قصيدة البوصيري في مدح الرسول الكريم مع الشرح الكامل

تُعتبر قصيدة البوصيري في مدح الرسول من أجمل القصائد، حيث تستقطب هذه القصيدة اهتمامًا واسعًا من قبل عشاق الأدب والشعر. تعود شهرة الشاعر البوصيري إلى تميزه في كتابة الشعر الجميل، وإتقانه فنون البلاغة بشكل رفيع. ولهذا السبب، يقدم موقعنا تفسيرًا مفصلًا حول قصيدة البوصيري ليمكّن القراء من إدراك جمال معانيها.

قصيدة البوصيري في مدح الرسول

تُعتبر قصيدة مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم – من أبرز أعمال الشاعر شرف الدين البوصيري، حيث تأثر بها العديد من الشعراء الذين أتبعوا نهجه. سنتناول في السطور التالية شرحًا مفصلاً للقصيدة:

1- ذكر رسول الله

يقول الشاعر البوصيري:

أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ

مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدمِ

أمْ هبَّتِ الريحُ من تلقاءِ كاظمة ٍ

وأوْمَضَ البَرْقُ في الظلْماءِ مِنْ إضَمِ

في بداية القصيدة، يتحدث الشاعر مع نفسه، معبرًا عن حزنه العميق عند تذكره للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في مكان بين مكة والمدينة، مما يجسد مشاعره الجياشة.

2- الشوق إلى رسول الله

ثم يواصل الشاعر حديثه قائلاً:

فما لعينيكَ إن قلتَ اكففا هَمَتا
ومَا لِقَلْبِك إنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ
أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أنَّ الحُبَّ مُنْكتِمٌ
ما بَيْنَ مُنْسَجِم منهُ ومضطَرِمِ

يتعجب الشاعر من تأرجح عينيه بين الرغبة في التوقف عن البكاء، وازدياد تلك الدموع، وكذلك قلبه الذي يظل مستمرًا في الشوق والحنين إلى أفضل خلق الله، مدركًا أن العاشق لا يملك السيطرة على مشاعره.

3- الشوق الشديد إلى أهل الدار

ويواصل الشاعر مدح الرسول بقوله:

لولاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ
ولا أرقتَ لذكرِ البانِ والعَلم
فكيفَ تُنْكِرُ حُبَّا بعدَ ما شَهِدَتْ
بهِ عليكَ عدولُ الدَّمْعِ والسَّقَم

يستمر الشاعر في التعبير عن شوقه لرسول الله، بالإضافة إلى أهل العلم في الجزيرة العربية، حيث تواصل عينيه ذرف الدموع شوقًا لهم، مما جعله يصاب بالأرق بسبب التفكير فيهم.

4- حرمان النوم

يتحدث الشاعر عن السبب وراء حرمانه من النوم والإصابة بالأرق، قائلًا:

نعمْ سرى طيفُ من أهوى فأرقني

والحُبُّ يَعْتَرِضُ اللَّذاتِ بالأَلَمِ

يا لائِمِي في الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَةً

منِّي إليكَ ولو أنصفتَ لم تلُمِ

يعترف الشاعر بأنه يعاني من الأرق بسبب حبه العميق لمكة وأهلها، وذكرياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم، مؤكداً أنه لا يمكن لأحد أن يلومه على مشاعره.

5- الشبه بين الإنسان والطفل

يشبه الشاعر نفسه بالطفل الصغير المحب لأمه، قائلاً:

والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على

حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
فلا تَرُمْ بالمعاصِي كَسْرَ شَهْوَتِها
إنَّ الطعامَ يُقَوِّي شهوة َ النهمِ

يشعر الشاعر بأنه كطفل لم يُفطم بعد، ويتذكر نفسه بأهمية التغلب على الشهوات من أجل الاقتراب من الله، حيث أن حب الشهوات قد يقود إلى الهلاك.

تعتبر قصيدة البوصيري في مدح الرسول من أروع القصائد التي عبرت عن حب أفضل خلق الله. إن هذه القصيدة تمثل نهجًا للكثير من الشعراء، الذين اتبعوا نفس الإيقاع والوزن. ومن الجدير بالذكر أن الشاعر شرف الدين البوصيري يعد من الشعراء المصريين المتميزين.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *