هجاء الهوية المجهولة
لقد أودى بكم الجهل قبل مماتكم.
::: وأسقطكم من عليائكم كالنمل.
ما لكم يا وليد أُبَيّ الطيب، ما عذركم؟
::: وقد انتبهتم الى الدعوى وما لكم عقل.
ولو أصابتكم منجنيق لما أصل كيانكم.
::: قوي لهدمكم، فكيف ولا أصل لديكم؟
ولو كنتم من تدبر أموره.
::: لما كنتم نسل الذي لا نسل له.
هجاء العوازل
قفوا وراقبوا واذهبوا لتكشفوا المخايل.
::: ولا تخشوا العواقب لما سأقوله.
قد رماني أحقر الناس من صائب استه.
::: وآخر يشتت الأمور من يديه السجائر.
ومن جاهل بي وهو يجهل جهلته.
::: ويجهل علمي بأنه يُعتبر جاهلًا.
ويجهل أنني مالك الأرض رغم إعساري.
::: وأنني راجل على ظهر السماكين.
تستخف همتي لديكم بكل مطلب.
::: ويقصُر في عيني الأفق المتطاول.
وما زلت قمة لا تزول شموخي.
::: حتى بدت لي من الضيم علامات الانكسار.
فقد اضطربت بالهم الذي يعكر الصفو.
::: وقد كان كل عُسر ينقلب إلى ضيق.
إذا أرخى الليل علينا نُظهر خفافها.
::: بمشعل الحصاة ما لا تُظهر النار.
كأني من الوجهاء في قلب موجة.
::: رمتني ببحار بلا شواطئ.
يخيّل لي أن البلاد تسعى بي.
::: وأنني فيها ما تقول العوازل.
ومن يسعى لما أطلب من المجد والعلى.
::: تتساوى الجبهات عنده والمعارك.
أليس الحاجات سوى نفوسكم؟
::: وليس لدينا سوى السيوف وسيلة.
فما أتى روح إنسان روح له.
::: ولا صدرت عن بخيل وهو بخيل.
جميل عيشي أن أتغذى على كرامتي.
::: وليس بغث أن أُستضاف المآكل.
هجاء من هجاني
أنا عين الأسود الجحاح.
::: هاجتني كلابكم بالنُباح.
هل يكون الهجان غير هجان؟
::: أم يكون الصراح غير صراح؟
جاهلوني وإن عشت قليلاً.
::: نسبوني إليهم رؤوس الرماح.
هجاء سوار الدليمي
بقية قوم أعلنوا البوار.
::: كالنفير لأسراب كشراب العقار.
نزلنا إلى حكم الرياح بمسجد.
::: عليه ثوب من حبات الحصى والغبار.
يا خليلَي، ما هذا موضعًا لمثلنا؟
::: فادرُسوا على الحق واهربا بسرعة.
ولا تنكرا هبوب الرياح فإنها.
::: تقوى كل ضيف نزل عند سوار.
الهجاء تجاه القاضي الذهبي
لما نُسبت، كنت ابنًا لغير أبٍ.
::: ثم امتحنت فلم ترجع إلى أدب.
سُميت بالذهبي اليوم أشارةً.
::: مشتقةً من ذهاب العقل لا الذهب.
مُلقبٌ بك ما لُقبت به.
::: يا أيها اللقب الملقاة على اللقب.
هجاء أبي دلف بن كنداج
أهوين بطول الإقامة والتلف.
::: والسجن والقيد يا أبا دلف.
غير اختيارٍ قبلتُ نذرك لي.
::: والجوع يرضي الأسود بالجيف.
كن يا سجن كيف شئت فقد.
::: وطنت للموت نفسي المعترفة.
لو كان سكناي لديك نقصًا.
::: لما كان اللؤلؤ ساكن الصدف.
هجاء أبي الفرج السامري
أسامري ضحكة كل رأي.
::: فطنت وأنت أغبى الأغبائي.
صغُرت عن المديح فقلتُ أهجو.
::: كأنك لم تصغر عن الهجاء.
وما فكرتُ قبلك في محالٍ.
::: ولا جربتُ سيفي في هباء.
هجاء ابن كيغلغ
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.
::: وأخو الجهالة في الشقاوة ينعَم.
والناس وقد نبذوا الحفاظَ فمنطقي.
::: ينسى الذي يولي وعافٍ يندم.