تُعتبر صلة الرحم من القيم الأساسية التي تؤكد عليها الشريعة الإسلامية، حيث أوصى الله بها عدة مرات في كتابه الكريم، وتردد ذكرها في العديد من الأحاديث النبوية. كما تُعتبر صلة الرحم بشكل طبيعي من العناصر التي تقوي الروابط الأسرية. في هذا المقال، سنستعرض حواراً بين الأم وابنتها حول أهمية صلة الرحم ورعاية الوالدين.
حوار بين الأم وابنتها حول صلة الرحم ورعاية الوالدين
سنقدم لكم حواراً مثيراً بين الأم وابنتها حول صلة الرحم، وذلك من خلال النقاط التالية:
- الأم: لاحظت أن ابنتي كانت في حالة من التفكير العميق بعد عودتها من المدرسة، فسألتها، ما بكِ يا عزيزتي، يبدو أنكِ شاردة الذهن منذ عودتكِ؟
- الابنة: السبب وراء ذلك يا أمي هو أن المعلمة قدمت لنا اليوم درسًا جديدًا يحمل أهمية كبيرة، وكان عرضها له مؤثرًا للغاية.
- الأم: وما هو المحتوى الذي تعلمتيه في هذا الدرس؟ لقد أثرتِ فضولي وأرغب بمناقشته معكِ.
- الابنة: تحدثت لنا المعلمة عن حديث نبوي شريف يروي أن الصحابي الجليل أنس بن مالك قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الرحم شُجْنة متمسكة بالعرش، تتحدث بلسان ذلق، اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني”. وقد تناولت المعلمة موضوع صلة الرحم بطريقة جميلة ومؤثرة.
- الأم: نعم، يا بنيتي، صلة الرحم من الأمور التي أوصى بها الله ورسوله، لذا نحن نحرص على زيارة أقاربنا كل أسبوع والاتصال بهم بانتظام. جزاك الله خيرًا على استماعك الجيد لمعلمتك، ونسأل الله أن يجزيها خيرًا على عرض هذا الموضوع الهام لكم.
أدلة شرعية تدلل على وجوب صلة الرحم
دعونا نستعرض بعض الأدلة الشرعية التي تؤكد على أهمية صلة الرحم، والتي تأتي كالتالي:
- قال الله تعالى: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم” (سورة محمد).
- قال الله سبحانه وتعالى: “واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والجيران ذي القربى والجيران الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم، إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورًا” (سورة النساء).
- وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرحم متعلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله” (رواه البخاري ومسلم).
- وذكر عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث قدسي: “أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته” (رواه أبو داود والترمذي).
- قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” (رواه البخاري ومسلم).
ما الذي يمكن أن نقوله لمن يقطع رحمه ولا يصلها؟
إن الشخص الذي يصل رحمه هو إنسان طيب يحظى بحب الله ورسوله، ويساعد على تعزيز الروابط بين الأفراد. بينما الشخص الذي يقطع رحمه هو شخص آثم وغير مستحب، حيث توجد أدلة شرعية عديدة تدل على قبح قطع الرحم، فهي مذمومة بالكتاب والسنة والفطرة. لذا، نوصي قاطع الرحم بتقوى الله والسعي لإصلاح ذات البين.
وفي ختام هذا المقال، تناولنا حوارًا بين الأم وابنتها حول صلة الرحم ورعاية الوالدين. كما استعرضنا أدلة شرعية تؤكد على وجوب صلة الرحم، وتحدثنا عن ما يمكن قوله لمن يقطع رحمه ولا يصلها. نسأل الله أن يلحم بين قلوبنا ويصلح ذات بيننا ويهديانا سبل السلام.
