تعددت الآراء حول مكان إقامة سيدنا نوح عليه السلام بعد أن نجا من الطوفان. فقد أشار البعض إلى أن قومه تفرقوا بعد الكارثة، حيث استقر بعضهم في اليمن، بينما انتقل آخرون إلى الهند وبلدان أخرى.
موقع إقامة سيدنا نوح بعد الطوفان
اختلفت وجهات نظر العلماء حول المكان الذي تواجد فيه سيدنا نوح عليه السلام وبقية الناجين من الطوفان، وفيما يلي بعض الآراء:
- أشار بعض العلماء والمؤرخين إلى أن قوم نوح كانوا يقيمون في منطقة الجزيرة بالعراق، وبالتحديد في سهول وادي الرافدين، أي قرب مدينة الكوفة.
- كما أيد علماء الآثار هذه الفرضية، حيث أثبتوا وجود آثار تدل على طوفان هائل حدث في تلك المنطقة.
- هناك من يعتقد أن سفينة نوح قد رست على جبل الجودي، والذي يقع في المنطقة الشمالية من تركيا.
معلومات مهمة حول الطوفان في زمن سيدنا نوح
هناك من يعتقد أن الطوفان الذي شهدته الأرض في زمن سيدنا نوح لم يكن شاملاً لكافة المعمورة، بل كان كما يلي:
- حيث كان مخصصًا للأرض التي كان يعيش فيها قوم نوح.
- ويؤكد البعض أن سكان الصين لم يتعرضوا للغرق.
- دعوة نوح لم تكن سوى لبلوغ قومه، حيث إنه أُرسل إليهم.
- وفي المقابل، يعتقد البعض أن آيات القرآن تشير إلى غرق كل من كان على وجه الأرض.
- فلم ينج أحد من البشر أو الحيوانات، إلا من كانوا مع نوح في السفينة.
- وما يؤكد ذلك هو قول الله تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . ثمَّ أَغْرَقْنَا بَعْد الْبَاقِينَ).
- وقوله أيضًا: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّور قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيل).
أبحاث جيولوجية حول طوفان سيدنا نوح
تشير الدراسات الجيولوجية الحديثة إلى أنه بعد طوفان سيدنا نوح، شهدت حضارات وادي الرافدين القديمة في العراق، بالإضافة إلى التالي:
- تشير التقارير الجيولوجية إلى أن طوفان نوح وقع في شبه الجزيرة العربية.
- حيث بدأت حضارات بلاد الرافدين حين غطى الطوفان معظم الجزيرة العربية.
- وقد حددت التحليلات المختلفة الفترة الزمنية التي وقع فيها الطوفان من 11 ألف سنة إلى 8650 سنة ماضية.
- يُعتبر البحث حول البركان المذكور في القرآن الكريم نقطة استدلال على مكان وقوع الطوفان.
- حيث يُعتقد أن انفجار البركان كان بمثابة بداية الطوفان العظيم، راجعًا إلى تساقط الأمطار بغزارة.
موقع رسو سفينة نوح عليه السلام
وورد في القرآن الكريم أن سفينة نوح استقرت على جبل الجودي، كما جاء في الآية الكريمة التالية:
- (وَقِيلَ يَا أَرْض ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقضِيَ الأَمْر وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
- تعددت الآراء حول موقع جبل الجودي، ومن بينها:
- بعض العلماء توصلوا إلى إدراجه في مدينة الموصل، كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه والضحاك أحد علماء التفسير.
- تذهب رواية أخرى إلى أنه يقع في الجزيرة، حيث أشار مجاهد وقتادة إلى قربه من الموصل.
- وبعض الآراء تنسبه إلى ناحية آمد في ديار بكر، وفقًا لرأي الزجاج.
- كما يُحتمل أن يكون جبل الجودي في منطقة جنوب أرمينية، وصولاً إلى جزيرة ابن عمر قرب نهر دجلة في العراق.
- هكذا، يتضح لنا موقع إقامة سيدنا نوح بعد الطوفان.
قصة سفينة نوح عليه السلام
عندما جاء أمر الله لقوم نوح وكانت بوادر العذاب قد ظهرت وانفجرت الينابيع، وسقط المطر بغزارة، حدث ما يلي:
- قام سيدنا نوح بسرعة بفتح باب السفينة، ودخل فيها كل من آمن برسالته، كما حمل من كل نوع من الحيوانات زوجين اثنين.
- وذلك لضمان استمرار الحياة على وجه الأرض.
- امتلأت السفينة بكل من آمن بالله من قوم نوح، بالإضافة إلى غيرهم من الحيوانات، وتجاوزت المياه كل حدود.
- استمر المطر بالهطول، وتصاعدت مياه الينابيع، مما أدى لارتفاع الأمواج وغرق اليابسة.
- وبلغت الأمواج ذروتها إلى أن غرق كل من لم يركب السفينة مع نوح.
- جرت السفينة وسط الأمواج العاتية واستمر الطوفان لفترة من الزمن.
- حتى أمر الله بتوقف الأمطار وابتلاع الأرض للمياه، واستقرت السفينة على جبل الجودي.
- كان من بين الذين غرقوا من الكافرين زوجة وابن نوح، حيث لم يؤمنوا برسالته.
- كما جاء في قول الله تعالى: (ضَرَبَ اللّٰهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا .)
- وتكملة الآية: (فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللّٰهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).
- ورد في القرآن أيضًا أن: (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَب مَعَنَا وَلا تَكُن مَعَ الْكَافِرِينَ .)
- وتكملة الآية: (قالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعصِمُني مِنَ الْمَاءِ).
وتكملة الآية توضح: (قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِن أَمْرِ اللّٰهِ إِلّا مَن رَحِمَ، وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).
- وتكملة الآية: (قالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعصِمُني مِنَ الْمَاءِ).
