قصائد الحب للشاعر فاروق جويدة

في نور الحب

لقد أصبحتَ كعبةً في قلبي يزورها

الناس من كل أنحاء الأرض

وصغت حبي لك نشيداً

يتراقص كأشعة الشمس

كم احتضنتك عيوني بشوقٍ

وكم أحضرتك بذراعي في لحظات الهُيام

وما زالت ظلال قلبي تتجول حولك

وفي عينيك كم أبحرت أفكاري

عدتُ إلى كعبتي فوجدت النعاس حاملاً قبرة

ومعها زهور تتلاعب بها الأفاعي

أمرتني بالحب فترة طويلة

والآن أجد نفسي أهرب من الضياع

في عينيك تكمن كلماتي

قالت: ستنساني يوماً

وتنسى أني منحتك يوماً

نبض قلبي وإحساسي

وعشقت قلباً آخر

وهجرت دفء شواطيء أحلامي

وجلسنا كما اعتدنا

لنستمع لبعض ألحاني

ولا تأبه بأحزاني

ويسقط كالأحلام اسمي

والعنوان يحيرني في الذكريات

تسأل.. يا عمري

هل كنت يوماً تهواني؟

فقلت: حبك هو إيماني

ومغفرتي وعصياني

أتيتك، والمنى تتبقى

بين أحضاني

ربيع قد مات طائره

على أنقاض الحديقة

رياح الحزن تعصرني

وتتلاعب بأفكاري

أحبك واحة خالصة

تحتضن غيومي وأحزاني

أحبك نسمة تنعش

صمت العالم.. ألحاني

أحبك شغفٌ يسري

تشعل نار بركاني

أحبك أنت، يا أملي

كالضوء الذي يلقاني

أميت الحب عشاقه

وحبك أنت عيوني

ولو طلبت مني وطناً

لقلت إن حبك وطني

ولو نسيتك يا عمري

لن ينساني قلبي أبداً

إذا ضعت في درب

ففي عينيك تكمن كلماتي

في حضرة الحسين

في الأفق تسقط دمعتان

والقلب ينبض بين وحدتي

فتسرب روحان

وحبيبتي وسط الزخم كنجم

مهزومة من الشوق

غصن انكسرت عليه رياح الزمن

الأرض ضاقت بنا

وأصبح للعشاق مكانا متوارياً

قلبي يحتضن بين جروحي بقايا أمل

همستُ في صمتي: هل ما زلت تحتفظ بالأمل؟

حلم ضائع ضل الطريق في خريف

اليأس يتخطفه وسط الدروب المخيفة

وحبيبتي نور حزين خلف قضبان الظلال

وربيعها المنكس عانى من ضياع الأحلام في ليالي الظلم

عمر خذل درب الحزن

حلم يتلاش خلف المحال

وحملت قلبي بصمت

والدمع نار تشتعل في الجفون

الحلم بلا أطراف

وأنا أتكتم على دمعتي

همست عيون حبيبتي:

لنذهب معاً لنعرض شكاوانا.. للحسين..

كلما ضاق الزمان

أو غاب عني الصبر أو انطفأ الأمان

هل رأيت حبيبتي؟

جئنا نشكو الأحزان في زمن الوهن

كل ما نريده هو منزل يُجمع شملنا

وفي كل درب تتبدد الأحلام يتلاشى الدفء

ويمضي العمر عابراً عبر الطرقات

نسأل يا زمن الجهل والكفر

بالله، متى ستشفى؟

جئنا مجددًا لتقديم شكاوانا

بين الطريق يستريح عشاق المدينة

الأبناء تنمو كالأعشاب في آبار السنين

نستريح بالأشواق في أعطاف العمر الحزين

على دموع الطريق نضع الهموم

ما أطول الأحزان في عمر الحائرين الضائعين

قدَر خلالنا جاءت بنا

دون أن نملك خيارات في مصائرنا

نعيش.. نحب.. نزرع الأحلام في أرض الأمل

ننسى ونبتعد عن الآلام المتجذرة في دمائنا

نقابل فرح الغريب عند مدخل بيتنا

ومع بسمة أجمل الأيام ينهار حلمنا

وإذا سألت الناس يوماً عن رواية حياتنا

قالوا بصوت مملوء بالخوف:

