تُعَدُّ قيمة الإحسان محوراً أساسياً في حياة الأفراد والمجتمعات، إذ يُعتبر الإحسان سمةً تحظى بتقدير كبير، حيث أن الشخص المتسم بهذه الفضيلة يُحظى بمكانة مرموقة عند الله وعند الناس على حد سواء. وقد وُصِف الإحسان بأنه يشبه الأصل التجاري الذي يعود نفعه على البائع والمشتري.
الدور الحيوي للإحسان في حياة الأفراد والمجتمعات
تأثير الإحسان على الفرد
يساهم الإحسان بشكل كبير في تعزيز جودة حياة الأفراد، ومن أبرز الفوائد التي يحققها هي:
- يستفيد المحسن من غض الله وعونه في مختلف مجالات حياته، مما يمنحه الطمأنينة ويزيل عنه الهواجس.
- يتلقى المحسن نعمة محبة الله، كما ذكر في القرآن الكريم: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
- ينال المحسن جزاءً عظيماً وثواباً من الله، مما يعود عليه بالخير والأمان.
- يتمتع المحسن بقرب الله، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
- يساهم الإحسان في تطهير النفوس وإزالة سوء الفهم، مما يؤدي إلى راحة القلب والعقل.
- يعزز الإحسان من انشراح الصدر ويضفي شعوراً بالسكينة والطمأنينة.
- يجني المؤمن ثمار الإحسان من خلال استحقاق دخول الجنة وكسب رضى الله تعالى وزيادة البركة في المال والأهل.
- يُعدُّ التعامل بالإحسان من أهم الأعمال الصالحة، مما يُسجل له أجر عظيم عند الله ويجعله في رحمة الله.
أهمية الإحسان للمجتمع
- يساهم الإحسان في تقوية أواصر المجتمع ويوفر له دعامة قوية، مما يعزز تكافل المجتمع.
- يعمل الإحسان على حماية المجتمع من الانهيار والفتن، مما يساعد في تجنب الآفات التي تضر به.
- يُعتبر الإحسان من الركائز الأساسية التي تسهم في استمرار وتطور البشرية، مما يؤدي إلى انفتاح المجتمع ورقيه.
- يُمثل الإحسان دعماً فعّالاً في جهود التنمية، حيث يعزز روح التعاون ويقوي الروابط بين الأفراد.
معنى الإحسان
- تعني مراقبة الشخص لله في السر والعلن، والسعي لفعل الخير وابتغاء مرضاته.
- يُعتبر الإحسان قيمة أساسية يجب على كل مسلم الالتزام بها، كما ورد في توصيات الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله كتب الإحسان على كل شيء…”، وهو رواية مسلم.
- ذُكِر الإحسان في القرآن الكريم كصفة من صفات الله، حيث أبدع الله الإنسان في أحسن صورة، كما قال تعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾.
- وصف الله نفسه بالإحسان، فقال: “أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا”.
كما يمكنكم التعرف على:
أنواع الإحسان
تتعدد أنواع الإحسان، ويجب على الإنسان الإلمام بها لما لها من أهمية عظيمة في تفاصيل الحياة:
الإحسان في العبادة أو الإحسان إلى الله
- يتمثل في استشعار وجود الله في كل الأوقات، والابتعاد عن المعاصي.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.”
الإحسان إلى الوالدين
- يكون بالبر والطاعة، ومعاملتهما برفق واحترام.
- قال تعالى: “وقضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
- الإحسان إلى الأقارب يتضمن تعزيز صلة الرحم والتواصل الجيد معهم.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه، فليصل رحمه”.
- تظهر كرم المسلم بالتصدق على ذوي رحمه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة”.
الإحسان إلى الجيران
- يتمثل في إكرامهم وعدم إيذائهم ومساعدتهم في الأوقات الصعبة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه”.
- يعتبر الإحسان إلى الجار دليلاً على كمال الإيمان.
الإحسان إلى المحتاجين
- يشمل مساعدة الفقراء بالصدقة والدعم بناءً على النية الخالصة لله تعالى.
- قال تعالى: “قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى”.
الإحسان في العمل
- يتطلب إتمام العمل بإتقان، وتعزيز الجهد في كل مهمة.
- الإحسان في القول يعني الحديث بشكل طيب والحذر في اختيار الكلمات.
الإحسان إلى النفس
- يتجلى في تطهير النفس من الذنوب والمعاصي.
- قال تعالى: “إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ”.
الإحسان في القول
يتمثل في ضرورة التفكير قبل التحدث، والتعبير بلطف وذوق.
الإحسان في القرآن الكريم
- يظهر الإحسان في مواضع مختلفة، حيث يقول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ”.
- تحتوي آياته على بشارات للمحسنين الذين تركوا الذنوب، مبشرين برعاية الله وحمايته.
- قال الله تعالى: “وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ”.
- توجد أيضاً آيات تدل على العلم بالمزيد من أفعال البشر، كما قال تعالى: “وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ…إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا”.