الصداع العنقودي
الصداع العنقودي، المعروف أيضًا بالصداع الأحمر، هو نوع من أنواع الصداع يتميز بشدته الكبيرة وآلامه الشديدة. يمثل هذا النوع من الصداع مشكلة صحية أكثر شيوعًا بين الرجال مقارنة بالنساء، خصوصًا في الدول المتقدمة. تشير الدراسات إلى أن حوالي 25% من سكان هذه المناطق يعانون منه. تبدأ نوبات الصداع عادة في مرحلة المراهقة أو الشباب، وفي بعض الحالات يمكن أن تبدأ بعد سن السبعين.
تشخيص الصداع العنقودي
يعاني المرضى من نوبات صداع تتراوح بين نوبتين إلى ثلاث نوبات يوميًا، تستمر لفترات تتراوح من أسابيع إلى عدة أشهر، وقد تتكرر مرتين سنويًا. يعاني بعض الأشخاص من صداع مزمن يستمر لمدة عام كامل. تتميز هذه النوبات بنمط ثابت من حيث التكرار ومدة الألم، حيث يتركز الألم في جانب واحد من الرأس وحول العين، وقد يمتد ليشمل منطقة خلف الأذن والخد. تصاحب النوبات أعراض أخرى مثل انتفاخ العينين وسيلان الأنف.
يختلف الصداع العنقودي عن الصداع النصفي في عدم وجود أي مقدمات، مثل التشويش البصري. على الرغم من شدة الألم الذي يعاني منه المصاب، لم يتوصل الباحثون حتى الآن إلى أدلة على أن هذا النوع من الصداع يسبب أي أضرار أو يترافق مع أمراض أخرى. ومع ذلك، يعاني بعض الأشخاص من الصداع النصفي والصداع العنقودي معًا، حيث تُعرف هذه الحالة بالصداع العنقودي النصفي. تبدأ النوبات غالبًا في الليل أثناء النوم، وتزداد شدتها تدريجيًا حتى تصل إلى ذروتها في غضون عشر إلى خمس عشرة دقيقة، وقد يعاني البعض من أعراض إضافية مثل الدوار.
أسباب الصداع العنقودي
تزداد نسبة تدفق الدم في الشريان الصدغي نتيجة اختلالات عصبية، تتمثل في إرسال إشارات عصبية من الخلايا المركزية عبر العصب الخامس إلى منطقة تحت المهاد في الجزء الخلفي السفلي من الدماغ، ما يؤدي إلى توسيع الشريان. وبالتالي، تعتبر الأسباب عصبية وليست ناتجة عن مشاكل في الأوعية الدموية. ورغم عدم القدرة على تحديد أسباب معينة وراء الصداع العنقودي، يمكن تصنيفها ضمن الأسباب التالية:
- عوامل وراثية.
- الإفراط في التدخين أو استهلاك الكحول.
- التوتر والقلق النفسي.
- إنتاج كميات كبيرة من الهيستامين في الجسم، كما في حالات الحساسية.
- التعرض لدرجات حرارة مرتفعة.
علاج الصداع العنقودي
يمكن أن يؤثر الصداع العنقودي بشكل كبير على الحياة اليومية للمصاب، مما قد يقود البعض إلى اتخاذ قرارات مؤلمة. رغم ذلك، يمكن التحكم في الحالة أو على الأقل تخفيف حدة الألم من خلال:
- استخدام قناع التنفس: يساعد استنشاق الأكسجين لمدة تصل إلى عشر دقائق في تقليل الألم أو منعه، لذا من الأفضل أن يحمل المصاب أسطوانة أكسجين معه في جميع الأوقات لاستخدامها عند بدء النوبة.
- تناول عقار الأرجوتامين: يساعد هذا الدواء على تقليص الأوعية الدموية، ووقف نوبة الصداع، خاصة إذا تم استخدامه في الدقائق الأولى من ظهور الأعراض. يوجد منه نوعان، أحدهما يُستنشق والآخر يُوضع تحت اللسان. إلا أن استخدامه قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل الغثيان والتقيؤ.
- يمكن أيضًا اللجوء إلى الأدوية المخدرة موضعيًا أو مسكنات الألم لتخفيف حدة النوبات.