تشمل حقوق الإنسان التي تتناولها المعاهدات والمواثيق الدولية العديد من الأنواع المختلفة، إذ تلتزم جميع الدول حول العالم بتطبيق هذه الحقوق. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم حقوق الإنسان وأنواعها المختلفة وفقًا للمواثيق الدولية.
أنواع حقوق الإنسان في المعاهدات الدولية
قبل أن نستعرض الأنواع المختلفة لحقوق الإنسان، يجب علينا أولًا فهم مفهوم حقوق الإنسان وأهميتها.
مفهوم حقوق الإنسان
حقوق الإنسان، والتي تُعرف باللغة الإنجليزية بـ Human Rights، هي مجموعة من الحقوق الأساسية التي تُمنح لكل إنسان دون تمييز بناءً على الجنسية أو العرق أو اللون أو الأصل أو المكان.
تعد حقوق الإنسان قواعد عالمية تهدف إلى الحفاظ على كرامة الإنسان في كل البلدان، وهي مترابطة ولا يمكن تقسيمها.
تتولى حقوق الإنسان تنظيم أسلوب حياة الأفراد داخل مجتمعاتهم، وكذلك توضح كيفية تكوين العلاقات بينهم وبين بيئتهم المحيطة، سواء على مستوى الأفراد أو الحكومة، بالإضافة إلى تحديد التزامات الحكومة تجاه مواطنيها.
تبنى حقوق الإنسان الطابع القانوني الذي يُلزم الحكومات في كافة دول العالم بتحديد مسؤوليات الأفراد وحقوقهم.
كما تضع حقوق الإنسان قيوداً على تصرفات الحكومات، وتمنعها من ممارسة أي سلوك قد يُضر بالمواطنين.
ومن الملاحظ أيضًا أن حقوق الإنسان تفرض على الأفراد احترام حقوق الآخرين ضمن المجتمع.
لا يحق لأي جهة، سواء حكومية أو حزبية أو جماعية، انتهاك حقوق الإنسان أو التصرف بطرق تؤدي لذلك.
أهمية حقوق الإنسان
تتجلى أهمية حقوق الإنسان في عدة نقاط رئيسة:
- تشكل حقوق الإنسان القواعد المعمول بها عالميًا التي تضمن للكائن البشري حياة كريمة في أي مكان.
- تتسم هذه القواعد بالعدالة وعدم التمييز، كما تشمل جميع جوانب الحياة الإنسانية.
- تساهم حقوق الإنسان في تأكيد كرامة الفرد، مما يساعده على تطوير ذاته ومهاراته.
- تضمن حقوق الإنسان أن يتمتع الأفراد بكافة حقوقهم التي تم توثيقها طبقًا للقوانين، وكذلك الاستفادة من أي قرارات تصدر بحقهم.
- تعمل حقوق الإنسان كأداة رادعة ضد إساءة استخدام السلطة والقوة من قبل البعض ضد الآخرين.
- تدعم حقوق الإنسان العدالة والأخلاق في العلاقات بين الأفراد، وتعزز من فرص التواصل بين المجتمعات.
- توفر حقوق الإنسان البيئة الديمقراطية التي تكفل فرصًا متساوية للأفراد في تأسيس حياتهم وفق اختياراتهم.
- تسمح حقوق الإنسان للأفراد بالتواصل مع المجموعات التي تتشارك أهدافهم، مع الحفاظ على حرية التعبير وضمان عدم التعرض للإساءة.
أنواع حقوق الإنسان في المواثيق الدولية
تتنوع تصنيفات حقوق الإنسان، ويُسعى في القوانين لضمان ترابطها وعدم تقليل أهميتها أو عددها.
أنواع حقوق الإنسان
الحقوق الكلاسيكية والاجتماعية
الحقوق الكلاسيكية
تشير الحقوق الكلاسيكية إلى الحقوق التي تتطلب عدم تدخل الحكومة فيها، مما يُسمى بالالتزام السلبي. يجب على الحكومة احترام هذه الحقوق وضمان إمكانية ممارستها من قبل الأفراد، مثل الحقوق المدنية والسياسية.
الحقوق الاجتماعية
تشمل الحقوق الاجتماعية تلك التي تتطلب تدخلاً نشطًا من قبل الحكومة، أي الالتزام الإيجابي. يجب على الدولة تقديم ما يمكن الأفراد من الاستفادة من حقوقهم الاجتماعية، وأبرزها الحق في الغذاء، العمل، المسكن، والتعليم الجيد.
الحقوق المدنية والسياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية
سنستعرض الآن أنواع حقوق الإنسان في المعاهدات الدولية المتعلقة بالشؤون المدنية والسياسية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية:
الحقوق السياسية والمدنية
تتعلق الحقوق السياسية والمدنية بتوفير الفرص للأفراد للمشاركة في الحياة العامة، سواء السياسية أو المدنية، دون تمييز أو قمع.
يحمي هذا النوع من الحقوق الأفراد من انتهاك حقوقهم من قبل الحكومة أو مؤسسات المجتمع.
تتضمن الحقوق السياسية والمدنية الحق في المحاكمة العادلة، الحماية من التعذيب، وحرية اختيار الدين والضمير.
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
تشمل هذه الحقوق تلك المتعلقة بالشأن الاجتماعي والاقتصادي، وهي أساسية لضمان حياة كريمة للإنسان، وتتمتع بحماية من القوانين الدولية.
يُعتبر الاتفاق الدولي المعني بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هو أقوى مصدر لحماية حقوق الإنسان على المستوى الدولي.
تشمل هذه الحقوق الحق في العمل، الضمانات الاجتماعية، الغذاء، المياه، بيئة صحية، الرعاية الصحية، التعليم الجيد، والمسكن المناسب.
الحقوق الفردية والجماعية
تنقسم الحقوق الفردية والجماعية إلى فئتين رئيسيتين:
الحقوق الفردية
تُعبر الحقوق الفردية عن الحق في ممارسة الحريات بمختلف أشكالها دون تدخل من الحكومة أو الأفراد الآخرين, وتضم ما يلي:
- الحق في التعبير عن الآراء في مختلف القضايا.
- الحق في امتلاك الأسلحة للغرض الشخصي أو للدفاع عن النفس.
- حق الفرد في الخصوصية وعدم تدخل الحكومة فيها بدون إذن قانوني.
- حق الفرد في اختيار الصمت أثناء الاستجواب، والحق في الحصول على محامٍ.
الحقوق الجماعية
ظهرت الحقوق الاجتماعية كاستجابة لعدم قدرة الحقوق الفردية على توفير حماية كافية للأقليات والمجموعات التي تتمتع بخصائص جماعية. بينما تسعى حقوق الإنسان بشكل عام لتحقيق التنمية والحماية، تعد الحقوق الجماعية ضرورية لممارسة بعض الحقوق ضمن إطار جماعي.
