أساليب العلمانية وأنواعها

أنواع العلمانية

تتنوع أشكال العلمانية وتختلف تبعًا لمبادئها واهتماماتها، ويمكن تصنيفها كما يلي:

العلمانية الاجتماعية الثقافية

  • تعتبر العلمانية الاجتماعية الثقافية من أكثر الأنواع شيوعًا، حيث تهدف إلى تقليل اهتمام الجمهور بالدين.
  • كما تسعى إلى إبعاد الناس عن مظاهر الحياة الدينية وتوجيههم نحو الحياة المدنية، لتحقيق الغرض الأساسي من هذا النوع وهو تعزيز الحياة المدنية.

العلمانية السياسية

  • تسعى العلمانية السياسية إلى جعل الحياة المدنية مستقلة عن التأثيرات الدينية، حيث تفصل الدولة بين الدين والسلطة.
  • هذا النوع لا يرتبط بالإلحاد أو الخروج عن الدين، بل يعامل الأمور المدنية بشكل مستقل عن الدين لتعزيز الحياة المدنية.

العلمانية الفلسفية

  • تشير العلمانية الفلسفية إلى مجموعة من الأفكار والمعتقدات التي تنتقد السلطة الدينية، في سعي لإتاحة الفرصة للحرية والمشاركة العامة.

أصول نشوء العلمانية

تثير جذور العلمانية وظهورها تساؤلات عديدة، ومنها: متى ظهرت وكيف تطورت؟

  • العلمانية مفهوم ابتكره الكاتب البريطاني “جورج هوليواك” في عام 1851م، حيث دعا إلى فصل الدين عن الدولة دون اعتراض من السلطات الدينية.
  • كما يمكن العثور على مفاهيم العلمانية في عدة حضارات وأعمال الفلاسفة والمفكرين القدماء.
  • اعتبر الفيلسوف الهندي “شارفاكا” أن التفكير المباشر والاستدلال الشرطي هما طرق المعرفة الرئيسية بعيدًا عن الدين.
  • ظهرت العلمانية في اليونان القديمة لأول مرة في مجالات الفلسفة والسياسة، حيث عادت مرة أخرى خلال عصر النهضة والإصلاح.
  • من أبرز الفلاسفة الذين ساهموا في نشر العلمانية جان جاك روسو، باروخ سبينوزا، جيمس ماديسون، توماس جيفرسون، توماس باين، وجون لوك وآخرون.
  • أحد الأسباب الرئيسية لنشوء العلمانية هو تدخّل الكنيسة في العديد من الشؤون الاقتصادية والسياسية، مما جعلها سلطة تتطلب الامتثال لأحكامها. وفي هذا السياق، عانت الأفراد من المحاكمة بسبب أفكارهم، مما ساهم في انتشار مبادئ العلمانية في نهاية القرن العشرين.

المبادئ الأساسية لفهم العلمانية

تستند أنواع العلمانية إلى مجموعة من المبادئ التي تسعى إلى حماية الحريات لضمان الوصول إلى مجتمع مدني ديمقراطي. نذكر منها:

  • المبدأ الأول: المساواة بين الأفراد بغض النظر عن معتقداتهم الدينية، لضمان عدم وجود سلطة أو تفضيل لأحد على الآخر.
  • المبدأ الثاني: السماح بممارسة الدين والعقائد بكافة توجهاتها، دون إيذاء الآخرين أو إقناعهم بتغيير معتقداتهم، مما يساهم في حماية الجميع.
  • المبدأ الثالث: فصل الدين عن الدولة والحكومة، مع إمكانية ممارسة جميع المعتقدات الدينية بشرط ألا تسود ديانة على أخرى، هذا المبدأ يحافظ على التوازن بين المؤمنين وغير المؤمنين.

أهمية العلمانية في المجتمع

قد لا يصدق بعض معارضي العلمانية الفوائد العديدة التي تُحققها هذه المفاهيم في صالح المجتمع، وهذه الفوائد تشمل:

رعاية الأقليات وحمايتها

  • تساهم العلمانية في حماية الأقليات التي تواجه الاضطهاد الديني نتيجة عدم وجود جهة سلطوية مسيطرة.
  • كما تعمل على منح هذه الأقليات جميع الحريات دون قيود.

تعزيز الروابط المجتمعية والهوية

  • تسهم العلمانية في تعزيز الترابط بين كافة الأطراف في المجتمع من خلال تثقيف الأجيال الجديدة بأسلوب منطقي وعادل.
  • هذا يساعد في حماية الأفراد من العنف أو الاستهداف بسبب معتقداتهم، مما يحمي الأطفال من تلقي معاملة قاسية وفقًا لمعتقدات معينة.

الأهداف الرئيسية للعلمانية

توجد عدة أهداف يراد تحقيقها من خلال العلمانية وتعبر عن توجهاتها، ومنها:

  • تعزيز مبدأ التسامح والقبول بالاختلافات في الآراء والمعتقدات.
  • توفير حرية التعبير والتفكير، المرتبطة بالشؤون السياسية.
  • تطوير حقوق الأفراد والأقليات، بدلاً من التركيز على مجموعة واحدة من الجماعات الدينية.
  • تحقيق المساواة بين الأفراد فوق كل اعتبارات السلطة والقانون.
  • تأكيد الديمقراطية والمحافظة عليها بين الأفراد.

العلمانية في سياق الإسلام

  • يعتقد العديد أن العلمانية تعني عدم الإيمان بالله، بينما هي ليست عقيدة دينية بل تتعلق بأسلوب التفكير الديمقراطي.
  • العلمانية تطالب بفصل الدين عن الدولة، مما يمكن من تحقيق المساواة بين الجميع واستعادة الحقوق والحريات بدون أي هيمنة.
  • ورغم أن بعض اللادينيين أو الملحدين قد يدعمون العلمانية، إلا أنها لا تروج لعقائد أو أقليات معينة وتستهدف تحقيق الحريات الشاملة في السياسة والدين والتعليم.

أمثلة على التفكير العلماني في الدول

  • يوضح مفهوم العلمانية اهتمامها بتحقيق المساواة بين الأفراد بغض النظر عن الدين أو العرق، كما هو واضح في الدول التي اتبعت أحد أشكال العلمانية، مثل أستراليا.
  • اتبعت أستراليا العلمانية الاجتماعية الثقافية، حيث يوجد تنوع كبير من الآراء داخل المجتمع مع دعم الدولة للجميع على حد سواء.
  • تدعم أستراليا جميع الأديان والعرقيات، لكنها في المقابل لا تؤيد نوع معين من العلمانية الذي يقضي بفصل تام بين الدين والدولة في المجال العام.
  • أيضًا، لا تدعم أستراليا نوع العلمانية الآخر، حيث أن نسبة 68.3% من السكان ينتمون إلى ديانة معينة، بينما النسبة المتبقية تعتنق المسيحية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *