أشعار عن الفراق والشوق للآخرين

شوق متجدد بين الأضلاع

  • أورد البحتري:

إن الشوق يعتصر قلبي مع كل نبضة،

وأسترجع ذكراكَ التي تراودني في صمتٍ مقلق.

ولربما ينجو الفتى من همومه،

بينما يكون الليل حالكًا حوله.

لم تكن بغداد منصفة، حينما تدهورت حالتها،

فهي الملاذ الوحيد بين الأنس.

لقد غفلت عن حقوق القربى فيها،

وكذلك حقوق الصداقة، كما فعل فارس.

يا عليّ! من يظل يأمل فيك بعد كل الودّ،

الذي ضاع من بين يديّ، فأنا الآن أشعر باليأس.

قد وعدتني يوم الخميس، رغم مضي

عدة أيام بعد موعدك الخامس.

أخبر الأمير، بأنه القمر الذي

تضحك به الأيام، رغم عبوسها.

قدمت لي رجالًا، إلا أن جميعهم

كانوا يتخلفون عن تحقيق أهدافي.

وأنت كنت سبب ضعفي، لدرجة أنني شعرت بالشماتة

من أولئك الذين كانوا يحسدونني.

وأنا من كانوا يوضحون الأمر، بلا أدنى مساومة،

هذا هو نهجي مع القصائد، وقد بات مفرطًا وخاشعًا.

غيابك يثير مشاعر الظن

  • أشارت سعدية مفرح:

وفي غيابك …

يمضي الوقت دون أن ندري كيف يأتي،

أو كيف يرحل بلطف، كطيف يلوح في الأفق.

أنا كطير عالق في شباك النوى،

روحي تتصارع مع الوجع، رغم أن كل شيء حولي مألوف.

هذا الصمت الغريب يسيطر عليّ بأصوات مؤلمة،

فأنا أسعى نحوك، ولا أتوانى.

هذا الحزن يأتي ويتجدد مع كل غياب،

يغازلني من مسافات بعيدة.

حين تغيب، تغمرني مشاعر الحزن،

لكني أغرق في حضن الذكريات.

هل سيكون هناك حدود بيننا،

نتجرع منها الألم والفرح على حد سواء؟

غيابك هو مداد قلبي الغضوب،

وحين يكون، أُخصب كل تفاصيل شوقي.

أفرش لقلبي كل ما أملك من مشاعر،

وأدعوه ليغمرني في اتساع الأحلام.

فيصير وجودك جزءًا لا يتجزأ من كينونتي،

كشمس تشاركهم فرحتهم.

بينما موهبتي تنشر الزهور،

وكأنني أقطف السعادة بيدي.

تدعو ليتي إلى تحقيق آمالي،

بعد أن ضاع كل شيء.

فهل ستستمر الأقدار، وقد تضاءل مائي؟

وحين تغيب، يصبح غيابك هو الأمل،

وفيه تظل مشتاقًا.

كيف يكون الحضور غيابًا، وهل في الغياب حضرة؟

لك أن تكوني دائمًا في ذاكرة القلب،

فغيابك يُعد بمثابة الموت.

تحنو عليك شوقًا بعد قصره

  • كما قال امرؤ القيس:

أتمنى لك شوقًا، بعد أن كان أقل شأناً،

والشوق أصبح يتغلغل في أعماقي.

رغم الود المتزايد، فإن لي مشاعر مختلطة،

أراقب مثلما تراقب النسور الأفق.

تجمعت الأفكار حول خيالي،

كما تشتبك حدائق عذبة في واد.

كلما رأيت ما حولي، أذكر جمال الأيام،

وذكرى الحب تلاحقني.

فهل أراك بعيدًا، وإن كنت في قلبي قريبًا؟

مع وجود ذكريات لا تنسى،

اسأل نفسي كيف أستطيع المضي؟

شوق يُـشعل الأدمع

  • يقول البحتري:

إن الشوق إليكِ يجرفني بالأدمع،

وحالتي من الوجع تسد الأضلاع.

وهذه المشاعر تتجدد بين الليل والنهار،

كُلما مرّت الأيام، يصار إلى الذكرى.

إنني مشغوف بك، رغم كل الحواجز،

حتى عند أصغر التفاصيل، تتوافر الذكريات.

إن كان لديكِ مكان في القلب، فإنه يزهر.

وأراكِ من بين كل من رأيت، برغم الصدود،

فهذه الوصلات تشتعل في القلب.

طربك دائم يلعب في وجداني،

وأتعقبك بشغف.

أرى فيكِ أشرف ما للماضي والحاضر،

والفضل واضح في عائلتك.

والله يهبكم القوة، تلك الوراثة المقدسة،

وهذا من فضل الله، ولن يضيع.

غيابك موت محتم

  • يقول ياسر الأقرع:

أصحى من كمون الليل،

وجروحي تتدفق،

واصرخ باسمك بلا وعى.

أبحث عنك،

وكأن خفة روحي تكبلني.

أشعر بالفراغ كأنه اختناق،

أعود …

كمن فقد عقله.

أنجرح باسمي، في صمت السكون.

هل تسمعيني؟

عندما تغيبين،

تصير المنافي تعبيرًا عن جراحي،

تتجه الاتجاهات إلى اللاوجود.

تضيق بي الدنيا.

إذا غبتِ،

تضيع اللحظات وتخفق الأمنيات،

الكثير منها لن يعود.

إذا كنتِ بعيدًا، يتساوى الحزن مع الوحدة،

أنا وحدي مع الظل.

ضجر الليل من صمته

ويقطر موتًا.

ضجر مني،

فسأقول أمام قبري،

إني هزمتٌ!

كيف أعود،

بضحكة عينيك؟

وكيف سأستعيد،

وجهك المنير في عمق روحي؟

إذا ما انكسر،

هكذا أصحو في انكسارات جراح.

وأصرخ “أنتِ …… “

فتهمس روحي:

غيابك موت!

غيابك موت!

غيابك موت!

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *