يدرس طلاب الثانوية العامة خصائص التفكير الفلسفي ضمن مادة الفلسفة، وتجدر الإشارة إلى أن التفكير الفلسفي يتضمن معايير عديدة تميزه عن أنواع التفكير الأخرى. فيما يلي، نقدم لك نبذة عن مفهوم التفكير الفلسفي.
ما هو التفكير الفلسفي
تستند الفلسفة إلى التفكير، والذي يعد أحد الميزات الأساسية التي منحها الله لكل إنسان. لذا، فإن التفكير ليس محصورًا بالفلاسفة فحسب، بل يرتبط بكل فرد. يتضمن التفكير الفلسفي طرح تساؤلات متعددة من خلال العقل، الذي يمتلكه كل إنسان.
لذا، فإنه من المتوقع أن يتفلسف المرء في لحظة معينة، ويبدأ في التفكير أو الشك في الأمور المحيطة به، باحثًا عن حقائق وجوده وأعماق الأشياء. يعتبر التفلسف حاجة عقلية ويمثل جزءًا لا يتجزأ من تكوين العقل البشري، كما أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعملية التفكير.
خصائص التفكير الفلسفي
يمتاز التفكير الفلسفي بمجموعة من المبادئ والخصائص، والتي تتجلى في ما يلي:
1- التأمل
يُعتبر التأمل من الصفات الجوهرية للتفكير الفلسفي. يتيح التأمل للمرء التعمق في قضية أو عدة قضايا، مما يساهم في تشكيل الأفكار الفلسفية المتعلقة بها. حيث أن التفكير الفلسفي ينشأ نتيجة التأمل العميق، وليس بشكل عشوائي كما يحدث في بعض الاكتشافات العلمية.
2- الدهشة
تُعَد الدهشة من المحركات الأساسية للتفكير الفلسفي. فعندما يشعر الشخص بالدهشة، يبدأ عقله في البحث والتفكير دون توقف حتى يُجيب على الأسئلة التي أثارت دهشته. من خلال التفكير في الأمور التي تثير فضوله، يتمكن الفرد من اكتشاف حقائق كانت مغفلة عنه.
3- الاستقلال
يمثل الاستقلال أحد جوانب التفكير الفلسفي. حيث لا توجد قيود أو حدود تمنع الفيلسوف من البحث في أفكاره وتأملاته حتى يصل إلى ما يبتغيه. إذ يمكنه تقديم آرائه حتى وإن كانت مختلفة عن الآراء السائدة.
4- التجدد
التفكير الفلسفي هو عملية لا تعرف الحدود. فإذا توقف عقل إنسان عند نقطة معينة، يأتي فيلسوف جديد لينطلق بأفكاره إلى آفاق أرحب. ولذلك، تتجدد الأفكار الفلسفية وتتنوع، ويظهر ذلك في نشوء مدارس فلسفية متعددة في كل من الغرب والشرق عبر العصور.
الفرق بين التفكير الفلسفي والتفكير العلمي
تتجلى الفروق بين التفكير الفلسفي والتفكير العلمي في النقاط التالية:
- يتناول التفكير العلمي الأمور بشكل تفصيلي، بينما ينظر التفكير الفلسفي إلى الأمور بصورة شاملة.
- تسعى الفلسفة دائماً إلى إعطاء قيمة أعمق للأشياء مقارنة بالتفكير العلمي القائم على الوقائع المجردة.
- يستكشف التفكير العلمي الظواهر الكونية، بينما يحاول التفكير الفلسفي الخوض في خلفيات تلك الظواهر، والسعي لفهم الحقائق الكامنة وراءها.
- يعتبر التفكير الفلسفي أعمق من التفكير العلمي بمعناه الضيق.
أنواع التفكير الفلسفي
ينقسم التفكير الفلسفي إلى نوعين رئيسيين:
1- التفكير الفلسفي الغربي
نشأت الفلسفة الغربية مع الفلاسفة اليونانيين مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، ووصلت إلى مرحلتها الحديثة مع فلاسفة معاصرين مثل دانيال دينيت ويورجي هابرماس. وتتوزع الفلسفة الغربية إلى مجالات متعددة تشمل المعرفة والأخلاق والعقل والسياسة واللغة.
2- التفكير الفلسفي الشرقي
ازدهر التفكير الفلسفي في شمال إفريقيا والهند القديمة والصين، إلى جانب الفلاسفة العرب مثل ابن سينا والفارابي وابن رشد. الفلسفة الهندية القديمة تشبه الفلسفة الغربية في سعيها للبحث عن الحقيقة، بينما تشتهر الفلسفة الهندوسية بمقاربتها المنطقية المشابهة لمدرسة كارافا الغربية.
لقد استعرضنا خصائص التفكير الفلسفي وأوضحنا اختلافها عن خصائص التفكير العلمي، لتتضح لنا أهمية عناصر مثل الدهشة والتأمل والاستقلال والتجدد في تشكيل الفكر الفلسفي.