تُعتبر المعادن من العناصر الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في صحة الإنسان، حيث تختلف في طبيعتها وقيمتها الغذائية التي تقدمها.
من المعادن الضرورية للجسم هو الصوديوم، الذي يُعتبر أحد أبرز العناصر التي نكتسبها عبر تناول الأطعمة.
في مقالنا اليوم، نستعرض أهمية الصوديوم لجسم الإنسان.
ما هو الصوديوم؟
يُصنف الصوديوم كمعدن شديد التفاعل ويُعتبر من العناصر الحيوية التي يحتاجها الجسم بشدة.
رغم أنه لا يتواجد في حالته الطبيعية بكميات كبيرة، إلا أن ملح الطعام يمثل المصدر الأكثر شيوعًا للصوديوم.
يمكن اعتبار كلوريد الصوديوم الشكل الغذائي الأكثر شيوعًا للصوديوم، والذي يُعرف عمومًا بملح الطعام.
سنتناول في السطور القادمة أهمية الصوديوم للجسم وآثار نقصه أو زيادته.
كما سنستعرض مصادره الغذائية الرئيسية التي يمكن للجسم أن يحصل عليها بشكل آمن.
أهمية الصوديوم لجسم الإنسان
يلعب الصوديوم دورًا أساسيًا في المحافظة على صحة الإنسان، حيث يُسهم الجسم في عدة جوانب، ومنها:
- يؤثر الصوديوم في تنظيم مستوى السوائل في الدم والمسافة التي تنتقل فيها خلايا الجسم.
- يتحكم الصوديوم في ضغط الدم ووظائف القلب.
- إذا ارتفعت مستويات الصوديوم في الدم، يقوم الجسم بتنبيه الكليتين لإفراز الكميات الزائدة عبر البول أو التعرق.
وتقوم الكليتين بتنظيم نسبة الصوديوم في الدم بالطرق التالية:
- عند شعور الكليتين بنقص الصوديوم في الدم، تقوم بإفراز هرمون الألدوستيرون.
- هذا الهرمون يساعد على احتفاظ الجسم بالصوديوم وطرد البوتاسيوم، مما يقلل من كمية البول.
- عندما تكتشف الكليتين زيادة في الصوديوم، تقوم بعملية معاكسة لطرد الكمية الفائضة خارج الجسم.
مصادر الصوديوم الغذائية
يعتبر الطعام المصدر الرئيسي للصوديوم، خاصة الأطعمة المصنعة.
- يمثل ملح الطعام المصدر الأساسي للصوديوم الذي يُضاف أثناء الطهي.
- كما يتواجد الصوديوم بصورة طبيعية في كرفس، شمندر والحليب.
- تُعتبر الأطعمة المعلبة مثل المخللات والفاصولياء من المصادر الغنية بالصوديوم.
- يُحصل الجسم على حوالي 70% من الصوديوم من الأطعمة المصنعة والمعلبة والأطعمة الجاهزة.
- تُشكل الـ30% المتبقية من المصادر الطبيعية التي تم ذكرها.
كمية الصوديوم المطلوبة للجسم
على الرغم من أهمية الصوديوم، فإن زيادة مستوياته قد تُشكل خطرًا على الصحة.
يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم، مما قد يتسبب في مشاكل صحية حادة للقلب والدماغ.
يتطلب الجسم السليم حوالي 186 ميليجرام من الصوديوم يوميًا.
استنادًا إلى هذا الرقم، حددت المنظمات الصحية القيم التالية:
- حددت المنظمات العالمية كمية الصوديوم على 1500 ميليجرام يوميًا لتفادي المخاطر.
- الحد الأقصى لاستهلاك الصوديوم الصحي لا يزيد عن 2300 ميليجرام يوميًا.
- إن تجاوز هذا الحد قد يؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة مثل ارتفاع ضغط الدم.
- كما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
مع ذلك، إذا زادت كمية الصوديوم، تعمل الكليتين بجد لطرد الكمية الزائدة من خلال البول والتعرق.
اضطرابات الصوديوم في الجسم
مع التقدم في العمر، تميل اضطرابات مستويات الصوديوم في الجسم إلى الزيادة.
قد تؤدي هذه الاضطرابات إلى عدم القدرة على تنظيم توازن السوائل، بسبب:
- انخفاض الرغبة في الشعور بالعطش، حيث يشعر الشباب بالعطش أكثر من كبار السن.
- تغيرات في وظائف الكلى، مما يقلل من قدرتها على استعادة الماء.
- اضطرابات في التبول لدى كبار السن.
- تقل نسبة السوائل في جسم كبار السن، حيث تشكل 45% مقارنة بـ60% في الشباب.
- كذلك، قد يفقد كبار السن الرغبة في تناول بعض الأطعمة، مما يؤثر على مستويات الصوديوم.
- حالات الرغبة في التبول المتكررة قد تؤدي إلى تقليل كميات الماء المأخوذة، مما يعزز اضطرابات الصوديوم.
- تناول الأدوية بشكل مفرط قد يؤثر على مستويات الصوديوم في الدم.
- بعض الأمراض كأمراض القلب والسكري تؤثر سلبًا على وظائف الكلى واستقرار مستويات السوائل.
- أيضًا، ممارسة الرياضة والتناول الزائد للمكملات الغذائية يمكن أن تؤثر على توازن السوائل في الجسم.
متى يُصبح الصوديوم ضارًا؟
هناك بعض النقاط التي تُظهر حالات يصير فيها الصوديوم ضارًا للجسم، ومنها:
- الاستهلاك المفرط للصوديوم، الذي يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
- قد يؤدي إلى حدوث سكتات دماغية، وتبعات خطيرة قد تصل إلى الموت.
- ذوي الفئات الضعيفة من كبار السن أو مرضى معينين قد يعانون من ارتفاع مستويات الصوديوم.
- يشعر بعض الأشخاص بحساسية تجاه الصوديوم، مما يزيد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض.
فوائد الصوديوم
يُعتبر الصوديوم من المعادن الأساسية التي توفر عدة فوائد للجسم، نذكر منها:
- يُسهم الصوديوم بشكل أساسي في تنظيم مستوى السوائل في الجسم.
- يعزز توازن السوائل في الدم.
- يعتبر عنصرًا إيجابيًا للنظام الدوري في الجسم.
- يساعد على نقل الإشارات العصبية بكفاءة، مما يساهم في صحة الجهاز العصبي.
- يؤثر على وظيفة العضلات، حيث يُسهل انقباضاتها وانبساطاتها.
- يُستخدم الصوديوم في إعداد بعض المحاليل الطبية الضرورية بحالات معينة.
- يتواجد بكثرة في الطعام اليومي والأطعمة المحفوظة.
- يُستخدم ملح الطعام كمصدر رئيسي للصوديوم في الأغذية المعلبة.