تتمتع القدس بمكانة دينية رفيعة ترجع إلى عدة عوامل، مما يجعلها تحتل مكانة في قلوب المسلمين بشكل خاص. تحتوي المدينة على العديد من الآثار الإسلامية التي تعكس تاريخها، وتم تزيينها بالنقوش الإسلامية.
أهمية القدس الدينية
- تعتبر مدينة القدس ذات أهمية بالغة لدى أتباع الديانات التوحيدية الثلاث، حيث أظهرت إحصائية عام 2000 بعد الميلاد مكانتها الدينية المهمة لدى أهل الكتاب.
- تحوي المدينة 1204 معبد يهودي، و158 كنيسة، و73 مسجداً.
- تعتبر معظم دور العبادة في القدس أماكن مقدسة في قلوب أتباع كل ديانة.
- أي انتهاك لحرمة أي من دور العبادة في القدس يؤدي إلى تصاعد النزاعات في المدينة.
أهمية القدس في الإسلام
- تشتمل القدس على العديد من المعالم الأثرية الإسلامية، مثل الزوايا والمساجد والتكايا، التي سجلها التاريخ وما زالت بعض آثارها قائمة.
- تعتبر القدس ثالث أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد المدينة المنورة ومكة المكرمة، حيث كانت قبلة الصلاة لمدة تقارب العام قبل تغيير اتجاهها إلى الكعبة المشرفة.
- تزيد قيمة القدس الدينية في الإسلام بعد حادثة الإسراء والمعراج، حيث صعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم برفقة جبريل من القدس إلى السماء وفقاً لقول الله تعالى:
- «سبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ».
- تكتسب القدس أيضاً أهمية دينية لأنها كانت موطناً للعديد من الأنبياء والرسل، وأرضاً مروا منها إلى الأراضي المجاورة.
- ذُكرت القدس في القرآن الكريم كأرض مباركة وحضن للوحي والملائكة، كما أنها أرض المحشر وموعد القيامة.
توجد في القدس الكثير من المعالم الإسلامية التي شيدت عبر العصور، وتعتبر دليلاً على التاريخ الإسلامي ورمزاً لأهمية المدينة الدينية. ونستعرض أبرز هذه المعالم:
المسجد الأقصى
- يمتد المسجد على مساحة 4500 متر ويقع في الجزء الجنوبي من الحرم النبوي الشريف على مسافة حوالي 1235 كيلو متراً.
- بدأ الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في بنائه، واستكمل البناء بعده الوليد بن عبد الملك عام 705 ميلادي.
- يبلغ طول المسجد حوالي 80 متراً وعرضه نحو 55 متراً، ويعتمد على 53 عموداً رخاميًا و49 سارية مربعة الشكل.
- زينت أبواب المسجد بالذهب والفضة في زمن الأمويين.
الزوايا في القدس
- تشمل الزاوية النقشبندية المعروفة بالأزبكية التي أسسها الشيخ محمد بهاء الدين نقشبند البخاري.
- زاوية الهنود التي أسسها المسلم الهندي بابا فريد شكر كنج.
- زاوية الأدهمية بالقرب من باب العمود وزاوية الشيخ جراح.
- الزاوية الرفاعية أو المعروفة بزواية أبي السعود، والزاوية اللؤلؤية والبسطامية والقادرية أو زاوية الأفغان، بالإضافة إلى الزاوية المولوية وزاوية الخانكي في حي النصارى والزاوية الجديدة.
مسجد قبة الصخرة
- أمر الخليفة عبد الملك بن مروان ببناء مسجد قبة الصخرة، وقام بتغطيته لحمايته من العوامل الجوية.
- تم إزالة هذه التغطية في أواخر العهد العثماني.
- سُمِّي المسجد بهذا الاسم لأنه يتمركز فوق صخرة جرداء في أرضه، ويعتقد البعض أن هذه الصخرة كانت تود مرافقته في معراجه، لكن الرسول منعها.
أهمية القدس في المسيحية
- يعظم المسيحيون مدينة القدس لأسباب متعددة، حيث تستند مكانة القدس الدينية لديهم إلى تاريخها المدون في العهد القديم، ولتصويرها دورًا بارزًا في حياة المسيح.
- يشير العهد القديم إلى أن يسوع قد أُحضر إلى القدس بعد فترة وجيزة من ولادته.
- تروي بعض التقاليد المسيحية أن المسيح قام بتطهير معبد هيرودس من الأصنام الرومانية التي أمر الملك هيرودس بوضعها.
- يؤمن بعض المسيحيين بأن المسيح عيسى عليه السلام تناول العشاء الأخير مع تلاميذه فوق جبل صهيون بجوار ضريح الملك داود.
المواقع المقدسة في المسيحية
- تلة الجلجثة، حيث يعتقد أنها الموقع الذي تم فيه صلب المسيح.
- كنيسة القيامة، التي تجذب زوارها المسيحيين من جميع أنحاء العالم منذ حوالي 2000 عام.
- درب الآلام، وهو الطريق الذي يُعتقد أن المسيح سلكه حاملاً صليبه نحو مكان صلبه.
- كنيسة السيدة مريم في جبل الزيتون، وكنيسة القديسة حنا، وكذلك كنيسة دير صهيون أو العلية.
- كنيسة الصعود، التي يُعتقد أنها الموقع الذي صعد منه المسيح إلى السماء.
- قبر البستان، وهو موقع يشتهر بأنه المكان الذي صلب فيه المسيح، ويُعتبر مزاراً مسيحياً رئيسياً.
أهمية القدس في اليهودية
- تعتبر القدس مكاناً مقدساً لدى معتنقي اليهودية منذ فتحها على يد نبي الله داود الذي جعلها عاصمة مملكة إسرائيل الموحدة.
- تعود هذه الأحداث إلى القرن العاشر قبل الميلاد حيث يقع فيها هيكل نبي الله سليمان.
- يشمل ذلك معبد هيرودوس الذي بُني بعد هدم الهيكل الأول، وقد ذُكر في الكتاب المقدس نحو 632 مرة.
- يستمر اليهود حتى اليوم بالتعبد عند حائط المبكى، الذي يعد من بقايا المعبد القديم وأساسي للعقيدة اليهودية.
- يُعتبر حائط المبكى ثاني أكثر المواقع قدسية بعد قدس الأقداس.
- تنص الشريعة اليهودية على أن صلواتهم يجب أن تتجه نحو معبد هيرودس والقدس، حيث يضع بعض الأسر اليهودية لوحات تحدد اتجاه القبلة في منازلهم.
- ذُكرت القدس 669 مرة في التناخ، وهو الكتاب المقدس لليهود، بينما ذُكرت فلسطين وصهيون 154 مرة.
المواقع اليهودية المقدسة في القدس
- رصيف حائط المبكى، الذي يزوره اليهود للبكاء، وتبلغ مساحته حوالي 11.28 متر مربع بعرض يقارب 3.35 متر.
- هيكل سليمان، الذي أسسه نبي الله سليمان، وقد تم تدميره بواسطة نبوخذ نصر الثاني أثناء حصاره للقدس عام 587 قبل الميلاد.
- لا يزال اليهود يحاولون منذ عام 1967 وحتى الآن إثبات صلتهم التاريخية بالقدس، حيث قاموا بالحفر عدة مرات في أساس المسجد الأقصى بزعم أن هيكل سليمان موجود تحت المسجد.