الحرب العالمية الثانية
تاريخياً، بدأت الحرب العالمية الثانية عندما شنت ألمانيا هجومها على بولندا في مطلع سبتمبر عام 1939. عقب هذا الهجوم، أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا. تنوعت أسباب هذه الحرب وشملت العديد من دول العالم، مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية فادحة.
أسباب الحرب العالمية الثانية
الأسباب المباشرة
- تزايد التوتر في العلاقات بين ألمانيا وفرنسا نتيجة توقيع فرنسا لمعاهدة عسكرية مع الاتحاد السوفيتي، الأمر الذي اعتبرته ألمانيا تهديداً مباشراً لها.
- رغبة هتلر في استعادة المناطق التي فقدتها ألمانيا، بما في ذلك إقليم بحر البلطيق، خاصةً مدينة دانزيك البولندية، متذرعاً بأن غالبية سكانها من الألمان. ومع ذلك، كانت هناك دوافع اقتصادية تهدف للسيطرة على حركة التجارة من خلال تلك المنطقة، مما أدى إلى انتهاك اتفاقية عدم الاعتداء على بولندا.
الأسباب غير المباشرة
- الأزمة الاقتصادية التي واجهتها العديد من دول أوروبا، وخاصة ألمانيا.
- انتهاك هتلر، منذ توليه السلطة في عام 1938، لشروط معاهدة فرساي التي كانت تهدف إلى تقويض القوة العسكرية لألمانيا. قام بتعزيز عدد الجنود، وتطبيق التجنيد الإجباري، وتطوير العتاد الحربي، بالإضافة إلى بناء تحالفات مع كل من إيطاليا واليابان.
- التوسع الياباني في منطقة جنوب شرق آسيا.
نتائج الحرب العالمية الثانية
النتائج المادية
تسببت الحرب في تدمير هائل للمدن والبنية التحتية والقدرات الإنتاجية في أوروبا، مما أدى إلى انخفاض كبير في الإنتاج. وكان من الضروري توفير أموال طائلة لإعادة الإعمار، بالإضافة إلى زيادة ديون الدول الأوربية نتيجة الاقتراض لتغطية نفقات الحرب. وهذه الظروف أدت إلى ارتفاع الأسعار وزيادة فقر الشعوب. في المقابل، استغلت الولايات المتحدة هذه الحرب لتحقيق أرباح من خلال تشغيل قدراتها الإنتاجية وتصدير السلع الغذائية لدعم الجهود الحربية.
النتائج الاجتماعية
أسفرت الحرب عن وفاة عدد كبير من الجنود والمدنيين في الدول المتضررة، وخاصة الاتحاد السوفيتي وألمانيا وإيطاليا ويوغوسلافيا، مما أدى إلى تراجع النشاط السكاني وانخفاض معدلات الولادات.
النتائج السياسية
أثّرت الحرب على موازين القوى العالمية، حيث عُقد مؤتمرا يالطا وبوتسدام بين الحلفاء، ما نتج عنه إعادة تشكيل خريطة العالم بعد الحرب. أدت تلك القرارات إلى توسع مناطق سيطرة بعض الدول الأوروبية مثل الاتحاد السوفيتي وبولندا وبلغاريا وفرنسا، في حين انخفضت أحجام دول أخرى مثل ألمانيا واليابان والنمسا، وتم تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق خاضعة لسلطة دول مختلفة، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد السوفيتي وفرنسا.
كما تم إنشاء عدد من المؤسسات الدولية مثل الجمعية العامة ومنظمة الأمن، ومحكمة العدل الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي، وعصبة الأمم، بغرض معالجة آثار الحرب وتجنب تكرارها مستقبلاً.