أسباب نقص الثقة بالنفس

أسباب فقدان الثقة بالنفس

تشير الأبحاث إلى أن أسباب فقدان الثقة بالنفس متعددة ومعقدة، وتتأثر بالتجارب الحياتية. يعتبر انعدام الثقة بالنفس مؤثراً سلبياً على الصحة النفسية للإنسان، كما أن له تداعيات وخيمة على تطور الفرد المهني وتفاعلاته الاجتماعية. من بين الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس، نجد:

التنشئة الاجتماعية

تلعب البيئة التي ينشأ فيها الطفل والمراحل الأولى من حياته دوراً مهماً في بناء ثقة الفرد بنفسه. فالأطفال الذين يتلقون الدعم والتشجيع عند التعبير عن آرائهم غالباً ما يتمتعون بثقة أعلى مقارنة بأولئك الذين يُحرمون من هذه الفرصة. أحياناً، ينفق الآباء مبالغ كبيرة ضمن سعيهم لتحسين مستوى التعليم والتفاعل الاجتماعي لأبنائهم. وإذا ما أخفق الطفل في تحقيق النجاح المتوقع، قد يواجه ضغوطات شديدة من والديه أو من محيطه، مما يؤدي إلى تآكل ثقته بنفسه. وعندما تكون التربية قائمة على السيطرة ومنع التعبير عن الاحتياجات والرغبات، بدعوى بناء شخصية منضبطة، يتولد لدى الطفل الشعور بالخوف والإحباط، مما يضر بثقته بنفسه. وتشير دراسات إلى أن الجندر له تأثير على الثقة بالنفس، حيث أن النساء غالباً ما يكنَّ أكثر وعياً للانطباعات الاجتماعية المتعلقة بهن.

الجينات والشخصية

يشير البحث إلى أن الثقة بالنفس تتأثر بعوامل جينية وسلوكية. إذ يمكن أن يؤثر التركيب الجيني للفرد على مستوى المواد الكيميائية التي تعزز الثقة بالنفس. جزء كبير من العوامل المكوّنة للثقة بالنفس قد يكون موجوداً في دماغ الإنسان منذ لحظة ميلاده. علاوة على ذلك، تلعب بعض الاختلافات الجينية دوراً في مستويات هرمونات مثل السيروتونين، المعروف بدوره في تعزيز الشعور بالسعادة، والأوكسايتوسين، المعروف بهرمون العناق. يقدر أن حوالي 25-50% من الصفات الشخصية المتعلقة بالثقة بالنفس ترجع للوراثة. أما بالنسبة للجوانب السلوكية، فإن شخصية الفرد تلعب دوراً في تشكيل سلوكياته، فقد يميل البعض إلى التردد والخوف، وهو ما يعرف بالتثبيط السلوكي، وهو ليس سلوكاً سلبياً بالضرورة، حيث أن الحذر يُعد سلوكاً مرغوباً في مواقف معينة.

العوامل الخارجية

يمكن أن يتعرض الفرد لمواقف تؤثر سلباً على مستوى ثقته بنفسه نتيجة لتفاعلاته الاجتماعية، ومنها:

• التعرض لتعليقات سلبية تؤثر على الثقة بالنفس.
• مواجهة التنمر من الزملاء أو المديرين في بيئة العمل.
• الدخول في علاقات شخصية غير صحية.
• المعاناة من ظروف صعبة مثل الفقر، المرض، الطلاق، أو البطالة.

انخفاض تقدير الذات

قد يعاني الكثيرون من انخفاض الثقة بالنفس بسبب تصورات ذاتية أو أفكار خاطئة. فعادةً ما يميل البعض إلى لوم أنفسهم بشدة على الأخطاء أو الفشل في تحقيق الأهداف، كما يتقبلون النقد السلبي كحقيقة. يمكن أن تسهم هذه التصورات في نشوء مشاعر القلق، الاكتئاب، والخجل، وتسبب اضطرابات نفسية مختلفة مثل اضطراب الشخصية النرجسية أو اضطراب الشخصية الحدية. لذلك، من المهم أن يسعى الشخص إلى إدراك قيمته الذاتية بشكل مستقل، وعدم الاعتماد على الآخرين أو الظروف الخارجية في تحديد هذه القيمة.

الفشل المهني

تتعدد الأسباب المهنية التي قد تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، مثل عدم تناسب الوظيفة مع قدرات الفرد، عدم القدرة على إثبات النجاح في العمل، أو قلة الخبرة بالمقارنة مع الزملاء. كما أن شعور القلق من فقدان الوظيفة أو التعرض للخفض في المستوى الوظيفي يؤثر على ثقة الفرد بنفسه.

للتعرف على علامات فقدان الثقة بالنفس، يمكنك قراءة المقال “علامات فقدان الثقة بالنفس”.

للمزيد من المعلومات حول فقدان الثقة بالنفس بشكل عام، يمكنك قراءة المقال “فقدان الثقة بالنفس”.