قدَر جاءت بنا

قدَر جاءت بنا

جئنا لسؤال الله

لماذا كتبت علينا الحب يا رب

إذا كان الفراق دائماً نداء بيننا؟

ما عدت أرى في الحياة مكاناً يجمع الشمل

يعطينا الأمان.. أو الأمل

جئنا للتساؤل

هل نشكو قدَرنا

أم نشكو أوطاننا

أم نشكو أحلامنا

أم نشكو أيامنا

أم يتكرر السؤال؟

فإذا صوت ينادي من بعيد

وحبيبتي كالنور تسأل: هل ترى خبر سعيد؟

هل نستطيع جمع الشمل والحب الضائع

ما زلت أحلم رغم طول اليأس ببيت جديد

الصوت يرتفع في المدفن

شيخ يصرخ

هيا، انتهى وقت الزيارة

الصوت يعلو في المدفن

هيا، انتهى وقت الزيارة للمدفن

الحلم بين يدي سجين

الحلم بين يدي سجين!!!

وما زال عطرك عالقًا

وإن أصبحت ليلاً.. كئيباً في ظلالك

فما زلت أعشق فيك ضوء النهار..

وإن مزقتني رياح الخيانة..

فما زال عطرك يتمسك بي كمرجع

أدور في قلبي بين البيوت

لكن قلبي يرفض كل الأماكن

فلا الشاطئ كان لي أمانًا للجراح

ولا القلب انحنى لجمال البحار..

فما زال يتغنى.. فيك النهار..

عيناك أرض لا تخون

ما زلت أبحث عن عينيك فبيننا أمل حديث

أنا شاطئ أخذ الدموعطلها

أنا زورق من أحلام بعيدة

أنا ليلة مبهرة بسحرها

عمر الحياة يقاس بالسعادة

ولتسألي عينيك أين ذهبت أضواؤها؟

ستقول في ألم انطفأت.. تحولت لثلج

وستظل أبحث عن عينيك خلف جدران الحياة

ويبقى في قلبي سؤال حائر

إذا ثار الغضب بحراقة الشفاه

كيف تنتهي أحلامنا؟

قد تسيطر الأقدار يوماً على حبنا

وتفرق الأيام جابرًا ملتنا

أو تعزف الأحزان لحناً

من بقايا.. جرحنا

ويمر عام.. ربما عامان

أزمنة تخنق طريقنا

ويبقى في عينيك موطنا قديماً

نلقي عليه ثقل السفر في زمن قاحل

عيناك موطننا القديم، رغم تشتت أيامنا

ليلاً يطارد في ظلام

سيبقى في عينيك شيء من الرجاء

أن يعود الإنسان إنساناً

يغطي جروحه، يغسل نفسه يوماً ويرجع للنقاء

عيناك مثوى قديم

وإن غدونا ضائعين بلا وطن

فيها عشقت العمر مليئًا بأحزان وأفراح

ضياعًا أو استقرارًا

عيناك في شعري خلود

يَعبر الأبعاد.. يعصف بالزمان

عيناك معي في الزمان

ومع ذلك، غدوت بلا زمن

قد نلتقي

أتعتقد أن يأتي الربيع ونلتقي؟

ونعيش (مارس) في حلم مشمس؟

قد نلتقي يا حبي المجهول رغم الوداع

كي نغرس الأحلام في مطحنة الزمان..

ستزهر الآمال من بين دموعنا

لا تجزعي..

لا تجزعي إن كانت الأيام قد عصفت بنا

فغدًا يعود لنا الملتقى

وتعود الطيور إلى الأعالي

سكرى تحلق في السماء

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *