تُعَدّ العطور عنصرًا مهمًا في حياة المسلمين، حيث ارتبطت بشتى جوانب الدين والثقافة. في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان يُشجع الصحابة والناس على استخدام العطر، دون الحديث عن الفوائد المرتبطة به. ومع ذلك، العديد من الأفراد لا يعرفون الفوائد العديدة للعطر، ومدى ارتباطه بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. سأستعرض في هذا المقال مجموعة من المعلومات حول العطور وفوائدها.
العطور في السنة النبوية
- كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قدوة في الأخلاق والصفات الحميدة، حيث كانت رائحته الطيبة تُشهر بين الناس، وكان يُترك أثر طيب على من يسلم عليه.
- أخبر العديد من الصحابة أنهم لم يشموا رائحة أطيب من رائحة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- حث النبي صلى الله عليه وسلم على الطيب والتعطر يوم الجمعة، كما جاء في حديثه:
- (من اغتسل يوم الجمعة فأحسن الغسل، وتطهر فأحسن الطهور، ولبس من أحسن ثيابه، ومس ما كتب الله له من طيب أو دهن أهله، ثم أتى المسجد، فلم يلغ ولم يفرق بين اثنين، غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) رواه الطبراني.
- يُعد التطيب من السنن الثابتة والمحببة في حياته صلى الله عليه وسلم، حيث روت السيدة عائشة رضي الله عنها عن حبه للعطر.
- كما قال أنس بن مالك: (حبب إليّ من دنياكم: النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة) رواه النسائي.
شاهد أيضًا:
فوائد العطر
- تتضمن فوائد الطيب الكثير من الآثار الإيجابية، كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الريح الطيبة تشد القلب وتزيد في الجماع».
- تعمل روائح العطور على تعزيز صحة القلب، حيث قد تُظهر الدراسات أن رائحة العطر تُحسن النشاط القلبي، مما يساعد على تقوية عضلة القلب.
أوعية العطر
من أبرز الأوعية المستخدمة لتخزين الطيب:
- العتيدة: وعاء خاص بالطيب.
- اللطيمة: وعاء خاص بالمسك أو قد يُطلق على المسك نفسه.
- القشوة: إناء تُستخدمه النساء لوضع عطراهن.
- الجونة: أداة تُستخدم从 قبل العطار لوضع العطر.
أنواع العطور
- تنقسم العطور وفقًا لمصدرها إلى عدة أنواع، مثل العطور النباتية والحيوانية والعطور التخليقية، وسأستعرض كل نوع على حدة.
العطر النباتي
- تُعتبر العطور النباتية من أفضل أنواع العطور، إذ تتناسب مع البيئة النباتية. يتم استخراجها من عدة أجزاء من النباتات مثل:
- الأوراق، الجذور، والزهور، بالإضافة إلى أجزاء أخرى مثل الأجزاء الداخلية للنبات.
- تتواجد العطور النباتية في أشكال متنوعة، منها الصلبة مثل الراتنجات، والسائلة مثل الصموغ الموجودة في بعض الأشجار.
تابع أيضًا:
النباتات المنتجة للعطور
الزهور
- تشمل الزهور التي تُستخدم في إنتاج العطور كل من الفل، الورد، الياسمين، وزهرة البنفسج.
الأوراق
- بعض النباتات تُستخدم أوراقها لإنتاج العطور مثل النعناع، الريحان، والبقدونس.
الثمار والبذور
- تُستخدم ثمار مثل البرتقال، والبذور كالشمر والفلفل الحلو في إنتاج العطور.
الأخشاب
- تُستخرج العطور أيضًا من الأخشاب، مثل أخشاب الصندل والعود، التي تُعتبر مفضلة في الدول العربية.
الجذور
- يمكن إنتاج العطور من الجذور مثل جذور الزنجبيل والقسط الهندي.
الصموغ
- تُستخدم بعض الصموغ مثل البلسم واللبان في إنتاج العطور.
تُعَد دول حوض البحر المتوسط، مثل مصر وسوريا ولبنان والمغرب، من أشهر المناطق التي تُزرع فيها النباتات العطرية.
العطور ذات الأصل الحيواني
تشمل العطور ذات الأصل الحيواني العطور بقوة رائحتها، حيث تُستخرج من أعضاء معينة في بعض الحيوانات.
تُصنَع هذه العطور بإضافة مواد معينة أثناء التصنيع، ومن الأمثلة على ذلك:
المسك
- يُعتبر المسك من أقوى الروائح وأجملها، حيث يُفضله الكثيرون بسبب ثباته لفترة طويلة.
- كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أطيب الطيب المسك)).
- يمكن تمييز المسك الأصلي بوجود رائحة قوية ولون غامق.
العنبر
- مادة عطرية تُستخرج من أمعاء الحوت، وتتميز بلونها الرمادي.
فأر المسك
- يعيش هذا الحيوان في أمريكا الشمالية، حيث يُصاد للمواد التي يمكن استخدامها في تصنيع العطور.
العطور التخليقية
- ظهرت العطور التخليقية كبديل بعد ارتفاع أسعار العطور الطبيعية.
- هذه العطور تُصنع من مواد مثل البنزين والكحول، وقد استُحدث هذا المجال بفضل تطور الكيمياء.
- أصبح لدينا فرع خاص بالعطور في علم الكيمياء، مما يسهل إنتاج أنواع متعددة من العطور بأسعار معقولة.
اقرأ أيضًا:
التطيب والتعطر للمرأة
- تنقسم حالات التطيب للمرأة إلى اثنتين:
- الأولى: عند تطيب المرأة لزوجها، حيث يُعتبر الأمر مُحببًا ويُعزز العلاقة بين الزوجين.
- الثانية: إذا استعطرت المرأة وخرجت من منزلها، فهذا مكروه وفقًا لقوله صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية).
- هنا يجب التنويه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعني زانية بالمعنى الحقيقي، لكن استخدم هذا التعبير لتشديد الفهم.
- كما ذُكر حديث آخر يمنع وضع العطور عند الخروج، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبًا).