افتتحت قناة بنما في 15 أغسطس 1914، وكان بناءها تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت التفكير في إنشائها منذ عام 1904.
تقع القناة على بُعد حوالي 50 ميلاً من برزخ بنما.
جدير بالذكر أن الفكرة الأساسية لإنشائها كانت من قبل فرنسا، حيث اقترحها الكونت فرديناند دي ليسيبس.
هذا المهندس كان أيضاً المسؤول عن مشروع قناة السويس في مصر، التي حققت نجاحاً تجارياً كبيراً.
للأسف، شهدت فرنسا العديد من الصعوبات في بناء القناة مما أدى إلى انسحابها من المشروع في عام 1888.
استمر إشراف الولايات المتحدة على قناة بنما حتى عام 1979، حيث تم نقل الإدارة إلى لجنة مشتركة بين الولايات المتحدة وجمهورية بنما.
وفي نهاية المطاف، انتقلت القناة بالكامل إلى السيادة البنمية في عام 1999، وتقع على خط عرض يناهز 9 درجات شمالاً.
تمت صياغة اتفاقية بين الولايات المتحدة وجمهورية بنما تحدد ملكية القناة.
حقائق حول بنما
من بين التحديات الرئيسية التي واجهت الفرنسيين أثناء البناء، كانت الانهيارات الأرضية والانفجارات الناتجة عن استخدام الديناميت.
لم يكن الفرنسيون بمعزل عن المشاكل الصحية، حيث انتشار الملاريا والحمى الصفراء والأمراض الاستوائية كان من أبرز الصعوبات.
بعد تسع سنوات من المحاولات القاسية، بلا جدوى، أُجبرت فرنسا على التراجع، حيث سُجِّل وفاة حوالي 20 ألف شخص نتيجة للمشروع.
تعد قناة بنما إحدى عجائب العالم السبع، وقد تم الاعتراف بها كواحدة من هذه العجائب في عام 1994.
كان مشروع قناة بنما مكلفاً للغاية للولايات المتحدة، حيث بلغت تكلفته حوالي 350 مليون دولار.
أشرف الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت على بناء القناة.
كان الهدف من إنشاء القناة هو توفير طريق لشحن البضائع بين ساحلي المحيط الهادئ والأطلسي بتكلفة أقل وفي زمن أسرع.
أهمية قناة بنما
تُعتبر قناة بنما واحدة من أبرز الممرات المائية في العالم، حيث تربط بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي.
تبلغ طول القناة 80 كيلومتراً، وقد أحدثت ثورة في مجال التجارة العالمية.
هذا أتاح للولايات المتحدة نقل أسطولها العسكري والتجاري بسلاسة وسرعة بين السواحل.
كما قصرت المسافة في النقل بين مدينة نيويورك وسان فرانسيسكو، مما يجعلها ممرًا تجاريًا هاما بين أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا.
تمتلك القناة بعدًا استراتيجيًا هامًا للولايات المتحدة، حيث تعبر 70% من السفن التي تمر بها إلى الموانئ الواقعة على الساحل الشرقي الأمريكي.
تمر حوالي 14,000 سفينة عبر القناة سنويًا، تتجه إلى 1,700 ميناء في أكثر من 160 دولة، مما يمثل 5% من التجارة البحرية العالمية.
تُعتبر القناة مصدرًا رئيسيًا للإيرادات النقدية الأجنبية في بنما، حيث تُدرّ نحو 2.4 مليار دولار سنويًا.
حقائق مثيرة حول قناة بنما
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة بعد فرنسا لإنشاء القناة، فإنها واجهت تحديات ومصاعب مماثلة.
توفي حوالي 5,600 عامل نتيجة الأمراض أو الحوادث أثناء البناء، وذلك بسبب الظروف الصعبة التي سادت في تلك الفترة.
أثرت الظروف الجوية المتقلبة، من حرارة ورطوبة، والأمطار الغزيرة، وأوبئة الأمراض المدارية في تلك المرحلة، بشكل كبير على المشروع.
كان من المتوقع في البداية إنشاء قناة نيكاراغوا، لكن جهود المهندس الفرنسي فيليب جان بوناو فاريلا، أقنعت العديد من المهندسين أن إنشاء قناة بنما هو الخيار الأكثر أمانًا.
القناة اليوم تستخدم بشكل كبير من قبل الولايات المتحدة، إضافة إلى السفن القادمة من الصين، شيلي، اليابان، كوريا الجنوبية وكولومبيا.
تدفع كل سفينة تمر عبر القناة رسومًا تعتمد على حجمها وحمولتها، وقد تصل إلى 450,000 دولار للسفن الكبيرة.