أعمال تُميز النصف الثاني من رمضان
إن استثمار مواسم الخير هو نهج الصالحين، الذين يتوقون بشغف للاغتناء بالأعمال الصالحة. ويُعتبر شهر رمضان من بين أهم وأفضل هذه المواسم، حيث يمتاز النصف الأخير منه بعدد من الفضائل، ومن أبرزها:
- العشر الأواخر من رمضان
لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُعنى بهذه الأيام بخصوصية لا توجد في غيرها، حيث قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها).
- الجد والاجتهاد في العبادة: اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان (إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر). وهذا الحديث يتضمن عدة أعمال:
- إحياء الليل بالسهر في الصلاة وتلاوة القرآن والذكر، رغم أن العلماء قد كرهوا قيام الليل بكامله إلا أنهم أشاروا إلى أهمية الاستمرار عليه، فلا بأس في المداومة على العبادة في ليلة أو ليلتين.
- إيقاظ الأهل للصلاة في الليل والاجتهاد في العبادة.
- شد المئزر، ويفسر ذلك بالمزيد من الاجتهاد في العبادة وحث النفس على الانشغال بها، وكذلك الاعتزال عن النساء للتركيز في العبادة.
- الاعتكاف
وهو لزوم المسجد وتخصيصه للعبادة، كالصلوات والذكر وتلاوة القرآن، وهو من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث (كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان).
- تحري ليلة القدر
ليلة القدر هي الليلة المميزة التي ينال من إحيائها عظيم الفضل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان).
- الإكثار من الصدقة
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان عندما يلقى جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخَيْرِ من الريح المرسلة). إن كرم النبي -عليه الصلاة والسلام- في الصدقة في رمضان دلالة واضحة على فضل الإكثار منها.
- الدعاء
حيث علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهمية الدعاء في ليلة القدر، فقد قالت عائشة -رضي الله عنها-: (يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر بماذا أدعو؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).
أعمال ينبغي الالتزام بها خلال رمضان كاملاً
يسعى المسلم دائمًا للقيام بالأعمال الصالحة، ولكن شهر رمضان له خصوصيات تميزه عن بقية الشهور، ومن أهمها:
- الصيام
كما ورد في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون)، لذلك ينبغي على من قصّر أن يعيد ترتيب أموره، فالأعمال بخواتيمها. قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، وإنما الأعمال بالخواتيم).
- المحافظة على الصلاة في أوقاتها
قال تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)، وفسر ابن كثير -رحمه الله- أن الآية تدل على أهمية المحافظة على الصلاة في أوقاتها، واختلفوا في المقصود بالصلاة الوسطى، حيث أشار أكثر العلماء إلى أنها صلاة العصر.
- الحفاظ على الصلاة جماعة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (من سرّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هذه الصلوات الخمس حيث يُنادى بهن، أي في المساجد. بينما يُسمح للنساء بحضور صلاة الجماعة، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن)، ورأي الفقهاء أن صلاة النساء في البيوت أفضل.
- قيام الليل
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشجع على قيام رمضان دون أن يأمرهم بذلك بعزيمة، فيقول: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه).
- قراءة القرآن الكريم
قال -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤوا القرآنَ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه)، ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن.
أهمية تحري ليلة القدر
تُعدّ ليلة القدر ذات مكانة عالية وصفة مميزة، حيث سُمّيت سورة في القرآن الكريم باسمها لتدل على عظمتها. ومن أبرز فضائلها:
- ليلة نزول القرآن الكريم.
- وصفها الله -عز وجل- بأنها ليلة مباركة.
- فيها يُفصل أمر المعاش والمعاد للعام التالي.
- تتنزل الملائكة بالخير والبركة.
- ليلة تُغفر فيها الذنوب وتُعظَّم فيها الأجور.