صلاح الدين الأيوبي يعد من أعظم القادة المسلمين في التاريخ. تعتبر قصة حياته مهمة للغاية للوالدين الذين يرغبون في تقديم معرفتهم لأطفالهم، خاصة بسبب دوره البارز في تحرير المسجد الأقصى. عبر موقعنا، سوف نقدم لكم السيرة الذاتية لصلاح الدين الأيوبي. يمكنكم تحميل نسخة PDF من المقال هنا.
أصول صلاح الدين الأيوبي
وُلِد صلاح الدين الأيوبي في عائلة كردية وعريقة تنتمي إلى قبيلة الروادية، التي تُعد واحدة من أبرز القبائل الكردية. تمكنت هذه العائلة من السيطرة على السلطة في المناطق الممتدة من الشام إلى مصر، وقامت بتأسيس دولة الأيوبيين. وُلِد صلاح الدين في ليلة هامة، حيث تم اغتيال عمّه، مما تسبب في قلق والده الذي فكر في قتله عند مغادرتهم المدينة، إلا أن أتباعه نصحوه بعدم القيام بذلك، مؤكدين أن الفتى سيكون له مستقبل مشرق.
طفولة صلاح الدين الأيوبي
نشأ صلاح الدين الأيوبي في بيئة تعليمية متينة، حيث تلقى تعليمه في المدارس القرآنية واهتم كثيراً بالعلوم والفنون. كانت تعاليم الإسلام والقيم الأخلاقية تشكل ركيزة أساسية في شخصيته، مما ساعده على فهم العدالة والشجاعة بشكل عميق. كما قضى جزءًا من حياته في دراسة الأمور الدينية والعسكرية، وهو ما كان له دور بالغ الأهمية في بناء شخصيته، حيث أعده بشكل ممتاز لتحمل المسؤوليات الكبيرة كقائد عسكري محترف.
الإسهام العسكري لصلاح الدين الأيوبي
بدأ صلاح الدين مسيرته المهنية بالانضمام إلى عمه، أسد الدين شيركوه، الذي كان قائدًا عسكريًا تحت إدارة نور الدين. شارك صلاح الدين في ثلاث حملات عسكرية برفقة عمه، ومن ضمنها الحملة التي كانت في مصر عام 1169 ميلادية، والتي تهدف إلى منع سقوطها بيد الفرنجة. وفي خضم صراع مركب، نشبت مواجهة بين ملك القدس الأول وشيركوه وشاور، وزير الخلافة الفاطمية في مصر. بعد وفاة شيركوه واغتيال شاور، تولى صلاح الدين قيادة القوات السورية في مصر حينما كان في الواحد والثلاثين من عمره.
ميزات صلاح الدين الأيوبي
تمتاز شخصية صلاح الدين بعدة صفات إيجابية، ومنها:
- كان حكيمًا في حكمه، واشتهر بالتسامح والمعاملة الإنسانية مع الجميع، بما في ذلك غير المسلمين.
- عُرف بشغفه للعلم، حيث كان دائم البحث عن المعرفة في شتى المجالات.
- كان يعيش بتقشف، فكان مُقِلًّا في طعامه وملبسه، وسيّالًا للكرم تجاه المحتاجين.
- اتسم بالتقوى والورع، حيث كان يحب صلاة الجماعة ويتقرب من القرآن الكريم.
- عُرف بشجاعته وبسالته في المعارك، حيث أبدع في جميع المنازلات التي شارك فيها.
تحرير مدينة القدس على يد صلاح الدين الأيوبي
بعد انتصار جيش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين، رأى أنه ليس من الضروري الانقضاض مباشرة على القدس، بل يجب أولًا تحرير المدن الساحلية، ثم التوجه نحو القدس في المرحلة النهائية. بدأت الخطوات بتحرير عكا، حيث قوبل السكان برفض الاستسلام، مما أدى إلى نشوب معركة انتهت بانتصار المسلمين، حيث تم تحرير الأسرى المسلمين واستعادة الثروات الموجودة في المدينة.
صلاح الدين في بيت المقدس
عندما وصل صلاح الدين إلى بيت المقدس، نجح في إضعاف قوة جيش الصليبيين، الذي لم يتجاوز عددهم 1400 جندي في المدينة. وقد غادر بعض فرسان الفرنجة المدينة مسبقًا. وعندما أدرك الصليبيون خطورة الوضع وعجزهم عن مواجهة المسلمين، قرروا الاستسلام وطلب الأمان.
رحيل صلاح الدين الأيوبي
توفي صلاح الدين الأيوبي في دمشق عام 589 هجريًا عن عمر يناهز 57 عامًا، وذلك بعد تعرضه لمرض الحمى الصفراء عقب عودته من توقيع معاهدة الرملة مع ريتشارد قلب الأسد. وتم دفنه في قلعة دمشق بالقرب من الجامع الأموي.
تعتبر شخصية صلاح الدين الأيوبي واحدة من الشخصيات التاريخية العظيمة، حيث برز كحاكم عادل وقائد شجاع ترك أثرًا كبيرًا في تاريخ المنطقة، محققًا تحرير العديد من المدن من قبضة الصليبيين. نشارككم قصة صلاح الدين الأيوبي لتقدير جهوده البارزة.