تعتبر أنواع المثقفين موضوعًا يثير اهتمام الكثيرين، حيث يسعى البعض لفهم الفروق بينها والخصائص المميزة لكل نوع، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك أنواعًا حافظت على نقاء صوتها وأصالتها.
تصنيفات
المثقفين
من هم المثقفون؟ وما هي تصنيفاتهم؟ وما دورهم في المجتمع؟ سنتناول هذه النقاط فيما يلي:
- توجد العديد من المصطلحات التي تعرّف مفهوم المثقف، فقد أصبح هذا المفهوم جزءًا من الحوار اليومي. ومن التعريفات الشائعة للمثقف ما يلي:
- المثقف هو الشخص الذي يسعى إلى إتقان المعرفة في مجال معين، ويكون على دراية بأسس متعددة.
- وهو من يُحوّل أفكاره إلى نماذج ملموسة، ويترجم معرفته إلى أفعال عقلانية، مؤديًا بذلك دورًا هامًا في توعية مجتمعه وتأثيره على وعيهم.
تتعدد أنواع المثقفين، ومنها ما يلي:
- المثقف المحايد.
- المثقف المادي.
- المثقف الحزبي.
- المثقف المهاجر.
- المثقف المستعرض.
- المثقف التراثي.
- تضطلع فئة المثقفين بدور حيوي في تطوير المجتمع، فإذا كانت أقلامهم تنبع من ضمير حي، فإن بإمكانهم تغيير المفاهيم الخاطئة وصياغة وعي الشعب.
- إن كان الفرد يشعر أنه ينتمي لهذه الفئة، عليه أن يتحلى بالتقوى وأن يسهم في تغيير المفاهيم الضارة وحلّها بأفكار مفيدة للمجتمع، ويجب أن يتجلى في ذلك دوره كمثقف محايد، يدافع فقط عن الحق.
المثقف المحايد
سنسلط الضوء فيما يلي على النوع المحايد من المثقفين، ونستعرض تعريفه وأثره الإيجابي في استعمال ثقافته:
- هو شخص ملتزم ومخلص لرسالته، يحترم عمله، ولا ينحاز لحزب على حساب آخر ولكنه يقدم نقده بموضوعية تامة.
- يجاهد من أجل تغيير الواقع وتحسينه بإذن الله، ساعيًا لزيادة الوعي، الذي يعتمد على الإصرار والعزم، فهو ليس شيئًا جامدًا، بل يمكن تطويره مع مرور الزمن.
- فإحداث تغيير في وعي فرد واحد قد يعكس تأثيره على الأجيال المستقبلية، ومع الوقت يمكننا تحويل الوعي حتى لو بنسبة ضئيلة.
المثقف المادي
عندما يكون المال هو الأولوية بالنسبة للفرد دون مراعاة لأي اعتبارات أخرى، فإن معاييره تصبح مشوهة. وفيما يلي تعريف المثقف المادي:
- هو الشخص الذي تسعى شهوته لجمع المال، وأصبح ولاؤه محصورًا في هذا الهدف، بغض النظر عن ثقافته ومعرفته.
- يستغل ثقافته وتأثيره في تكييف آراء الآخرين بما يخدم مكاسبه المالية، ويعمل على الترويج للأفكار التي تعود عليه بالفائدة.
- وقد يكون مضطرًا لبيع ضميره وتغيير أفكاره أو حتى رفضها من أجل تحقيق هذا الهدف الدنيوي.
المثقف الحزبي
سنتناول الآن المثقف الذي ينحاز لحزب بشكلٍ مفرط، وما يترتب على ذلك من آثار سلبية عليه وعلى المجتمع:
- هو الذي يلتزم بحزب معين، سواء كان ذلك حزبا سياسيا، مدنيا، أو اجتماعيا.
- قد يقوده هذا الانحياز إلى خوض صراعات محلية، إقليمية، ودولية.
- نتيجة لذلك، قد تتأثر مكانته ويصبح تأثيره محدودًا، مما يعمل على تقييد حرية رأيه.
- يمكن للمثقف أن يكون في صف الحق ويتقي الله فيما يقوله، مدافعًا عن آرائه بقوة وفكر مستقل.
- يجب أن يعمل المثقف على التأثير الإيجابي على قرارات حزبه بما يعود بالنفع على الهوية الثقافية وتعزيز الحوار الذي يساهم في تقدم المجتمع.
المثقف المهاجر
من هو المثقف المهاجر؟ إليكم التفاصيل:
- يعاني كثير من المثقفين من قيود تحد من حريتهم داخل أوطانهم.
- هذا الوضع يدفع البعض إلى التخلي عن أفكارهم العامة نتيجة الضغوط الاجتماعية والسياسية.
- يفضل بعض المثقفين الصمت بدلاً من المجازفة بالتعبير عن ما يرونه صحيحًا، مخافة تأثيرات خارجية.
- حالت بعض الظروف بعض المثقفين إلى الهجرة، مما أتاح لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم بحرية واستثمار قواهم الفكرية لنشر الحق.
- البعض من المثقفين المهاجرين تأثروا بثقافات البلدان التي هاجروا إليها، سواء بشكل واعٍ أو بشكل غير واعٍ.
- بينما هناك من تمسك بمبادئه ورفض الاستسلام لافكار الثقافة الغربية، محافظًا على نقاء صوته واستمر في الدعوة للحق والسعي نحو الصواب في القول والعمل.
المثقف المستعرض
يتميز المثقف الذي يسعى وراء التعليقات والشهرة بأنه يتحول إلى عبء على المجتمع في حين أنه كان يمكن أن يكون جندياً مساعداً. وفيما يلي تعريفه:
- شخص يتوق إلى الشهرة ويحبها، ويجذب انتباه الآخرين لكل ما يساهم في تحقيق ذلك.
- يكتب بناءً على ما يطلبه الجمهور وأشهر المواضيع التي تثير اهتمامهم.
- يستخدم مهاراته الكتابية ليسلط الضوء على القضايا التي يختارها ويشجع على المشاركة.
- يعزز التفكير السطحي ويشوه وعي الجمهور، ويملأ العقول بالمعلومات السطحية التي تفتقر للعمق.
المثقف التراثي
دعونا نقدم تعريف المثقف التراثي:
- هو شخص يعتز بالتراث ويدافع عنه بجميع السبل.
- يعمل على إظهار العادات القديمة وتجديد الدعوة لإحيائها.
- يشجع المجتمع للعودة إلى تراثه القديم بدلاً من السعي لفهم المستقبل.
- قد يؤثر هذا النوع في الحد من النقد الموجه للعادات القديمة والأمور التراثية.
- يميل هذا الشخص إلى مجابهة كل من يتعرض للتراث بالتهوين، مما يجعله أداة تُستخدم لتكرار ما اعتدناه في تراثنا.