من هو سيبويه؟
سيبويه، المعروف بأنه إمام النحو في اللغة العربية، هو أَبُو بِشْر عَمْروْ ابْن عُثْمَان ابْن قَنْبَر الْبَصْرِيّ. ويعود أصل اسم سيبويه إلى الفارسية ويرمز إلى رائحة التفاح. يُعتبر سيبويه نحويًا فارسيًا عاش في البصرة، وقد أسهم في كتابة بعض من أوائل الأعمال اللغوية العربية مثل “الكتاب”، الذي يتكون من خمسة مجلدات ويُعتبر مرجعًا أساسيًا يتعلق بقواعد اللغة العربية.
وُلد سيبويه في عام 760 ميلادي، ومن المحتمل أن تكون شيراز، الواقعة في محافظة فارس الإيرانية، هي مسقط رأسه. وتزعم بعض المصادر التاريخية أنه انتقل أولاً إلى البصرة ثم إلى بغداد، ليعود لاحقًا إلى شيراز حيث توفي بين عامي 161-777 ميلادي. قدم إلى العراق وهو في الثانية والثلاثين من عمره خلال فترة حكم هارون الرشيد، وتوفي في بلاد فارس عن عمر يناهز الأربعين، ولكنه خلف إرثًا ثقافيًا وإدراكًا عميقًا للعديد من الأجيال القادمة.
تلقى سيبويه تعليمه على يد أبرز العلماء مثل يونس بن حبيب والخليل بن أحمد الفراهيدي، ويدين لهما بالفضل في تشكيل معرفته. وبين تلاميذه، يمكن الإشارة إلى اثنين هما أبو الحسن سعيد بن مسعدة، المعروف بالأخفش، وأبو محمد بن المستنير المصري، المعروف بقطرب. وصنف سيبويه كواحد من أكثر اللغويين الإيرانيين شهرة، حيث حاز على المرتبة 28 في قائمة اللغويين واحتل المرتبة 133 في قائمة السير الذاتية الأكثر شهرة في إيران.
أشهر اقتباسات سيبويه
هناك العديد من الاقتباسات الشهيرة لسيبويه، ومن أبرزها:
- وتقول ستفعل ذلك، وسيفعل ذلك، فتُلحق بها هذين الحرفين كما تلحق الألف واللام الأسماء للمعرفة.
- يؤمل دنيًا ليسعى لها فوافى المنية دون الأمل حثيثًا يروي أصول الفسيل، فعاش الفسيل ومات الرجل.
- وقد فرقتنا الأيام جميعًا إلى الأمد الأقصى، ومن يأمن دهره.
- أبلغ لديك أبا خُليدٍ وائلاً أني رأيت اليوم شيئًا مُعجبًا أن ابن جعدة بالبُوَين مُعَزِّبٌ وبنو خَفاجَةَ يَقتَرونَ الثعلب.
- فأنِفت مما قد رأيت وساءني وغضبت لو أنني أرى لي مغضبًا، ولقد أرى حيًّا هناك غيرهم ممن يحلّون الأميل المُعشِبَ.
- لأطلبن علما لا يُنازعني فيه أحد.
- ليس في صحبتي أحد إلا وأكون إذا شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء.
الكتاب لسيبويه
يُعتبر “الكتاب” العمل الأكثر شهرة الذي أسهم به سيبويه، حيث استخدمه العديد من العلماء بعد وفاته. يُعرف هذا الكتاب بكونه المرجع الأساسي لقواعد اللغة العربية، ويُعتبر العمل الأول في هذا المجال. يغطي الكتاب جميع جوانب اللغة العربية، بما في ذلك الاقتباسات من العبارات والتعابير، ويُعتبر وثيقة تأسيسية في مجال النحو. يحتوي الكتاب على خمسة مجلدات، تم تدقيقها وتوثيقها من المخطوطات السابقة مع الحركات وفهارس البحث. يُقال أن سيبويه كان يتنقل بين المدن والقرى لتوثيق أشعارهم وأقوالهم التاريخية، والتي ورثتها القبائل بهدف جمع الشواهد والأدلة اللغوية لكل نقطة وحجة يُوردها في كتابه.