجان الشارقة.
وفاة ابن رشد
- اهتم ابن رشد بشكل كبير بمؤلفات أرسطو وزاد من تركيزه على شروحها، حتى أصبح للغرب دور كبير في دراسة هذه الشروحات من خلال ترجماتها إلى عدة لغات.
- هذا الأمر أدى إلى تعرضه للعديد من الضغوط، حيث قطع علاقة الخليفة المنصور الموحدي معه، ونفاه السلطان إلى قرية اليسانة مع تلاميذه.
- وبما أن معظم سكان القرية كانوا يهودًا، فقد قاموا بحرق جميع كتبه، وظل ابن رشد هناك لمدة عامين.
- بعد ذلك، تأكد السلطان من بطلان التهمة المُوجهة إليه فقام بالعفو عنه وانتقل إلى مراكش، حيث عاش هناك لمدة عام حتى وفاته في عام 1198 ميلاديًا، وتم نقل جثمانه إلى قرطبة.